قال الرب لموسي هذا ما تقوله ليعقوب خر 19 كيف حملتكم كأنكم علي أجنحة النسور. لأنه مَن هذا الذي يعبر البحر بدون سفينة إلا الذي يكون محمولاً علي أجنحة النسور.البحر الأحمر شاهد علي إسرائيل و الدم الأحمر شاهد علينا.
حين فرد النسر السماوي أشرعته علي الصليب.حاملاً جنسنا في ناسوته.طائراً بنا خلف حدود الزمان و المكان.ساعتها لم نعد ننسب للموت بل للحياة إلي الأبد.
لذلك يقول أيوب عنه ( أخفي كلامه في حضني) لقد أخفي كلامه في جسد البشرية الذي تجسد به.فصار حضنه حضننا.و حين صعد إلي السماويات و جلس عن يمين العظمة فهو أيضاً طار بنا إلي هناك حيث لم يكن ممكناً بدونه أن نخترق الحجاب.
من أجل ذلك أسرعت إليه.لأنه يفعل و يقدر و ينجح و لا يعوقه جبال الآثام و لا تراكمات العصيان.
هوشع يقول أن محاكمة للرب مع سكان الأرضهو 4. فليتنا نصبح من سكان السماء لننجو. من لا يستطيع الإرتفاع عليه أن يلوذ بأجنحة النسر الإلهي.عندئذ نقول مع داود ( يا رب تنجي نفسي) مز119 .
الذي يري المسيح بعيداً بعيداً هو الذي لا يلوذ به من خطاياه. لذلك ينظر إلي المسيح فيراه محلقاً بعيداً عنه .هو يقول ( أنا أمضي و ستطلبوني فلا تجدونني و تموتون بخطاياكم) يو 8 .أنا أطلبك أيهاالإنسان المسافر إلي السماء مت 25 ألا تمضي إلي هناك وحدك. خذني معك علي أجنحة النسور.لا تمضي بدوني لأنني بدونك أبقي ميتاً.إنتظرني حتي أتشبث بك.أصارعك مثل يعقوب.لا تنطلق إن لم أنطلق معك.
إذ كيف ينطلق العاجزون إن لم تحملهم أنت.و العسم و العرج الذين دعوتهم للوليمة لو14 .هؤلاء أنت رجاؤهم الوحيد. كيف يسلكون تجاهك ؟ ألعل يومنا هذا يكون يوم حَمل العاجزين علي أجنحتك.يوم تشبث المُقعدين في ضعفاتهم بجناحي النسر الغالب.
يوم يعلن المفلوج عن فشله لأن له سنوات طوال لا يحمله أحد و لا يلقيه أحد في البركة؟ عندئذ تحمله أنت علي أجنحتك و لا تلقه في البركة بل تصعد به ليعاين فرح السماء بمن يتوب و مكافأة السماء لمن يستعد.
و أنت متي أردت أن تمتطي أجنحة النسور فتخفف من غيرالضروري لخلاصك.لا تحمل بغضاً أو تتعلق بما هو أرضي.فلتجتاز الأرض كمسافر.
ثوبك- أي قلبك- فليكن شفافاً و لست ذو رأيين.كن نقياً في محبتك لأن ثوب العرس هو المحبة.و النسر لا يحمل المبغضين.
كن مستعداً لظهور إبن الإنسان فأنت لأجل هذه اللحظة تعيش.و لأجل هذا المصير المعزي تتعب.لا تستسلم من الآلام فهوذا أجرتك معه.حين يحملك فهو سيحملك إلي ما لا نهاية .لن تتعب ثانية . و لن تتألم فيما بعد.
النسر السماوي
- لا يبقي النسر في الأرض طويلاً فأعلم أنك أيضاً نسراً مثل سيدك.مسكنك سماوي.تعبر الجبال محلقاً و تتضاءل الصعاب أمامك.
- النسر لا يخشي الطيور بل يخشاه كل أحد و هو ملك السماء.و مسيحنا ملك الملوك الذي تجثو أمامه كل ركبة. و هو المتسلط علي إبليس الذي كان يدعي يوماً رئيس سلطان الهواء.أف 2 .لقد سقط النسر المزيف تحت الصليب و بقي النسر الحقيقي المحلق فلنتباهي بالنسر المنتصر يسوع المسيح القدوس.
- النسر السماوي هو الأطول عمراً بين الطيور و مسيحنا هو الباقي إلي الأبد .
- النسر لا يشيخ .بل متي أراد أن يجدد شبابه يصعد إلي أعالي الجبال و تتصلب جناحاه حتي يتساقط ريشه بإرادته وحده يصعد لصلب جناحيه . و مسيحنا صعد علي الصليب بإختياره و إرادته وحده.وضع نفسه ليصنع جديداً لأجلنا.
- النسر يظل ينقر في الصخر حتي ينخلع منقاره و هو ترك لنا كلامه ( منقاره) فلنصعد بأفكارنا إلي فوق و نسمع ما يقوله الروح للكنائس.
