سلطت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية اليوم الاثنين الضوء على التحول المفاجئ في مسيرة الجماعة السلفية في مصر وخروجها كقوى سياسية بارزة داخل المجتمع المصري بعد ثورة 25 يناير.
وأوضحت الصحيفة- في سياق تعليق أوردته على موقعها على شبكة الإنترنت- أنه بعد الإطاحة بنظام الرئيس السابق الرئيس حسني مبارك إبان ثورة ال25 من يناير، خرج المسلمون المتشددون والمعروفون باسم "السلفيون" من الخفاء وأصبحوا في وقت قصير وعلى نحو مفاجىء قوة سياسية مفاجئة، ولم يعد السلفيون يخشون الاعتقال أو التعذيب على خلفية مواقفهم الاسلامية المتشددة ، وإنعكس ذلك في تطويل الرجال اللحى وإرتداء النساء الخمار.
وأشارت الصحيفة في هذا الصدد إلى الفوز الذي حققته الجماعة السلفية خلال الانتخابات البرلمانية التي أجريت أواخر العام الماضي بحصد العديد من المقاعد فى برلمان ما بعد الثورة.
وأضافت الصحيفة أنه على الرغم من ذلك التحول غير أن كثيرين من السلفيين تولد لديهم شعور بأنه قد تم تهميش دورهم مرة أخرى في صراعهم لترجمة نفوذهم الجديد إلى صوت سياسي واحد قبل بضعة أسابيع فقط من انتخاب رئيس جديد لمصر، لافتة إلى أن المرشح السلفي للانتخابات الرئاسية حازم صلاح أبو إسماعيل كان قد تم استبعاده أخيرا من سباق الترشح الرئاسي على ضوء الحقائق التي أثبتت نيل والدته الجنسية الامريكية تاركا أصوات تلك الكتلة لقمة سائغة للقوى السياسية الأخرى.
ولفتت الصحيفة إلى أنه على الرغم من أن قرار الجماعة السلفية وحزب النور دعمها للمرشح الاسلامي التقدمي عبد المنعم أبو الفتوح قد يكون تحرك من شأنه إعادة توحيد أصوات السلفيين خلف مرشح واحد غير إنهم لايزالوا يواجهون العديد من التحديات المهمة.
ولفتت واشنطن بوست الأمريكية إلى أن حزب النور يشهد انقسامات داخلية في ظل إقدام عدد من أعضائه على تقديم استقالتهم خلال الاسابيع القليلة الماضية بينما توجه البعض الآخر إلى التخلي عن الدور السياسي والعودة الى الوعظ والإرشاد، فيما لوح أخرون باحتمالية مقاطعتهم الانتخابات بعد استبعاد أبو إسماعيل وإبداء الهيئة الشرعية للحقوق والاصلاح -ومعظم أعضائها من أساتذة وشيوخ السلفيين- دعمها لمحمد مرسي - مرشح جماعة الإخوان المسلمين.
وأضافت أن النواب السلفيين في البرلمان قد تعرضوا إلى انتقادات على خلفية مقترحاتهم بشأن حظر اللغة الإنجليزية من المدارس والتي تأتي ضمن مقترحات ودعوات أخرى قد أثارت بالفعل الذعر بين ليبرالي مصر الذي يخشون أن تتحول بلادهم إلى دولة متشددة محافظة مبدين دعهمم إلى المرشحين مثل عمر موسى وزير الخارجية الأسبق في عهد مبارك وأحمد شفيق رئيس الوزراء الأسبق.
واستطردت تقول: إن المخاوف من ذلك الارتداد في مسيرة الجماعة السلفية قد دفع ببعض أعضائها إلى استنتاج أن توحيد الجهود من شأنه أن يحول دون تهميشهم مرة أخرى، لذلك عمد الكثيرون منهم إلى دعم أبو الفتوح نظرا لما يرون فيه شخص قادر على توحيد المصريين على مختلف انتماءاتهم وتياراتهم السياسية من متشددين دينيين إلى ليبرالين ويساريين.
ونقلت الصحيفة في ختام تعليقها عن بعض المحللين قولهم "إن العديد من السلفيين قد يكون أقرب إلى فكر وأيدلوجية جماعة الإخوان المسلمين غير أنهم يرون في أبو الفتوح المرشح الأكثر استقلالية وثورية.
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون
© 2004 - 2011
www.copts-united.com