الزعيم ...والشاطر

 

لا أنكر حق الزعيم أن يكون رئيسا ولا أنكر حق " زينهم " أيضا أن يكون رئيسا ولكن أنكر أن يكون زينهم مجرد صورة باهتة للزعيم ويتحرك بخيوط الماريونيت والذى يحركة هم الجماعة ومن وراء الستار . ولكى تعرف القصة من أولها عزيزى القارئ نعود بك الى مسرحية " الزعيم " للفنان القدير عادل امام وفى هذة المسرحية التى نعرفها جميعا ونعرف أن الفنان عادل امام ليس هو الزعيم ولكن هو " زينهم " الذى يعيش فوق السطوح ولا تربطة بالزعيم أو الزعامة أى شئ الا أنة يشبة فى الشكل الزعيم الحقيقى الذى مات وشبع موت ...والذى يحرك زينهم - أو الزعيم الجديد - هم الجماعة أو المساعدون لة ..ولعل الفكرة الان تكون وضحت لك عزيزى القارئ ..ونبدأ الموضوع الاصلى 

 

وأرجو أن لا يساء فهم كلامى فهذا ليس تقليلا من شأن أحد ولكن هناك تشابة كبير بين مسرحية "الزعيم" وبين مرشح الرئاسة عن جماعة الاخوان المسلمين وهو المهندس خيرت الشاطر . فقد عرفنا جميعا أن جماعة الاخوان المسلمين - مكتب فضيلة المرشد وليس الحزب - دفع بالمهندس الشاطر للترشح لرئاسة الجمهورية . ولا أنكر حق الشاطر فى ذلك ولكن كما أن لسيادتة الحق فى الترشح لرئاستنا فاننا بدورنا لنا الحق فى التساؤل عمن سوف يرأسنا لو فاز فى الانتخابات . 

فى الحقيقة تقول صحيفة الحالة الجنائية للمهندس خيرت أنة سجن سنوات عديدة فى قضايا مخلة بالشرف - شيكات بدون رصيد وغسيل أموال - وفى قضايا جنائية فقد كان متهما فى قضية المنصة الشهيرة والتى قتل فيها الرئيس المؤمن بأيدى المؤمنين أحبابة ..وهذا الكلام ليس من عندى ولكن معروف للجميع وتداولتة كل الميديا ..

 

وتقول سيرتة الذاتية أنة رجل أعمال ممتاز وناجح وان كنت أختلف على هذا التصنيف لأن رجل الاعمال المفروض انة  يعمل بالصناعة والتجارة ولكن المهندس خيرت الشاطر يعمل بالتجارة فقط.- تجارة الادوات الكهربائية تحديدا - .ولكن لا أعرف أى نشاط سياسى لة  ومن يعرف علية الادلاء بذلك حتى نستفيد ولعلة يكون رجل سياسة حتى ينجح فى مهمتة ...ولكن أن يكون تاجرا فقط فهذا لا يصلح للرئاسة لأننى أعرف أغلب التجار لا يجيدون حتى القراءة والكتابة وهم ناجحون جدا فى تجارتهم ولكن بالطبع لا يصلحون للعمل السياسى

 

ومن مؤهلات خيرت الشاطر أيضا أنة كان نائبا - وربما حتى الان - للمرشد العام لجماعة الاخوان المسلمين وهذا هو مربط الفرس وهذا هو بيت القصيد فى هذا المقال . ونبدأ فى المهم 

حتى الان لم يعلن لنا أى حزب وخاصة الحرية والعدالة - حزب الاغلبية الان أى الحزب الوطنى الجديد - عن أى برنامج للنهوض بمصر من الفقر والجهل والبطالة ..الى أخر المشاكل المتراكمة فى مصرنا الغالية ..ولم يتفوة المهندس الشاطر بأى كلمة ولكن الجملة الوحيدة التى قالها أنة سوف يطبق الشرع الاسلامى ..وهذة الجملة بالذات فيها الكثيرمن الاهانات للشعب المصرى وخاصة السلمين ..وكأن المسلمين حتى الان وبعد مضى 14 قرنا لا يعرفون دينهم  أو كأنهم من الشعوب الوثنية أو الشعوب المنحلة أخلاقيا وجاء سيادتة بالصراط المستقيم  وأرجو من سيادتة أن يعرف أن عصر الرسالات انتهى وعصر الأنبياء أيضا قد انتهى والشعب يريد حاكم لا نبى ويريد رئيس جمهورية لا فقية ولا ولى أو خليفة فقد انتهى هذا منذ زمن ولن يعود 

 

ونريد أن نعرف لمن سوف يكون ولائة وانتمائة ؟ هل لمصر أم للجماعة ؟ وهل سوف يكون سيادتة تابعا للمرشد أم أن المرشد سوف يكون من مرءوسية كأى فرد عادى فى الجمهورية ؟ ونحن نعرف أن جماعة الاخوان عليهم طاعة المرشد طاعة عمياء ومن يخرج من الجماعة يكون عقابة عسيرا ..ولا أعرف بالضبط كيف يكون الوضع الجديد لو فاز المهندس خيرت بالرئاسة من الذى يتبع من ؟ هل هو يتبع المرشد أى ان تكون سلطة المرشد أعلى من سلطة رئيس الجمهورية أى سوف تصبح مصر دولة المرشد على غرار دولة الفقية . أم سوف يكون رئيس الدولة هو أعلى سلطة ؟ وهذا محل شك 

 

وماذا لو أختلف الرئيس فى الرؤية لموضوع معين يخص الجمهورية  مع الجماعة ؟ هل يستطيع ان ينشق عنهم ويعمل ما يراة  ويفرض رؤيتة على الجماعة ؟ أم سوف يعتبرونة خارجا عن الجماعة ويقتلونة مثلما تم اغتيال سيد فايز العضو البارز بالجماعة لمجرد أنة اعترض على تصرفات الجماعة ؟ أم سوف يصبح مثل " زينهم " فى مسرحية الزعيم وينفذ ما يطلب منة ؟ وينفذ كل ما يطلبة فضيلة المرشد ؟ أم سوف يتنكر للجماعة ويحدث ما لا تحمد عقباة مثلما فعل جمال عبد الناصر؟وهل سوف يختار نائب ماليزى أم تايوانى ؟ 

 

ولمن لا يعرف فقد تم اغتيال سيد فايز عبد المطلب العضو البارز - وهو مهندس ومقاول - فى تنظيم الاخوان المسلمين يوم الخميس الموافق 19 نوفمبر سنة 1953   وكان يوافق يوم المولد النبوى  الشريف وقد ارسلوا لة علبة حلوى بها طرد ناسف انفجرت فية بمجرد ان فتحها وتوفاة اللة هو واخية الاصغر 9 سنوات . وسبب الاغتيال أن سيد فايز - رحمة اللة - اعترض او انتقد تصرفات الجناح السرى للاخوان وكان مجر انتقاد 

 

أخشى أن يكون الشاطر مثل " زينهم " فى مسرحية الزعيم ...وأخشى أكثر أن تزداد الخلافات بين الاخوة الاعداء أو الغرماء مثل ما يحكى تاريخ الجماعة منذ تأسيسها وتزداد رقعة الدماء وتتسع ولكن هذة المرة ربما تكون الأكثر اتساعا وسوف تدفع مصر بالكامل وربما كل شعوب المنطة الثمن باهظا ..وساعتها لن ينفع " زينهم"  أو الزعيم أو الشاطر