ينتظر النسر خمسة شهور لينمو له منقاراً جديداً و ريشاً جديداً .هكذا معلمنا صعد علي أعلي الجلجثة و قبل الصليب و منه أخذنا الطبيعة الجديدة التي ليس عليها حكم الموت.
تجددت طبيعتنا بحلول الروح القدس يوم الخمسين.لم يعد الضعف يدب فينا بل الروح القدس روح القوة.
لنرفع إليه أبصارنا و قلوبنا و نياتنا لكي يجدد كالنسر شبابنا فلا ننهزم أمام الأيام.
- النسر هو الباقي من مخلوقات العالم القديم دون تحور في تكوينه .و مسيحنا قديم الأيام باق فوق الدهور لذا يحملنا الإله الذي لا نهاية لأيامه.و يضعنا في أبديته .
- النسر لا يأكل سوي الميت و لا يتقدم للإلتهام إلا بعد أن تلفظ الفريسة أنفاسها الأخيرة و مسيحنا جاء ليخلص ما قد هلك .أشرق علي الموتي منذ الدهر.و جعلهم في حضنه . أخفاني في ستر مظلته . و رأي فينا لذته.
- النسر لا يتزوج سوي مرة واحدة.و للمسيح كنيسة وحيدة عروسه التي إقتناها بدمه.لا يقبل شريكاً معه فيها. و لذلك يسمييهم زناة هؤلاء الذين يحبون الأشياء و الأشخاص أكثر من المسيح.
- تضع النسر بيضة واحدة فقط في عشها أعلي الجبال.و علي الصليب دفع المسيح مهر عروسه الوحيدة هذه التي ولدت من جنبه المطعون.ليس له سواها و ليست لها سواه. هي مولود سماوي إبنة أعالي الجبال.إبنة الجلجثة و الزيتون. إبنة الصعود و الإتضاع معاً.إبنة النسر السماوي.
و هو جالس علي جبل الزيتون أتاه تلاميذه يتساءلون ما هي علامة مجيئك؟مت 24؟ فإعلموا النسر من جناحيه. حيث تكون الجثة هناك تجتمع النسور.أي حيث يكون المسيح خبز الحياة المذبوح لأجلنا هناك يجتمع الراغبين في الحياة السماوية حوله كالنسور.و كما يعرفون النسر من جناحيه هكذا يعرفون المسيح من علامته أي صليبه.
- لا يمكنك أن تختلف علي النسر فهو غير كل طيور السماء في طيرانه و هبوطه. في حجمه و شكله.فالمسيح في مجيئه الثاني هو النسر الواضح الذي لن يختلف عليه حتي الذين طعنوه و سيرونه و يعرفونه و ينوحون عليه.
- يأتي ضباب و يبقي النسر .تسقط الأمطار و يصمد النسر.تهب الرياح و لا تخيف النسر.لأن نسرنا المسيح قد هزم الطبيعة و له سلطان علي كل الموجودات.ينتهر الريح و الموج فتطيعانه. و ينتهر لنا التجارب فيضع لها نهاية.نسرنا له قدرته الإلهية.و نحن علي قدرته نعتمد.
- النسر الذي هو مهوب في السماء متي نزل إلي الأرض تتجرأ عليه الكلاب و تطارده الوحوش المفترسة هكذا المسيح حين إتضع آخذاً صورة عبد و مشي علي الأرض كإنسان تجرأت عليه زمرة الأشرار.ظنوه مثلنا مطروداً من السماويات .و هو مسحوق لأجل آثامنا و متنازل لأجل خلاصنا.و لقد قبل الجروح و لكن جرحه المميت شفي.فرأيناه نسراً غالباً الموت صاعداً أمام أعيننا إلي فوق.عاد النسر إلي حضن أبيه.آخذاً إيانا إلي المكان الذي كنا مطرودين منه.عاد نسراً كما كان مهوباً .و إنهزمت الكلاب التي أرادتأن تنهش بنوته الوحيدة أي طبيعته السماوية.مز.21
- اليوم نرجو منك أيها الملك السمائي أن تحلق بأفكارنا في مجدك.بك نرتفع.لأنه بدونك ننغرس في تراب الأرض كالموتي. بك نتجدد و بدونك نشيخ قبل الأوان.
- بك نغلب و بدونك كيف نستطيع أن نقهر الخطية. بل الضعفات تبدو أمامنا كالجبال فأنت حلق بنا فوقها. و أعدنا إلي موطننا السماوي سريعاً لأننا مشتاقين للأمان فيك.مشتاقين لحضنك الذي لم نتذوق أحلي منه.
- هوذا أنا رأيتك محلقاً .و حولك سحاب طائرون كاليمام عائدين إلي بيوتهم عندك.يا من تستضيف اليمام في عش النسر.
ضمني إليهم سريعاً.فلا فرح إلا في شخصك و لا جمال إلا في عينيك.و لا رفعة إلا في جناحيك.إحملني علي أجنحة النسور بل إجعلني أنا أيضاً نسراً.
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون
© 2004 - 2011
www.copts-united.com