وجدي غنيم..ياسر برهامي.. عبد المنعم الشحات.. الاخوة بالبرلمان الذين رفضوا ان يقفوا دقيقة حداد على روح البابا شنودة يقال ان احدهم نام فحلم بقداسة ..الله ما اجعله خيره
الحلم
وقف البابا شنودة بروحه امام الباب المؤدي للجنة ..كانت المسافة التي تفصل بينه وبينها كالمسافة التي تفصل بين مصر واليابان ولكنها مسافة بسيطدة بالنسبة لعالم الارواح لايستغرق الوصول لها سوى ان يفرد جناحيه بضعة ثواني.. فرد جناحه فوصل لهناك في الحال .. اختلس نظرة عابرة على سكان الفردوس فانفرجت اساريره عندما وجد ان اغلب السكان من اصحاب اللحي .. ادرك ان هولا ء هم الرهبان وسكان البراري والنساك في كل عصر وآوان .. لم يعد يفصله عن لقاء بولس الرسول ومرقص الرسول واثناثيوس الرسول سوى هذا الملاك الذي يقف حائلا بينه وبين الفردوس ممسكا بكتاب ضخم يضم بين صفحاته اسماء المنعم عليهم بالدخول.. اتجه الباب الى الملاك ورفع جناحه الايمن لتحيته ثم هم بالدخول فجذبه الملاك من ريشه قائلا له : الى اين انت ذاهب .. رد البابا بنبرة الواثق : الى الجنة .. قال له الملاك بنبرة صارمة بعد ان فرد جناحه العملاق ليقف حائلا دون دخول البابا الجنة .. ما اسمك .. تعجب البابا اذ كان يظن ان صيته قد وصل الى السماء.. فقال : اسمي نظير جيد الشهير بالبابا شنودة بطريرك الاقباط الارثوكس ..
فتح الملاك الكتاب العملاق على حرف الشين وراح يتمتم شنودة شنودة شنودة ثم اغلق الكتاب ونظر له بوجه صارم قائلا : اسمك ليس موجود .. تعجب البابا شنودة واستشاط غيظا خلاف عادته وهو بالجسد قائلا :انظر جيدا فانا متاكد ان اسمي مكتوب في سفر الحياة .. رد الملاك قائلا : انت بتستعماني انا متاكد ان اسمك غير موجود وحتى يرتاح بالك عليك ان تعلم ان كل هذا السفر لا يوجد به اسم شنودة .. ليس هذا فحسب بل كل سكان الجنة رغم تشابه اسماهم وتكرارها لا يوجد بينهم من له هذا الاسم .. صمت البابا شنودة لحظات لا يجد فيها كلمات يقولها من واقع الصدمة ..
قطع الملاك الصمت المريب قائلا .. قلت ان لك اسم اخر خلاف شنودة .. زحفت بسمة امل على شفاه البابا شنودة قائلا : نعم لقد كان اسمي سابقا نظير جيد .. ربما اكون مدون عندكم بهذا الاسم .. فقال الملاك ربما .. ثم عاود فتح الكتاب وراح يقرا الاسماء المدونة بالكتاب العملاق وهو يبحث .. نظير احمد , نظير مصطفى, نظير محمود , ثم نظر من جديد للبابا قائلا .. عفوا اسمك غير مكتوب .. ثم قال بصوت مهيب اهتزت له اركان الجنة: اذهب الى باب النار ايها الهالك ستجد اسمك مدون هناك .. غرقت عيناي البابا بالدموع .. وهو يردد : ظلم ظلم انا لا استحق تلك النهاية .. فرد عليه الملاك بحدة : كيف تقول ظلم .. الله ليس بظالم .. رد البابا : ولكني لم اقترف ذنب استحق من اجله الدخول الى النار .. قال له الملاك كيف ؟ ِ. رد البابا .. كنت اؤمن بالمسيح اشد الايمان . قال له الملاك تقصد سيدنا عيسى .. رد البابا : نعم هناك من يسميه بعيسى لكن اظن ان الاسماء لا تهم ..
