بقلم- مينا ملاك عازر
عزيزي القارئ، سنتجنب اليوم الكلام عن السياسة كعادتنا، ونقترب من الرياضة، وبالتحديد كرة القدم، وسيبك من إلغاء الكأس وتوقف الدوري وعدم قدرة الداخلية على تأمين المباريات، في حين أنها قادرة على تأمين انتخابات الرئاسة وتأمين المؤتمرات الشعبية لمرشحي الرئاسة، كالمؤتمر الذي أقامه الدكتور المرشحٍ الإستبن في "المنصورة" وحضره في إستاد كرة القدم بـ"المنصورة" قرابة الخمسة عشر ألف متفرج، وسأصف لكم الآن بضع دقائق من مبٍاراة كرة قدم.
عزيزي المشاهد، إحنا الآن في بداية الدقيقة تلاتين تقريبًا، والكرة في رجل النظام القديم مسيطر عليها ورايح يحط الجون السادس، أُبا انقض عليه اللاعب الثوري وخطف الكرة وانطلق رغم الضغط الذي يمارسه عليه النظام القديم، ولازال ينطلق رغم الفاولات التي تُمارس ضده وعدم إعطاء الحكم له حقه في فاول، لكنه مُصر أن يحتفظ بالكرة رغم الضغوط الشديدة عليه، وبدأ يتناقلها مع زملائه في الفريق الثوري، وبدأ النظام القديم يتقهقر ويتراجع تحت ضغط الثوار، وبدأت دفاعاته تنهار، وبدأ اللاعب الثوري يضع الخطٍة لإحراز هدف، ولما رأى بطرف عينه اللاعب الشيخ الكهل الكبير صاحب الثلاثة وثمانين عام في العمل السري والاجتماعي يقترب منه ليساعده، أرسل له الكرة برحابة صدر وثقة فيه، على أساس أنه سيعيدها له ويتبادلها مع من حوله، لكن باين كده إن الشيخ والشيوخ إللي معاه طمعوا في الكرة، ونفسهم يجيبوا جون فرايحين على الحكم يرشوه ويتفقوا معاه، ورايحين للجون ممسكين الكرة بأيديهم في مخالفة صريحة لقوانين كرة القدم، متذرعين بأن القانون اٍتعدل، والحكم يتركهم وسط صيحات من المدرٍج تتهم الحكم بالتواطؤ مع الشيخ الكهل الذي يتستر بالدين وبذقنه ليكتسب مصداقية، بينما اللاعب الثائر عمال ينادي عليه ليرسل له الكرة ويتخلى عن إمساكه لها بأيديه، وعمال يشاور له ويشرح له إن الملعب فاضي ويسهل عليهم الآن تناقل الكرة في ود وتآخي وتعاون ليصلوا للمرمى، لألا يتعب فيسقط في منتصف المشوار، أو يتهم بعدم قانونية هدفه لسلوكه سلوك غير شرعي في إحراز الهدف، لكن لا حياة لمن تنادي، ويتجه الشيخ رغم الاعتراضات نحو المرمى، وفجأة وقبل أن يسدد محرزًا هدفه الطمعان فيه والذي استثمر فيه تعب اللاعب الثوري، صفَّر الحكم وقال: "هاندبول"..
أيوه هاندبول يا شيخنا، مش حضرتك إللي حطيت القانون وحضرتك إللي عدلته، بس حضرتك نسيت إن من حق الحكم إنه يحسب هاندبول لو حضرتك طولت فيها وزودتها، شفت بقى يا شيخ أنانيتك وغرورك وطمعك عملوا في الفريق إيه؟ لكن العيب مش عليك، العيب على اللاعب الثوري إللي باص لك، إللي زيك كان لازم يتطرد من أول ما ينزل الملعب لأنه أناني، ويفتقد لروح الفريق، وعنده ميول بحب الظهور ورغبة في السلطة ولا يعرف عن التعاون شيء ما دامت الكرة في حوذته..
للأسف، ضيَّع الشيخ بغبائه السياسي، عفوًا الكروي، كل مجهود الثوار، لكن مين يعرف، مش يمكن ما فعله يكون قد أعاد الحق لأصحابه الثوار، وأمامهم الفرصة الآن ليتجهوا بالكرة للمرمى دون إرسالها له مرة أخرى، ويعتمدوا على بعض ويتعاونوا الثوار مع بعض فيحرزوا هدفًا من أجمل أهداف اللقاء، وقد يكون هذا الهدف في مرمى النظام القديم أو فى مرمى الشيخ نفسه أو في مرمى خصمي الأمس حليفي اليوم أي النظام القديم أو من يقوم بدوره الآن والشيخ الذي بغروره تحوّل من موقف المهاجم الذي يكاد يحرز هدفًا إلى موقف المدافع بفقده الكرة وانتقالها لأرجل اللاعب الثوري الذي اعتقد أنه الأحرف والأكثر قدرة على التهديف لولا عدم تعاونه السابق مع باقي زملائه، وهو الأمر الذي أظنه سيتجنبه في هذه الهجمة بإذن الله.
المختصر المفيد، لا تثق في من غدر بك مرة أخرى، وإلا ستكون تستحق أن تخسر المباراة.
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون
© 2004 - 2011
www.copts-united.com