بقلم: عادل عطية
عرّف "لوك"، الفيلسوف العظيم، الضحك، بأنه: "مجد مفاجيء"!
هذا واحد من فلاسفة بلاد برة.
أما فلاسفة بلاد جوّة، فلهم رأي آخر في الضحك..
فشيوخنا، الذين يفتحون فمهم بالقول: "قال الله.. وقال الرسول"، يُحرّمون الضحك، ويعتبرون القهقهة شراً، ويكفّرون بعد ختامهم بالقول: "الله أعلم"، كل من يُعلّم أن: "الضحك خير دواء"!
وحكامنا، بعد أن اغرقونا في الهم؛ حتى لانضحك، ورأوا اننا وجدنا في هذا الهم ما يضحك، أمسكوا بكل من يضبط ضاحكاً، حتى في باطنه، على نكتة من النكت التي يُعبّر فيها عن مكنونات نفسه، بالتهمة التي لا تنقضي بمرور الوقت: "العيب في ذات ولي الأمر"!
ولعل هذا من اسباب أننا عندما نضحك بافراط، نحس بأن شيئاً ما سيحدث، يجر إلينا النكد، ونقول: "اللهم اجعله خير"!
ومع ذلك، ففلاسفتنا، الذين يطاردون الضحك من داخل قلوبنا، ومن على شفاهنا، هم من محترفي ممارسة الضحك..
ضحكوا علينا، ساخرين من طيبتنا، ومستهزئين من نقص حيلتنا!
ضحكوا علينا، عندما قالوا انهم يتحدثون بلسان الله؛ وان طاعتهم طريقنا إلى الجنة الموعودة، فإذا بهم لا يمثلون سوى أنفسهم، وأن طاعتنا العمياء، هي طريقهم للاستيلاء على السلطة، تمهيداً لنشر الجحيم على أرض الوطن!
ضحكوا عليناً، عندما قالوا: "الشرطة في خدمة الشعب"، فإذا بالشرطة في أذيّة الشعب!
ضحكوا على هلاك الأقباط، واختطاف بناتهم، وهدم منازلهم، وطردهم من أرضهم!
ضحكوا علينا بقولهم، ان المسيحيين من الكفار، ولا يجب التعامل معهم؛ فإذا بهم يستخدمون كل مخترعاتهم ومبتكراتهم، وإذا بهم يحملون هم وذويهم، جنسياتهم!
ضحكوا علينا، بإذاعة حديث: "لا مساس بالاسعار"؛ لنكتشف بعد تحرشهم بالاسعار، وارتكاب فاحشة الغلاء المفرط، أن الحديث كان من الاحاديث الضعيفة، والمدسوسة!
،...،...،...
لقد صرنا للضحك، علينا وبنا، عبر سنوات الاستبداد التى لاتنتهي؛ حتى أصبحنا ضحكة لكل الأمم والشعوب...
ولكن سيأتي الوقت، الذي تمتلأ فيه أفواهنا ضحكاً، ونقول مع سارة زوجة ابراهيم الخليل: "قد صنع إلىّ الله ضحكاً. كل من يسمع يضحك لي"!...
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com