قال له الملاك وماذا بعد : رد البابا : كنت احب كل الناس حتى الاعداء بل احس شعبي على حبهم .. صفق الملاك على جناحيه متعجبا وهو يقول : تحب حتى الكفار .. رد البابا : نعم احب حتى الكفار .. استغفر الملاك ربه ثم قال : وماذا فعلت ايضا .. قال البابا :كنت اتسامح مع المسيئين الينا واطلب لهم المغفرة عندما اصلي .. وضع الملاك جناحه على عينيه بعد ان اغمضها من شدة الضيق قائلا : انك مثل التلميذ البليد لا تؤدي واجباتك وتنزف الدموع حينما ترسب .. قال البابا : ما كنت اظن انني سارسب .. ردالملاك : لم تؤد المطلوب .. اجاب البابا : وهل ادى احد المطلوب .. اظن ان شروط دخول الجنة تبدو مستحيلة .. رد الملاك بضيق : كيف تقول مستحيلة والجنة تعج بملايين البشر مثلك . قال البابا : ماذا فعلوا وانا لم افعل .. قال الملاك : ارضوا الديان الخالق .. قال : كيف .. يبدوا لي الان ان رضاءه عسير بعد ان كنت اظنه على الارض يسير .. صمت الملاك فترة كما لو كان يفكر في امرا ما .. يتحمس تارة ثم يتراجع ثم اقترب من البابا هامسا : لقد دخلت قلبي على خلاف اهل النار .. لذا سامنحك فرصة لم امنحها لاحد من قبل وهي ان اجعلك تتحدث الى اهل الجنة حتى تعرف لماذا دخلوها هم وخرجت منها انت .. فقال له البابا : ساكون ممنونا ..
نادى الملاك احد المارة قائلا .. تعالى هنا يا ابن ستيتة ثم استدار للبابا قائلا .. عفوا اننا هنا ننادي الناس باسماء امهاتهم .. حضر ابن ستيتة على مضض حيث كان يداعب احدى حوريات الجنة.. فقال له الملاك قل لشنودة ماذا فعلت حتى تنعم بالجنة .. قال ابن ستيتة .. لم افعل اي شيء سوى انني قتلت كافر .. نظر الملاك الى البابا قائلا : هل قتلت كافر؟.. رد البابا : انا لا اعرف ماذا تعني كلمة كافر فالانجيل لم يذكرها قط .. اجاب الملاك : تريد ان تدخل الجنة وانت لا تعرف معنى الكفر .. ثم نادى الملاك على رجل اخر قائلا تعالى يا ابن بهانة .. فحضر ابن بهانة مصطحبا معه كوب خمر فقال له الملاك : قل لشنودة ماذا فعلت حتى تاتي الى هنا .. فرد ابن بهانة امرين لا ثالث لهما .. كره اليهود والنصارى وعدم شرب الخمر .. فقال له البابا متعجبا ولكنك تمسك كاس خمر بيدك .. فرد ابن بهانة : شرب الخمر حلال في الجنة حرام في الارض .. اما كره اليهود والنصارى فحلال في الاثنين ..
ابتسم الملاك للبابا شنودة قائلا .. اتريد ان تسمع المزيد .. قال البابا : اريد ان اسمع لشهادة امراة ربما اختلف الامر.. اكفهر وجه الملاك قائلا : عفوا لا يوجد نساء لدينا .. ساءله البابا بدهشة : لماذا .. رد الملاك : لان النساء ما بيوردوش على جنة.. صمت البابا لحظة يستعرض فيها شريط حياته ثم قال: ولكني لم افعل شيء في الدنيا سوى طاعة الانجيل .. اجاب الملاك : الانجيل المحرف .. قال البابا بضيق : انت ايضا تقول على الانجيل انه محرف ؟.. قال الملاك : بكل تاكيد انه محرف .. رد البابا : وما هو دليلك على ذلك ؟.. قال الملاك : الامر لا يحتاج الى برهان بل يحتاج الى عقل .. كتاب ينهى عن القتل والكره والخصومة ويحث على الحب والتسامح ونكران الذات بكل تاكيد كتاب محرف .. مضى البابا شنودة الى النار حزينا وهو يبكي ويردد .. ليتني قتلت .. ليتني كرهت .. ليتني خاصمت .. ليتني عرفت معنى الكفر وملاءت الدنيا بسب الكفار .. كنت الان ساكون بين احضان الحواري
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون
© 2004 - 2011
www.copts-united.com