ÇáÃÞÈÇØ ãÊÍÏæä
طباعة الصفحة

ابن لادن وابن أبوه!!

أماني موسى | 2009-08-09 00:00:00

بقلم: أماني موسى
تمر أحداث الحياة سريعة ومتوالية وتنتهي الأحداث ولكن يبقى أثرها وكذا صانعوا تلك الأحداث سواء كانت إيجابية وبناءة أو سلبية ومدمرة، ومن بين تلك الأحداث التي حدثت بالعقود الأخيرة وغيّرت وجه العالم هي أحداث 11 سبتمبر وتفجير البرجين التوأم ليتغير بعدها مسار التاريخ إلى ما قبل وما بعد ذلك الحدث، وبالطبع فأن هذا الحدث كغيره من الأحداث وراءه صانع ومفكر ماهر ألا وهو بن لادن الغني عن التعريف للصغير قبل الكبير.
وأعرف جيدًا أن التحدث عن شخص بن لادن قد تحاكى عنه الكثيرون، ولم يسترعى انتباهي إليه أو التفكر به الآن سوى عم محمد مصفف الشعر الشهير بالمنطقة حين كنت أسلمه رأسي ليقوم بالواجب (تصفيف الشعر وأكل دماغي بأحاديث بايتة ونصها فشر).

وبينما يحكي عن أسرته ومشاكل أولاده دخل للحديث عن حياة الزبائن وكذا خصوصياتهم ثم تطرق للحديث عن عدوه اللدود إسرائيل باشا وأمريكا هانم، المهم أنه أتكلم في كل شيء وعن كل شيء وكالعادة كأنه عالم وعلامة.
وبينما هو يحكي ويحكي بإطالة وتطويل لمزيد من التلكأ والتعطيل تحدث عن أن أمريكا وإسرائيل وأنهما السبب وراء كل ما يحدث لنا كمصريين من بلاوي ومآسي، فهما اللتان يصدران لنا أغذية فاسدة ومسرطنة وكذا المخدرات لتضييع الشباب -اللي هما المفروض المستقبل اللي هيخلوه إن شاء الله مستقبل مستهبل-، وأيضًا الإرهاب.
فكنت أسمعه وأومأ برأسي دون مزيد من التحدث، ولكنه قال: إيه يا مزمزيل ما تسمعينا رأيك وأدينا بنتسلى وبنموّت الوقت، فضحكت بوجهه وقلت في نفسي والاهي أنت شكلك هتموتني أنا بكتر رغيك دة.

فقلت له يا عم محمد مع احترامي ليك ولرأيك لكن ليه أنت بتقول أن أمريكا وإسرائيل هما السبب؟ عايزة أسالك سؤال: لو أن جيت دلوقتي وعرضت عليك أكلة مسمومة أو فيها كيماويات مش بيظهر أثرها إلا بعد عشر سنين وبعدها يتجيب سرطان وتموّت، وعرضتها عليك بربع جنيه بس... هل هتشتريها؟ فسكت للحظة ثم تعالىَ صوته: طبعًا لا... والله لو هتديهاني ببلاش ما هاخدها، أسم عيالي يعني؟!!
فقلتله: تمام أديك جاوبت بنفسك... حتى لو افترضنا أن أمريكا وإسرائيل هما السبب في الأغذية الفاسدة والمسرطنة والمخدرات، فالعيب على اللي خدوها منهم بالأساس، ولو أنت رخيص في عين أبوك مش هتكون غالي في عين عدوك.

فقال لي بصوت واطي ومهموم: معاكي حق والله يا مزمزيل، طيب والإرهاب اللي عمالين ليل نهار يقولوا أننا إرهابيين مع أننا والله غلابة، فأجابته معاك حق يا عم محمد، المصري مهما الظروف غيرته إلا أنه فيه طيبة وأخلاق بتظهر وقت اللزوم. لكن زي ما المثل البلدي بيقول مفيش دخان من غير نار وإحنا ساهمنا أننا ندي الانطباع الغلط دة عننا بأفعالنا المسيئة. زي بن لادن دة أستفاد إيه لما موت ناس مالهمش ذنب وفجر البرجين التوأم؟!
فأوقفني عن التحدث قائلاً: لا بقى يا ست الكل مش معاكي حق في دي، بن لادن دة واد جدع وابن أبوه بصحيح، دة كفاية أنه ربى أمريكا وعلمها الأدب.
فتوقفت عن الحديث وعن الإقناع لتأكدي بأن الكلام لن يجدي ولن يغير أفكار ترسخت بعقل المصري البسيط، ولكني أجبته وهل بن لادن هكذا بنظر الله؟
فأنا يا عم محمد ضد العنف والدم ومقتنعة أن دايمًا فيه طرق للنقاش والتواصل من غير دم والعنف مش بيجيب غير عنف وقتل وخساير لكل الأطراف، تخيل لو مفيش بن لادن وأتباعه ومفيش ضرب في فلسطين والعراق؟ فأجاب أكيد الدنيا هتبقى أحلى، فقلت له: تمام ونترحم من مشاهد الدم والقتل ويترحموا المعذبين والمطرودين من كل مكان.
وانتهى الحوار ولكن هل ستظل تلك الكلمات الختامية مجرد أحلام وأمنيات قد يصعب تحقيقها بل يستحيل؟!

 

جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com