أعلن التلفزيون السوري، نقلاً عن مصدر مسؤول بوزارة الدفاع، أن القوات المسلحة ستوقف عملياتها اعتباراً من صباح الخميس: "بعد تنفيذ مهامها الناجحة في مكافحة الأعمال الإجرامية للمجموعات الإرهابية المسلحة وبسط سلطة الدولي على أراضيها،" وهو القرار الذي سارع ناطق باسم المبعوث الدولي، كوفي عنان، لتأكيد تسلمه رسالة رسمية حوله.
وبحسب التلفزيون السوري، فإن المصدر في وزارة الدفاع قال إنه قد تقرر "وقف هذه المهام (للقوات المسلحة) اعتباراً من صباح يوم غد الخميس."
وأضاف المصدر أن القوات المسلحة: "ستبقى متأهبة للرد على أي اعتداء تقوم به الجماعات المسلحة ضد المدنيين وعناصر حفظ النظام والقوات المسلحة والممتلكات الخاصة والعامة ولحماية أمن الوطن والمواطن،" وفق البيان السوري.
من جانبه، أعلن المبعوث العربي والدولي، كوفي عنان، في بيان للناطق باسمه، عن تسلمه رسالة من وزير الخارجية السوري، وليد المعلم، يعلمه فيها بقرار حكومته: "وقف القتال العسكري على جميع الأراضي السورية اعتباراً من الساعة السادسة من صباح الخميس، بالتوقيت المحلي لدمشق."
وأضاف البيان أن الجانب السوري أعلمه بأنه "سيحتفظ بحق الرد المناسب على أي هجوم،" مشيراً إلى أن عنان "سيواصل العمل مع الحكومة السورية والمعارضة لضمان تطبيق خطة السلام المكومة من ست نقاط، وخاصة النقطة الثانية المتعلقة بوقف كل أشكال القتال.
وأعرب عنان عن تطلعه لمواصلة الحصول على الدعم من كافة الدول المعنية بهذه القضية.
وكان عنان قد عبّر الأربعاء عن "أمله في التزام القوات الحكومية ومسلحي المعارضة بالموعد النهائي لوضع حد لجميع أعمال العنف،" في وقت استمر فيه القصف الحكومي وإطلاق الصواريخ في سوريا.
وقال عنان إنه "لا يزال هناك أمل للتوصل إلى وقف إطلاق النار بحلول يوم الخميس،" بموجب خطة سلام توسط فيها، يدعو الحكومة والمعارضة إلى وقف العنف بحلول الساعة 6 صباحا بالتوقيت المحلي في سوريا.
وأضاف عنان، خلال زيارة للعاصمة الإيرانية طهران، "لقد اتفقنا على أننا بحاجة إلى إيجاد حل سلمي للأزمة.. من المهم للغاية أن نجد وسيلة لإنهاء العنف والأزمة الجارية في سوريا."
وفي المقابل، قال نشطاء من المعارضة إن القوات السورية قصفت عدة مدن في البلاد يوم الثلاثاء، ما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 101 شخص، لكنه عنان قال إنه "لا يزال متفائلا بشأن خطة السلام ودعا الطرفين إلى احترامها."
وقال المبعوث الدولي "إذا كنت تريد أن تبتعد عن خطة السلام هذه، فما هو البديل؟" مضيفا: "اسمحوا لي مرة أخرى نناشد الحكومة السورية، وجميع الأطراف، وقف العنف فورا."
ويوم الثلاثاء، قال وزير الخارجية السوري وليد المعلم، إن بلاده سحبت فعلا بعضا من قواتها من المدن، تماشيا مع خطة سلام دولية قدمها كوفي عنان.
وقال المعلم في مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عقد في موسكو، إن سوريا "لم تطلب من عنان أن يوافيها بضمانات مكتوبة من المجموعات المسلحة والدول الراعية لها بل أن يتصل بها وأن يعطيها نتائج هذه الاتصالات."
وأضاف: "نحن لم نطلب من مجموعات إرهابية مسلحة تمارس القتل والخطف وأخذ الرهائن وتدمير البنى التحتية العامة والخاصة، أن توافينا بضمانات نحن نريد من عنان أن يوافينا بذلك،" وفقا لما نقلته وكالة الأنباء السورية الرسمية.
وأوضح الملعم أن بلاده "بدأت بالفعل بتنفيذ خطة عنان، مضيفا أن "الحكومة السورية قامت بسحب القوات وسمحت لأكثر من 28 محطة إعلامية بالدخول إلى سوريا منذ 25 آذار (مارس) الماضي."
لكنه أردف قائلا "رغم هذه الخطوات الإيجابية لاحظنا تصاعدا في عمليات المجموعات الإرهابية المسلحة وانتشارها في عدد من المحافظات وبسبب تجربتنا مع بعثة المراقبين العرب نريد أن يكون وقف العنف مستداما بوجود بعثة المراقبين الدوليين."
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون
© 2004 - 2011
www.copts-united.com