ÇáÃÞÈÇØ ãÊÍÏæä
طباعة الصفحة

قد

د. مينا ملاك عازر | 2012-05-27 00:00:00

 بقلم- مينا ملاك عازر

 
نعيش هذه الأيام في زمن "قد"، فكل شيء قد، فنحن قد نعيد، وقد يكسب "شفيق"، وقد يكسب "الإستبن"، وقد لا نعيد، وقد تكون النتائج مزوّرة، وقد يصبح حزب "الحرية والعدالة" حزب وطني جديد إذا ما انتصر "الإستبن"، وقد تصبح "مصر" إمارة إسلامية تابعة لـ"السعودية" أو لـ"قطر" ورأس المال يحكم، ومن حكم في ماله ما ظلم، ولكل واحد الحق أن يتآمر ما دام دُعم والتاني قبل دعمه، وكرسي الرئاسة قد يكون اندفع ثمنه، وعلى من دفع ثمنه لمن سيجلس عليه لازم ينتفع بيه، وبيني وبينكم من قبل أن يشتري الأصوات، ويستغل جهل وفقر الناس، ويتلاعب بهم مستغلًا أموال غيره، عليه أن يقبل أن يكون لعبة من أعطاه المال، لكن من يقبل أن تضعه جماعته "إستبن"، ثم يقبل أن يكون مرشحها، من المؤكد أن أخلاقه وقيمه ومبادئه تقبل أن يشتري الذمم ويشتري الأصوات، ويستغل أمية وفقر البسطاء، ويتاجر فيهم ويربح كرسي الرئاسة.
 
ولا ألوم على منْ ضخ رأس المال، لكن ألوم على من استغله وسأسأل: هل الدين برّر هذا أن تستغل حاجة الناس؟ هل الدين برّر التزوير، والتزوير ليس في أن تسود لغيرك ولا أن تخرج نتائج مخالفة، لكن التزوير هنا أن تزوّر إرادة أمة؟
 
عزيزي الذي كنت "ناخب"، واليوم "قارئ"، وبعد قليل ستعود لتكن "ناخب"، هل تعلم أن زمن "قد" الذي نعيشه قد يشكك في كل شيء؟ قد يشكك في القضاة، ويشكك في الحياة، ويشكك في الموت؛ لأن الحلم قد يُسرق، ويوم أن ترك "البرادعي" الساحة لأولئك المتشدقين بالدين، المدعين حبهم للوطن، مستنكرين أن يتهمهم أحد بحبهم للسلطة، جعل الثوار والثائرين في وضع اختياري بين من سيجعلها آخر انتخابات وسيحولها دولة دينية، إلى من سيجعلها أول انتخابات لكن في ظل دولة مدنية قد تكون بوليسية، لكن صدقوني، أنا هنا محدد الهدف، أنا سأختار من أستطيع أن أخرج في ثورة جديدة ضده، وأقول له: "ارحل يعني امشي"، مع أنني لم أكن اخترته في المرة الفائتة للأمانة، فهو أفضل ممن لو خرجت عليه وقلت له: "ارحل يعني امشي"، سيقول لي: "قال الله"، والله منه ومن جماعته براء.
 
وعصر قد أتى لنا برجال ليتصدروا المشهد، ويتنافسوا على الصدارة، بلا خشى ولا خجل من أنهم لم يكونوا في صدارة حسابات جماعتهم إلا بعد أن ضاق بهم الأمر، فاختاروا إللي لقوه في وشهم. وهنا تسود "قد"، وتنسحب "إذا"، لتبقى "في الحقيقة" مصر في خطر أن يحكمها منْ بلا ضمير، فيبقيها تحت إمرة جماعتها بلا حول لها ولا قوة، فهل من منقذ؟.
 
على أي حال، نحن لا زلنا في عهد "قد" حتى كتابة هذا المقال، فقد يتغير الحال ويا عالم، فقد تكون الحسابات خاطئة والأرقام كاذبة، والأمل عند الله وحده لينقذ "مصر".
 
المختصر المفيد، الموت تحت عجلات مدرعات الجيش أفضل من الحياة تحت حكم راجل فرز تاني، لا مؤاخذة "إستبن"، سيحكم حكمًا لا مناص منه، ولا أمل في نهايته. 
 

جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com