ÇáÃÞÈÇØ ãÊÍÏæä
طباعة الصفحة

اللغة القبطية

ماجد كامل | 2012-05-08 00:00:00
بقلم : ماجد كامل 
 
اللغة القبطية تراث مصري أصيل ؛ فهي تمثل المرحلة الرابعة من تطور اللغة المصرية القديمة ؛فلقد مرت اللغة المصرية في كتابتها بأربعة خطوط هي :-
 
1- الخط الهيروغليفي Hieroglyphic :- أو الكتابة المقدسة وكانت خاصة بالكتابات الدينية ؛ وهي الكتابة المحفوظة علي جدران المعابد والمقابر والتوابيت 
 
2-الخط الهيراتيكي Hieratic :- ومعناها "كتابة الكهنة" ؛وكانت تستخدم في التشريعات والقوانين وسائر المكاتبات الرسمية . 
 
3- الخط الديموطيقي Demotic :- ومعناها (كتابة الشعب) وهي تشمل الرسائل المتبادلة بين الناس في الحباة العامة والخاصة . 
 
4-الخط القبطي :- فمع دخول المسيحية إلي أرض مصر علي يد القديس مرقس الرسول عام 61 م ؛ وجد المسيحيون صعوبة كبيرة في كتابة الخط الديموطيقي ؛ ففكروا في الإستعانة بالأبجدية اليونانية بعد إضافة 7 حروف من الخط الديموطيقي إليها ؛فإذا كانت الأبجدية اليونانية تتكون من 25 حرفا" و7 حروف أخري من الخط الديموطيقي ؛فتصبح حروف اللغة القبطية 32 حرفا ؛ أما السبعة الحروف المضافة من الخط الديموطيقي فهي :- (شاي ؛فاي ؛خاي ؛هوري ؛جنجا ؛تشيما ؛تي ) أما العالم الذي قام بهذه المهمة فهو القديس والفيلسوف بنتينوس ( ؟ - 193 تقريبا ) ويذكر بعض العلماء أن الهكسوس عندما طردوا من مصر أخذوا معهم الخط الديموطيقي ونقلوه إلي الفينيقين والأشوريين والكنعانيين واليونان والرومان ؛ وهكذا فأن بضاعتنا ردت إلينا ؛ أما عن أشهر اللهجات القبطية فهي :- 
 
1- اللهجة البحيرية :- 
وهي لهجة أقاليم مصر السفلي ؛ وهي اللهجة الرسمية المعتمدة في صلوات الكنيسة القبطية حاليا 
 
2- اللهجة الصعيدية :- 
وهي اللهجة المستعملة في معظم بلاد الصعيد ؛ ويذكر العلماء عن هذه اللهجة أن تعبيراتها أفصح ؛ ومعجمها أكبر من بقية المعاجم ؛ ولقد أستمر استعمالها في المحادثة حتي نهاية القرن الثامن عشر في بعض بلاد قوص ونجادة ؛ ويذكر العلامة المقريزي عن هذه اللهجة "" والأغلب علي نصاري هذه الأديرة معرفة اللسان القبطي الصعيدي . ونساء ونصاري الصعيد وأولادهم لا يكادون يتكلمون إلا اللغة القبطية " كما يذكر العالم الفرنسي الشهير "جاستون ماسبيرو" ( 1846- 1916 )" في محاضرة ألقاها بنادي رمسيس في 19 نوفمبر 1908 عن صلة المصريين القدماء بالمصريين المحدثين " ولكن من المؤكد أن سكان صعيد مصر كانوا يتكلمون ويكتبون باللغة القبطية حتي السنين الأولي من القرن السادس عشر في أوائل حكم الأتراك " " وقد أثرت في كثير من لغات العربية الدارجة الحالية في الصعيد كما سنري فيما بعد
 
3- - اللهجة الأخميمية :- 
وهي اللهجة المستعملة في بلاد أخميم ؛ويعتقد أنها أقدم اللهجات 
 
4- اللهجة الفيومية :- 
وهي اللهجة المستخدمة في الفيوم وما يجاورها من البلاد التي دخلت حاليا في نطاق محافظة بني سويف ؛ ومن خصائص هذه اللهجة أن حرف "الراء " يستبدل "ل " فكلمة "نياروو " بمعني أنهار أستبدلت ب"نيالوو " ومنها جاءت كلمة "النيل " في اللغة العربية 
وهذه هي اللهجات الأربع الرئيسية ؛ولكن هناك لهجات أخري فرعية أقل انتشارا نذكر منها "اللهجة البشمورية ؛اللهجة المنفية ؛ اللهجة اللهجة الأسيوطية ... الخ " 
 
