بقلم- مينا ملاك عازر
نلتقي اليوم بمرشح آخر غير الدكتور "أبو الفتوح"، ومرشحنا هذا اليوم هو الدكتور "العوَّا"، وهو مرشَّح لا أثق به مطلقًا بعد أن اتهم الكنائس بتخزين السلاح، وقلب العباد بعضهم على بعض. فهل يُعقل أن أدعم رئيسًا يثير الفتن ويشيع الشائعات دون التثبت منها، فيخلق جوًا عدائيًا بين أفراد الشعب؟ ويحك يا دكتور سليم! كيف فعلت هذا؟ وكيف وافقك قلبك أن تتجرأ على التقدم للرئاسة؟ هل تستخف بشعب "مصر" لهذه الدرجة، حتى تظن أن من بينهم من يجعلوك رئيسًا وأنت واحد من صناع الفتن الكبرى؟ فإن كان هذا هو حالك وأنت خارج السلطة، فكم وكم حالك سيكون بعض قفزك على صهوة جواد الوطن؟
كما أنك يا عزيزي الدكتور، اتهمت قداسة البابا "شنودة" بأنه هو سبب المصائب والفتن منذ أن تولّى البطريركية في عام 1971 في كذب صريح؛ لأنك تعلم أن الفتنة الطائفية بدأت من عام 1968، وأنها كانت نائمة ولعن الله من أيقظها، كما أنك اتهمت الرجل المحترم مثلث الرحمات بأنه هو الذي يفرق بين الشعب المصري، في حين أن الكل أجمع على غير هذا، فكيف أصدِّقك وأحدُ غيرك لم يشهد بهذا؟ وحتى من تبعوك بتلك الأفكار الهزلية لا أرى فيهم إلا العيش في الغيبوبة، فقداسة البابا لم يموّل عمليات إرهابية بـ"شرم الشيخ" و"طابا"، ولم يفجر كنيسة "القديسين"، ولم يحرق كنيسة "صول"، ولا "الماريناب"، ولا "إمبابة"، ولم يربك المدرعة بـ"ماسبيرو" لتفتك بالمتظاهرين السلميين.
البابا "شنودة" أقام موائد الأفطار الرمضانية في تقليد لم يكن متبعًا بالكنيسة القبطية من قبله. البابا "شنودة" منع الأقباط من زيارة "القدس" في عمل لم يفعله مفتي الديار المصرية. والبابا "شنودة" يا دكتور لم يحل دم أحد، ولم يخرج في مظاهرات لشتيمة أحد من شيوخكم، بل لم يشتمك أنت نفسك وأنت من ظلمته أنت وغيرك. لم يحرّك المظاهرات ضدك كما تحركت من السلفيين ضده في "الإسكندرية" وأمام الكاتدرائية، بل كان في غاية الهدوء والمحبة والتودد. البابا "شنودة" قاد حركة تعليم واستنارة للعقول لم تقم بها أنت ولا غيرك، بل قد قمتم بحملات إظلامية لتعتيم العقول وتشويه الحقائق. هل تريد أن أثق بك وأنت ظالم تفتري على الناس، وترميهم بالباطل، وتخالف الحقيقة؟
دكتور "عوّا"، أقترح عليك أن ترى عقوبة الكذاب ما هي في الشريعة وتنفذها على نفسك. فأنت خدعت الكل بمن صدقوك فيما قلته عن الكنائس، وعن البابا "شنودة"، وأنا شخصيًا لا يمكنني أن أرشّح رجلاَ إقصائيًا مثله مثل المرشحين الإسلاميين الآخرين.
عزيزي القارئ، يبدو أن المقال القادم سأحاول أن أجمع فيه الباقين من مرشحي الرئاسة لألا أطيل عليك في موضوع واحد، فأنا بذلك أكون قد انتهيت من المرشحين الإسلاميين، فلا تنسى أنني طالما كتبت عن الدكتور الإستبن وجماعته مقالات، ولا أرى داعيًا لأن أكتب مقالاً عن مرشح لأقيّمه، فقد قيَّمته جماعته نفسها التي رشحته على أنه "فرز تاني"، فأنا أرى أنه لا يمكن أن يحكم "مصر" رجل "فرز تاني"، فإن لم يكن أولاً فلا داعي منه على الإطلاق.
المختصر المفيد، جنبوا الدين من سباق الرئاسة لتنهض البلاد، ولا تتشتّت أو تقسّم.
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون
© 2004 - 2011
www.copts-united.com