بقلم: سحر غريب
منذ نعومة أظفاري وأنا أكره الكاذبين، تكذب معي يومًا فتصبح بعدها نسيًا منسيًا، وأشطب أسمك بعدها من قائمة أصدقائي، أتذكر جيدًا صديقتي التي كذبت بشأن مهنة زوجها بدون داعي فأنا أحترم الجميع علي حد سواء وكيف أنني عرفت الحقيقة وقاطعتها من بعدها نهائيًا، فكيف أثق فيمن تكذب في أمر تافه من أمور الحياة، وكيف أصدق أبسط رواياتها بعد ذلك وهل تستحق الحياة البحث والتدقيق والتمقيق في كل كلمة ستخرج منها في المستقبل، الحياة قصيرة فلا داعي أن نمضيها مع الكاذبين، التعامل معهم مضيعة للجهد والوقت والأخلاق.
اليوم يكذبون ويدلسون عيني عينك وببجاحة يُحسدون عليها، واحد "بلكيمي" ينتمي لمن يدّعون أن الدين حكرًا عليهم، وهم لا يعلمون أن جميع الأديان السماوية – وليس الإسلام وحده- يعتبر الكذب خطيئة يعاقب عليها الرب، كذب "البلكيمي" بشأن عملية أجراها لتجميل أنفه حتي تناسب قبة البرلمان والشو الإعلامي المُقبل عليه، ثم كذب وإدعى أنه تعرض لعملية سطو مسلح انكسرت أنفه بسببها فعلى مايبدوا أن تعاليم الدين في عُرف التيار -المعروف علي أنه التيار الديني- تعاليم مطاطة لا تسري عليهم – فهم أولي أمر- وجب طاعتهم وبلع كذبهم.
ثم جاء "حازم أبو اسماعيل" ليدلوا بدلوه داخل السُمعة السيئة التي يكتسبونها بسبب كذبهم الغير مُبرر، لقد كذب "أبو اسماعيل" ومازال يدافع عن كذبته وعن نزاهته التي مُست بسوء، ويتمسك بماراثون الرئاسة، رغم إنني أتعجب من أن ينتخبه أحد بعد سقطته الشنعاء، فكيف نقبل برئيس كذاب وكيف نثق في أنه سينفذ وعوده وهو الذي بلا عهد ولا كلمة ثقة.
همسة في أذنك يابو اسماعين، ليس بالكذب وحده يحيا الإنسان، وعليك أن تتعلم بأن الكذب كسيح دون ساقين دائماً ما يُسقط صاحبه علي جذور رقبته.
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون
© 2004 - 2011
www.copts-united.com