بقلم : شريف منصور
عندما يصبح المنطق الطبيعي شيء لا يستطيع المصريين تقبله بسبب التواء مفاهيمهم فعلينا أن نفكر بطريقتهم الغير منطقية حتى نستطيع أن نتقبل ما يحدث في مصر.
في مصر الحواجز الفكرية بين المصريين مبعثرة في كل شق وزقاق. ولم يعد هناك جماعة او فئة معينة تستطيع أن تقود المصريين في اتجاه ينقذ مصر من الكوارث المحققة القادمة او منع الكوارث التي حدثت وتحدث يوميا.
حال الفكر المصري حال المرور فيها . ليس له قاعدة او اتجاه ولا يعرف المصريين أي الاتجاة الصحيح من الاتجاة المعاكس. من المخطأ و من المعتدي عليه . علي سبيل المثال معروف في جميع اركان المسكونة أن من يصدم سيارة من الخلف بمقدمة سيارته هو المخطأ . ولكن في مصر الحال مختلف ، ان اصطدمت بمن امامك فتنزل من سيارتك تكيل له السباب و لن يقف الحال الي هذا الحد بل التعدي الجسدي ايضا من ضمن منظومة السير في شوارع مصر.
نفس المنطق المعوج، المعتدي علي الآخرين بالكذب و النصب و الاحتيال يعلل أفعاله بان الناس هي الأغبياء و ان من يترك سيارته مفتوحة عليه ان يتحمل سرقتها. من تلبس فستان او لا تغطي شعرها فعليها ان تتحمل تعدي الكلاب عليها . لأنها هي التي تسببت في إثارة الكلاب. أن عض وعقر كلب شخص في الطريق وكان هذا الكلب يملكه شخص فسيقول صاحب الكلب أن المعضوض مخطأ لماذا يسير علي الرصيف و بالتأكيد هو الذي أثار الكلب . ولن يعترف صاحب الكلب أنه هو الذي لم يؤمن الناس من كلبه بتدريبه او قيده بقيد يحمي العابرين منه .
ان وضع شخص قصيص زرع علي سور الشرفة و سقط فوق رأس المارة وقتل احدهم ، سيقول مبررا و ملقيا بالذنب علي الهواء أو عين الجيران الحاقدة علي جمال ورده و هذا هو اجل من مات فلست أنا الملوم.
أن كذب شخص وحلف ميت يمين أن امة مصرية و ثبت العكس سيحلف ميت يمين أخري أن امة أخذت الجنسية من غير ما تقوله بعد أن يكون أنكر أن امة أمريكية. ولو سالته من أين أتيت بالملايين التي صرفتها علي البوسترات ؟ سيقول لك الناس بتحبني وطبعتهم علي حسابهم ، نقول الناس في مصر الغالبية تعاني من الجوع و الثورة ثورة جياع يقولوا لا مصر بخير الناس عاوزه حرية و أبو إسماعيل هو أبو الحرية ؟ و الإسلام هو الحل ؟ واحد من المرشحين للرئاسة تساله ان تؤمن بالدولة المدنية يقول لك مصر عمرها ما حتكون مدنية و يقولك ولا حتى دينية ؟ يعني لو مالت احد الميلين يقول لك ما أنت قلت لك عمرها ما حتكون كده ولا كده ... تقول له ما الفرق بين الدولة المدنية و الدولة الدينية يقول لك الفرق واضح . المدنية يحكمها واحد ببدله و الدينية يحكمها واحد بجبة وقفطان . اقوله تصدق و تؤمن بالله انت خسارة فيك التعليم اللي تعلمته ، يقولك يا سيد التعليم فاسد في مصر و انا حغير نظام التعليم .
منطقهم معوج وردودهم معوجة و طرقهم متلوية و كذبهم مفضوح و في النهاية يطلقون علي أنفسهم لفظ الشيخ فلان .
هل المشيخة سببها الفقه في الدين او سببها الوظيفة كآمام جامع او الطعن في السن او اطلاق اللحية .
المنطق فيكي مات يا مصر لقد ذبحك المصريين بسكين التدين ابو اسماعيل التلم .
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون
© 2004 - 2011
www.copts-united.com