وجه الشيخ محمد حسان الداعية الإسلامى، مجموعة مختلفة من الرسائل، فى خطبة الجمعة التى ألقاها اليوم بمسجد أهل السنة بقرية دموه مركز دكرنس بالدقهلية، ووجه أولى رسائله إلى قضاة مصر، حيث قال "القضاة ثلاثة واحد فى الجنة واثنان فى النار، رجل عرف الحق وقضى به فهوفى الجنة، ورجل عرف الحق وقضى بخلافه فهوفى النار، ورجل قضى بين الناس على جهل فهوفى النار"، القضاء العادل يقدس به الأمة ويرفع الله به البلاء والغمة عن الأمة كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "لما رجع مهاجرو الحبشة، قال لهم ألا تحدثونى أعاجيب على ما رأيتموه فى أرض الحبشة، قالوا بلى يا رسول الله، بينما نحن جلوس فمر بنا عجوز تحمل جرة ماء على رأسها، فمر بها فتى من فتيانهم فدفعها على الأرض فوقعت على ركبتيها فانكسرت جرتها فجلست المرأة ونظرت إلى السماء وقالت سوف تعلم يا ظالم إذا وضع الله كرسيه يوم القيامة واقتص للمظلوم من الظالم سوف تعلم أمرى وأمرك عنده غدا " فقال النبى "صدقت صدقت" .
وأضاف حسان، على قضاة مصر الشرفاء أن يقولوا الحق إن عرفوه ولا يكتموه، فلا تتكلم إلا بعلم والإمام البخارى استدل على العلم مقدم على القول والعمل لأن العلم هو الذى يصحح النية التى يصح بها كل قول وكل عمل، فقال الله تعالى "فاعلم أنه لا إله إلا الله واستغفر لذنبك" فلا تحكم بين الناس بجهل ولا تتكلم بأمر من أمور الدين وأمور الخلق إلا بعلم.
وتساءل حسان عن كيفية تقديس أمة لله لا يؤخذ لضعيفهم من شديدهم ، قائلا" أظن أننى قدمت اليوم إجابات واضحة على أسئلة أولادنا الذين يسألون عن السر وراء تقدم دول الغرب، بينما تأخرت أمة الإسلام، وأؤكد لهم أن الله يقيم الدولة العادلة وإن كانت كافرة ولا يقيم الدولة الظالمة وإن كانت مسلمة، فقد تفشى الظلم بيننا ورب الكعبة لو كان للظلم رائحة ما تنفسنا إلا العفن والقذر، فيظلم الأب أبناءه، ويظلم الولد أمه وأباه، ويظلم الأخ أخاه، ويظلم القوى الضعيف، والدنيا لا تدوم مع الظلم، وتدوم الدنيا مع العدل والكفر موجود.
أما الرسالة الثانية فقد وجهها إلى الشباب الإسلامى على مختلف أطيافه وانتماءاته وجماعاته التى ينتسب إليها، حيث قال لهم " اعلموا يقينا أننا لا نتعصب أبدا ولا نتحزب أبدا لأى شخص مهما كان، بل لا نتعصب إلا للحق وإلا للمنهج، فنحن ننصر منهجا ولا ننصر أشخاصا، نحن ننصر منهج الحق ولا ننصر شخصا بعينه، واعرف الحق تعرف أهله، فإن الحق لا يعرف بالرجال، ولكن الرجال هم الذين يعرفون بالحق، وقال ابن تيميه كلاما يكتب بماء الذهب فهو يقول " ليس لأحد أن ينصب للأمة شخصا يدعو إليه ويوالى ويعادى عليه غير النبى فقط" فلا نوالى أو نعادى إلا لمنهجنا وديننا، كيف لأحد أن ينصب للأمة شخصا يدعو عليه غير كلام الله ورسوله؟!، فلا نتعصب لشخص بل نتعصب للحق وندور مع الحق حيث كان، وعلينا أن نصحح النيات لنكون أهلا لتمكين ربنا لنا، وعلينا أن نقدم صورة مشرقة للإسلام والمنتسبين للإسلام ولا ينبغى أن نتعصب حتى يبعدنا تعصبنا عن أخلاق ديننا وعن ضوابط شرعنا لاسيما أن الإسلام الآن متهم بكل المنتسبين إليه، وعلينا أن نقدم الصورة الحقيقية فالإسلام يضبط مشاعرنا وعواطفنا وكلماتنا وهتافاتنا، ولا ينبغى أن تبعدنا العواطف عن أصول هذا الدين ، فوسائلنا مشروعة منضبطة بضوابط الشرع، ويجب أن نكون دعاة رحمة وخير للدنيا لنقدم إسلامنا لأهل الأرض بأخلاقنا وسلوكنا.
وثالث الرسائل كانت لأبناء التيار الإسلامى من الإخوان والسلفيين والتبليغيين وغيرهم، حيث قال لهم " انتبهوا العدسات مسلطة الآن عليكم بالسوء لتكبر أخطاءكم ولو كانت صغيرة، ولتظهرها للدنيا كلها لتخوف الناس من الإسلام لا من الشخص الذى أخطأ فى حق الإسلام قبل أن يخطئ فى حق نفسه، فاتقوا الله ما استطعتم، والمرحلة حرجة وتحتاج منا أن نكون على بصيرة، وأن ننظر إلى ما آلت الأقوال والأفعال.
وقال فى رابع رسائله التى خص بها الإعلاميين "مازال الإعلام يمارس دورا خطيرا فى بث حالة التشكيك والتخوين، وأرجو من الإعلاميين أن يتثبتوا وأن يتبينوا وألا يلقوا بالتهم هنا وهناك جزافا للأشخاص والجماعات والجمعيات، وأرجو ألا نكون موصلين لكلمات وشائعات لا أصل لها تحقق قبل أن تنقل، فالصمت فى هذه الأزمة أغلى من الذهب لا تنطق إلا شكرا وإلا حقا وإلا اصمت ودرب نفسك على الصمت ورب الكعبة ما أحلاها من عبادة وطاعة، وجرب أن تجلس وحدك فى صمت تام، واستغفر لذنبك من أعظم العبادات، والتى لا يفطن لها كثير من الخلق إلى لحظة تجد نفسك تنزل دموعك، مدرارا فلا تردد ما لا جدوى من ترديده بدون علم.
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com