ولقد ساعدت معرفة إجادة العالم الفرنسي "شامبليون " (1790- 1832 ) للغة القبطية في فك رموز حجر رشيد ؛فلقد وجدت بين رسائله رسالة أرسلها إلي أخيه الأكبر مؤرخة بتاريخ 1809 يقول فيها ""أنا أريد أن أجيد اللغة القبطية مثل أجادتي اللغة الفرنسية ؛ لأنني سوف أبني علي هذه اللغة عملي الكبير في البرديات المصرية " وبعد 13 سنة وبالتحديد في 14 سبتمبر 1822 أرسل خطابا مختصرا إلي أخيه قال فيه "لقد وفيت بالمطلوب" كما أستعان أيضا بجهود كاهن قبطي يدعي "يوحنا الشفتشسي " كان يسعي اليه عقب صلاة قداس يوم الأحد في كنيسة Saint Roch وتقع بجوار متحف اللوفر ؛ لينطق له بوضوح ألفاظا قبطية فتحت له السبيل ؛ ولقد كان الشفتشسي هذا هو المصري الوحيد الذي شارك في تأليف موسوعة "وصف مصر" ؛ "ولقد خرج الشفتسي مع المعلم "يعقوب" ضمن الفيلق القبطي الذي سافر معه إلي فرنسا" .

ومن بين علماء اللغة الديموطيقية الذين أهتموا بالعلاقة بين اللغة الهيروغليفية واللغة القبطية العالم الألماني "ولهلم شبيجلبرج (1870- 1930 ) الذي أهتم بوضع قاموس موجز للغة القبطية أهتم فيه برد كل كلمة إلي أصلها الهيروغليفي ؛والجدير بالذكر أن هذه العلاقة قد ألتفت إليها من قبل الراهب اليسوعي الألماني أثناسيوس كرشر" 
 
( 1601-1680 ) حيث كتب كتابا عام "1636" حاول فيه أثبات أن اللغة القبطية هي السليل المباشر للكلام في العصور الرعونية ؛غير ان كيرشر لم يستطع إثبات نظريته علميا؛ ومن علماء اللغة القبطية الأجانب أيضا نذكر العالم الألماني "لودفيج شترن" (1864 – 1911 ) الذي كتب كتابا شهيرا عن قواعد اللغة القبطية عام 1880 ؛ "ولقد تولي نظارة الكتبخانة الخديوية خلال الفترة من عام ( 1872- 1874 ) " ؛كذلك أيضا من العلماء الأجانب نذكر العالم الأنجليزي الشهير والتر كرام (1865- 1944 ) صاحب أشهر وأهم قاموس للغة القبطية ؛أما العلماء المصريين فنذكر منهم إقلاديوس لبيب (1868- 1918 ) ونجله الأستاذ الدكتور باهور لبيب ( 1905- 1994 ) والأستاذ يسي عبد المسيح ( 1898 – 1959 ) والأستاذ الدكتور جورجي صبحي (1848 -1964 )
 
ونذكر كلمة أخيرة عن تأثير اللغة القبطية في اللهجة العامية المصرية ؛ فمن بين أسماء المدن والمحافظات المصرية ذات الأصل القبطي نذكر :- 
 
الأشمونين ومعناها ثمانية 
دمنهور = مدينة الإله هور 
الفيوم = البحر 
ابنوب – الذهب 
المطرية = بيت رع "مدينة الشمس" 
النوبة = أرض الذهب 
شبرا = العزبة 
شبرا خيت = العزبة الشمالية 
شبرا منت = العزبة الجنوبية 
قنا = الحضن لأن النيل هناك يحتضن الأرض 
ملوي= مخزن الأشياء 
منهري = مقر حورس "إله الشمس" 
ومن الكلمات العامية ذات الأصل القبطي نذكر :- 
أوطه = طماطم 
بخ = الشيطان 
بسارية = نوع من السمك الصغير 
 
صهد = النار الشديدة 
فلافل = طعمية (ذات الفول الكثير) 
مدمس (الفول المطمور )
سك = أغلق – 
يوحا = القمر 
اديني شوية ميه = أعطني قليل من الماء 
برضه كده = أي هكذا 
فرتك = يبدد – يهلك – 
 
كذلك أيضا يذكر بعض العلماء أن علم الكيمياء جاء من كلمة "كيمي" وهي أسم مصر في اللغة القبطية ؛فيكون علم الكيمياء هو علم المصريين ؛ كذلك أيضا كلمة Medicine بمعني "طب" باللغة الانجليزية جاءت من كلمة " ميت سيني" بمعني طب أيضا باللغة القبطية ؛ ونذكر أخيرا أن كلمة Christmas بمعني ميلاد المسيح مكونة من مقطعين ؛ المقطع الأول Christ بمعني المسيح ؛ والمقطع الثاني Mas مشتق من فعل "ميسي" بمعني يلد باللغة القبطية ؛ فمعني كلمة "رمسيس " مولود رع أبن الشمس" ؛ وأحمس " مولود القمر " و تحتمس "مولود تحوت " وهكذا 
 
الأبجدية القبطية والتر كرام
 
د/باهور لبيب ولهلم شبيجلبرج
 
إقلاديوس لبيب
 

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع

جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com