ÇáÃÞÈÇØ ãÊÍÏæä
طباعة الصفحة

ماذا يريد؟

أنطونى ولسن | 2012-05-15 10:06:18
بقلم : أنطوني ولسن 
وصلني هذا الخطاب والذي بدوري أنقله لكم كما جاءني :
" عزيزي ...
لا ادري ماذا أريد من وراء ارسال هذا الخطاب لك ... اعرفك عن طريق كتابتك ، ولا أظن اننا تلاقينا . المهم انني وجدت أن الكيل قد فاض بي ولا بد من مشاركة احد معي في حمل هذا الكيل الذي فاض . فكنت أنت وأمرك الى الله تشاركني هذا الحمل .
أنا زوج مثل أي زوج في هذه الحياة . كل رجل منا يظن أنه هو الآمر الناهي وصاحب الكلمة الأولى في الحياة الزوجية . اعتقد أن هذا ما نحب أن نقتنع به نحن الرجال ونخدع به أنفسنا ، على الرغم من انه في أعماقنا نعرف تمام المعرفة أن هذا ليس حقيقة بل هو من صنع خيالنا .
 
الزوجة هي المرأة تحكمت فينا كأم ، وعندما كبرنا وتزوجنا تحكمت فينا كزوجة . ربما يكون تحكم الأم يختلف لأن فيه الحنان والحب الحقيقي غير المغرض والذي يختلف عن حب الزوجة المبني أولا وأخيرا على الأغراض . إن تحققت هذه الأغراض والتي يكون فيها هو الغرض الأهم . الزواج من فتى الأحلام الذي يكون أنا أو أنت أو هو . أما بقية الأغراض فعلينا أنا وأنت وهو أيضا أن نحققها لها .  وان لم احقق هذا فأنا زوج فاشل ، اناني محب لذاتي لا أعرف قيمة الزوجة ولا اعرف قيمة الزواج والحياة الزوجية وكل ما يخطر على بالك من ذنوب ومعاصي .
هذا ما أعاني منه طوال سنين زواجي ، على الرغم من وصولنا زوجتي وأنا الى هذه السن المتقدمة . إلا أن " العكننة " و " النكد "  لا يفارقاننا . نبدأ صباحنا بـ " العكننة " ، وننهي يومنا بـ " النكد "  . العن نفسي واليوم الذي ولدت فيه واليوم الذي تزوجت فيه ، واليوم الذي هاجرت فيه الى أستراليا . في بلادنا على الأقل قد نجد من يتدخل للأصلاح بيننا  . لكن هنا لا تدخل لصلح . لأنها بلد " النسوان " ، وعلينا نحن الرجال ان نخضع لهن وإلا ..
 
إن طلبت لنفسي شيئا ، فلا يجاب طلبي . قد يجاب طلب احد احفادنا قبلطلبي . ان فاض بي وارتفع صوتي . فأنا في نظرها ونظر الأولاد ما زلت أعيش في عصر " سي السيد " ولا أعرف أن الحياة هنا تختلف ويجب علي أن أعمل على خدمة نفسي بنفسي .
اذا قلت أنا لا أستطيع .. تسمع الرد .. آه انت تريد أن تستعطف الأولاد حتى " يحنوا " عليك و يهتموا بك . لقد كبرت على هذا " الدلع " ولا يختر ببالها انني بالفعل كبرت ولا أستطيع . فأصرخ وأقول أنا لا " اتدلع " . لكن هل من مصدق ! .. لا .. فأنا كبرت و " خرفت " ولا أصلح لشيء .
 
وهكذا الحياة يا سيدي من يوم الى يوم والشريط السينمائي لا يتغير . مللت هذا الشريط ، ومللت هذه الحياة . ماذ ا افعل وأنا في هذه السن المتقدمة والتي تجعلني لا أستطيع أن أتخذ قرارا والتي جعلتني أشعر وكأن زوجتي وجدت في هذه الفرصة طريقا لها للأنتقام مني وتعذيبي . كلما أفكر في الوقت الذي كنت أتمنى فيه أن نعيد أيامنا الحلوة معا وان يشارك كل واحد منا في إعادة الحياة والأحلام التي حلمناها وحققناها سويا . لكن مع الأسف مع من أتحدث  . مَنْ حلم وكافح وحقق الأحلام ! .. أنا .. لا انها هي التي حلمت وهي التي كافحت وتحملت وربت الأولاد . وهي لها الفضل في ما هم عليه الآن . لو لم تكن هي لكان البيت قد انتهى وتهدم على رؤوس الجميع . هي المصعد الصاعد . وأنا الدرج الهابط .
 
وهذه هي حياتنا ولا أعرف ماذا أريد من كتابتي اليك . لكن الشيء الوحيد الذي عرفته الآن ، أن عبئا ثقيلا قد انزاح عن كاهلي . وأعتقد الآن انني أستطيع أن اتنفس الصعداء وأقول ها قد وجدت من أتحدث اليه وانني يا سيدي لا أنتظر منك ردا على رسالتي . لأنها بدون توقيع أو عنوان . انها فقط من قاريء في المهجر .. وشكرا .. "
إلى هنا انتهت الرسالة ..
وأنا بدوري أحيل الرسالة إلى القارءات والقراء للتعليق وإبداء الرأي .. وشكرا .
 
من بنات أفكاري
** أجمل ما في الحياة .. حلو ذكرياتها .
وأجمل ما في الذكريات .. اليوم الذي عرفت فيه قيمة نفسي .
** الحياة : طريق مهما طال فلهو نهاية .
** الدنيا : كالمرأة ظاهرها ناعم وهاديء .. باطنها خشن وغادر .
** الواهم : هو من ظن أنه نجح في خداع الناس بارتداء ثوب غيره .  
 

جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com