كتبت- ميرفت عياد
شهد ميدان "العباسية"، أمس الخميس، العرض الأول للعمل الفني "جدارية الثورة" للفنان "طه قرني"، وذلك بحضور الدكتور "محمد صابر عرب"- وزير الثقافة-، والدكتور "عبدالقوي خليفة"- محافظ القاهرة-، والدكتور "صلاح المليجي"- رئيس قطاع الفنون التشكيلية-، ولفيف من الصحفيين وقيادات ومسؤولي العمل الثقافي والفني.
واستمر عرض الجدارية أمس بميدان "العباسية" طوال يوم، وسط حضور جماهيري وترحاب شعبي كبير. ومن المقرر أن تتجول الجدارية في ميادين "مصر"، حيث تنتقل غدًا إلى ميدان "التحرير" لتُعرض يومًا واحدًا أيضًا، ثم تُنقل إلى دار الأوبرا ابتداءًا من الأحد 20 مايو ولمدة عشرة أيام.
وأبدى الدكتور "محمد صابر عرب"- وزير الثقافة- إعجابه بهذا العمل الفني الراقي، الذي يوثق لأحداث ثورة شعبية سلمية من خلال عين الفنان، التي رصدت أدق اللحظات وأهم المحطات التي عاشها الشعب المصري منذ اندلاع الثورة وحتى يومنا هذا، معربًا عن سعادته بنجاح هذه التجربة، الأمر الذي يدفع إلى تكرارها في جميع ميادين "مصر".
وأشار الدكتور "صلاح المليجي" إلى أهمية نزول الفن إلى الشارع، خاصةً في تلك المرحلة الدقيقة التي تمر بها "مصر"، لأن هذا يرسل برسائل هامة إلى بسطاء الشعب، وهي أن الفنان لا يعيش في برج عاجي، وأنه يشعر بمعاناة أبناء وطنه ويحاول أن يساندهم، كما أنه يسعى للارتقاء بذوق الناس وبالشارع المصري بصريًا ووجدانيًا وفنيًا.
كما أوضح "المليجي" أن مثل هذه الفعاليات تطمئن العالم على أن "مصر" ستظل دومًا بلد الأمن والفن والحضارة، مشيرًا إلى أن الشخصية المصرية ذات مخزون وراثي متحضر، وهذا ما ظهر في تعامل البسطاء برقي مع هذا الحدث الفني، كما أن الشخصية المصرية فريدة في حبها وعطائها لوطنها، ومولعة بكل ما ينتمي لتراب هذا البلد العظيم.
وعن قرار عرض هذا العمل الفني في ميدان "العباسية"، الذي شهد منذ أيام أحداثًا دامية اهتزت لها مشاعر المصريين جميعًا، أوضح الفنان "طه قرني" أنه سمع العديد من التحذيرات عن مخاطر عرض جدارية الثورة وسط تجمعات كبيرة، خاصةً في تلك الميادين التي شهدت أحداثًا قاسية للغاية مثل ميدان "العباسية" و"التحرير"، إلا أنه قرَّر أن يضرب بكل هذه التخوفات عرض الحائط، ويعرض الجدارية التي رسمها من لحم ودم الثورة في الميادين التي جسَّدت روح الثورة.
ودعا "قرني" جميع التيارات والأطياف السياسية لحضور الافتتاح في محفل شعبي ثقافي يحترم كل الثقافات، لافتًا إلى أن الجدارية متصلة من حيث الموضوع ومنفصلة من حيث الأحداث التي تبدأ بيوم 25 يناير 2011، مرورًا بأهم أحداث الثورة، لتنتهي بلوحة الانتخابات ووضع الدستور.
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com