شددت الجماعة الإسلامية على أنها ستستمر فى ممارسة الضغط الشعبى على المجلس الأعلى للقوات المسلحة، لحين تسليم السلطة إلى المدنيين، وقالت إن أعضاءها سيعتصمون إذا لزم الأمر، والعنف قادم لا محالة فى ظل وجود مؤشرات احتمال حدوث صراع مسلح بين الفصائل السياسية والمجلس الأعلى للقوات المسلحة.
قال الدكتور ناجح إبراهيم، عضو مجلس شورى الجماعة، إن هناك مخاوف شديدة داخل الجماعة من عودة العنف مرة ثانية بعد الأحداث الأخيرة، مع وجود حالة الاستقطاب الحاد بين الإسلاميين والتيارات الليبرالية والعلمانية.
وأضاف فى تصريحات لـ«المصرى اليوم»: «العنف قادم لا محالة، لو لم يتدخل عقلاء الأمة لاحتواء الموقف وتهدئة الشباب الثائر، الذى لم يجد ما يمنعه من ممارسة العنف».
وتابع «ناجح»: «الظروف التى دفعت الإسلاميين لممارسة العنف قديماً هى نفسها الموجودة حالياً وربما تكون أشد حالاً وأكثر حدة ما يتطلب ضرورة التوافق أولاً حتى تكون هناك آلية لمواجهة أى عنف يتولد».
وحول مؤشرات العنف قال: «هذه المؤشرات تطل برأسها منذ شهور طويلة كان ملخصها محاصرة المؤسسات والوزارات وكان ذلك ظاهراً بشكل كبير فى محاصرة وزارة الداخلية وحصار وزارة الدفاع فضلاً عن محاصرة السفارات، فميدان التحرير بقدر كونه ميداناً آمناً كانت فيه ثورة سياسية سلمية، إلا أنه أصبح مصدراً للعنف.
وشدد على أن «العنف» له صور كثيرة، أهمها العنف الدموى واللفظى والسياسى، فكثيرا ما وجدنا تعدياً بالألفاظ والشتائم، عند حصار سفارة المملكة العربية السعودية، والأمر نفسه حدث مع المجلس العسكرى، فما قيل فى حقهما يعف اللسان عن ذكره».
وأوضح «ناجح» أنه من دواعى حالة العنف المنتشر التكفير السياسى الذى أصبح واضحاً بين كل الفصائل السياسية فكل فصيل ينظر للآخر بنوع من التكفير حتماً، ما يؤدى إلى حمل السلاح.
ووصف الشباب المرابط فى ميدان العباسية وأمام وزارة الدفاع بأنه ألغى عقله وليس لديه علم أو معرفة أو حتى خبرة وتسيطر العاطفة عليه، وقال إنه للأسف هؤلاء مدفوعون عاطفياً وفكرياً من قبل التكفيريين الذين مازالوا يحيطون بعالمنا.
وأضاف أن الصراع المسلح سيعيد الوطن إلى المربع رقم صفر، خاصة أن هذا الصراع ستكون ملامحه قريبة من مرحلة الصدام بين التيارات الإسلامية والحكومة فى التسعينيات أو بين جماعة الإخوان المسلمين والعسكر عام 1954 بعد الثورة بعامين.
وقال: «إن أغلب الفصائل السياسية غاب عنها عقلها وغلبت عليها عاطفتها، فما عادت تفكر وأصبح العقل والحكمة بعيدين تماماً عن تصرفاتها، وأصبحت تفكر بطريقة المصالح فتقدم مصالحها الذاتية على مصالح الوطن».
وتابع «ناجح»: «أشعر بالقلق الشديد نتيجة انتشار الأسلحة بشكل كبير فى محافظات مثل مطروح وسيناء والصعيد حتى إن الأسلحة الثقيلة وصلت إلى حد حيازة منصات الصواريخ».
وقال علاء أبوالنصر، أمين عام حزب البناء والتنمية، التابع للجماعة: «إننا سنظل نمارس ضغطاً شعبياً على المجلس العسكرى، حتى تسليم السلطة فى نهاية يونيو المقبل من خلال المليونيات، سواء فى القاهرة بميدان التحرير أو باقى الميادين الأخرى بالمحافظات المختلفة».
وأضاف أن «الجماعة وحزبها السياسى لم يقررا بعد إن كانا سيعتصمان أم لا الجمعة المقبل بميدان التحرير، وذلك متروك للظروف والمستجدات السياسية التى تطرأ على المشهد السياسى خاصة أن كل ساعة هناك فيها جديد، سواء على مستوى الفعل أو رد الفعل».
وتابع «أبوالنصر»: «تفاصيل الموقف وآلياته متروكة للأحداث، وتقييم الموقف النهائى وما يتوافر من معلومات قد تساعدنا فى اتخاذ القرار النهائى مقدمين المصلحة العليا للوطن على أى مصالح أخرى، فهدفنا تسليم السلطة بأى شكل وأمام تسليم السلطة قد نضحى إعلاء لمصلحة الوطن».
وقال: «إن الحزب كلفته هيئته البرلمانية بسحب الثقة من حكومة الدكتور كمال الجنزورى، بعدما ثبت لنا وللناس من خلال القرائن أنها تسعى للتلغيم قبل التسليم من أجل إفشال المشروع الإسلامى، وإدخال مصر فى نفق مظلم».
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون
© 2004 - 2011
www.copts-united.com