كتبت- تريزة سمير
أعلنت "الجبهة الحرة للتغيير السلمي" مقاطعتها لجولة الإعادة من انتخابات رئاسة الجمهورية، وأنها ستطلق حملة تحت شعار "شارك وأبطل صوتك".
وأصدرت الجبهة بيانًا قالت فيه: "انطلاقًا من رؤيتنا للدولة المدنية، وتفعيلاً لمبدأ النقاء الثوري الذي قامت عليه عقيدتنا السياسية، وإذ نؤكد على هذا، نشير إلى أن موقفنا قد جاء بعد النظر إلى عدة عوامل صاحبت هذه الانتخابات، والتي نراها تقف حجر عثرة أمام استكمال ثورتنا بشكلها النقي البعيد عن تلوثات السياسة ولعبة الصفقات وأطروحات المصلحة التي تسعى ورائها بعض القوى، إذ رأينا أن كلا المرشحين لا يمثلان الثورة بالمفهوم الذي نراه، فأحدهما وهو الفريق أحمد شفيق يعتبر أحد فلول النظام الماضي، والشخص الذي وضع مبارك ثقته فيه بعد قيام الثورة، حتى أنه لا يخجل من ذكر أن مبارك قدوته، رغم كل الكوارث التي مرت بها البلاد طوال 30 عامًا. كما أن الثاني، وهو الدكتور محمد مرسي، وهو وإن كان يلقى منا كل احترام لشخصه لكنه لا يمثل نفسه في هذه الانتخابات وإنما يمثل جماعة لم تجد حرجًا في توجيه برقية شكر للمجلس العسكري في أولى جلسات البرلمان، وكأنها لم تر سوء إدارته للبلاد طوال المرحلة الانتقالية ومسؤوليته المباشرة في كثير من الأحداث التي سالت خلالها دماء المصريين."
وأشارت الجبهة إلى أن الإخوان لم يكونوا ضلعًا في التوافق الوطني منذ البداية، من جهة استقلال قرارهم طوال المرحلة الانتقالية عن قرار باقي القوى السياسية، وتواطؤهم مع المجلس العسكري، وعقدهم صفقات معه على دماء الشهداء، لافتةً إلى أن كل ذلك يقدح في ثوريتهم ويصم سياستهم البرجماتية، ويعيب نظرتهم الانفرادية، بما لا يمكن معه أن يأمنوا وعودهم وقد خانوا الجميع عند مفترق الطرق، وتخلوا عن الإجماع الوطني، وذهبوا لتنفيذ أجندتهم.
وأضافت: "نؤكد أننا لا زلنا نمد يد الوفاق لهم، وندعوهم للبت في تأسيسية الدستور وتشكيلها فورًا قبل انتخابات الإعادة بالصورة التي ترضي الإجماع الوطني، بعيدًا عن المعايير السابقة التي وضعوها، إذا ما أرادوا إظهار حسن النية للقوى الوطنية، حيث من الممكن وقتها أن نغير نظرتنا لهم."
وأكدت الجبهة أن عدم أخذ التجاوزات التي حدثت في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية في الاعتبار هو دليل على أن ثمة نية مبيته لتزوير الانتخابات والخروج بها لصالح الفريق "أحمد شفيق"، وهو ما ترفض المشاركة فيه.
وأعلنت الجبهة أن ضمائرهم لن ترتاح بالتصويت لأي من المرشحين، وأنهم ليسوا طرفًا في انتخابات تبتعد عن طريق الثورة بالمفهوم الذي يعرفونه، داعية المصريين إلى "المقاطعة الإيجابية" بالذهاب إلى صناديق الاقتراع وكتابة "الثورة مستمرة" على الاستمارة لعدم التلاعب بأصواتهم، وليدرك الجميع أن الثورة ستكتمل ولن تنتهي أبدًا.
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون
© 2004 - 2011
www.copts-united.com