بقلم: د. ميشيل رياض
تتبارى الصحف صباح كل يوم فى نشر صور مختلفة و ألوان شتى من التنكيل بمبارك و ذويه ، و تنشر ذلك بالبنط العريض و فى صفحاتها الأولى و هى تتفاخر و تكاد الشماتة و التشفى تطلان من بين سطور الخبر و تتبارز نشرات الأخبار أيضا فى هذا المضمار ، فالصحف تنشر أخبار عن اختلاساته و أخرى عن سرقاته و ثالثة عن نقله لسجن طرة و رابعة مطالبة بحبسه و هكذا و اخر تلك الأخبار هى فصل حفيده من المدرسة لكثرة غيابه ......
تناسينا للأسف مآثر الرجل و انجازاته فى غضون حكمه و كأنه كتلة من الشر و حليف الشيطان الأول و كل حكمه ظلما و بهتانا و لم يفعل الصلاح أبدا.
تناسينا أن الرجل مصرى أصيل كان يمكن أن يهرب للخارج بعد تنحيه كما فعل آخرون قبله ، و لكنه آثر الموت على تراب مصر.
تناسينا أن الرجل كان من الممكن أن يشترط فى وثيقة تنحيه ألا يعترضه أحد أو يعترض أسرته من محاكمات.
و تناسينا أيضا أنه كان من الممكن أن يجر البلاد فى حرب أهلية سحيقة تأتى على الأخضر و اليابس و تغرق البلاد فى بحار من الدماء بترك معارضيه يتناطحون مع مؤيديه و لكنه لم يفعل ذلك أبدا ثقة بأبناء شعبه الذين راهن على شهامتهم و مروءتهم و لكنهم لم يكونوا للأسف محل هذه الثقة و فوجئنا جميعا أن الكل أنكر جميل صنيعه فى زمان حكمه و كأنه لم يكن له طيلة الثلاثون عاما التى حكم فيها مصر حسنة واحدة.
و اذا افترضنا أن هذا فعلا قد حدث أفلا يمكن أن نرحم شيخوخة الرجل ، أفلا يمكن أن نرحم مرضه ، أنا لا أقول لا تحاكموه بل حاكموه و لكن بطريقة فيها حفظ لكرامته كانسان أولا و كمواطن مصرى ثانيا و كرمزا لمصر فى يوما ما ثالثا و لمآثره رابعا و لا ننسى أبدا أن المتهم برئ حتى تثبت ادانته كما يجب ألا نتشفى و لا نشمت و لكن فى احترام و آدمية و تحضر يحاكم.
ان كثيرون سيغضبون من قولى هذا و ربما ينعتوننى بأننى من عبيد النظام السابق لدفاعى عن مبارك ، و لكننى لا أدافع عن مبارك و انما أدافع عن شهامة و مرؤة المصريين التى أهدرت ، و أدافع عن مواطن مصرى أعزل يهاجمه ثمانون مليون شخص بضراوة فائقة بلا رحمة و لا انسانية بغض النظر عن الجرم أو التهم التى وجهت اليه.
أما و بعد أن رأينا أحداث قنا و ما ظهر منها من تعصب بغيض واضح برفض محافظ لا لشئ الا لكونه مسيحى ، و ما حدث فى أطفيح من هدم كنيسة ، و حدث فى أبو قرقاص من حرق منازل مسيحيين ، و أخيرا فى امبابة و هيمنة شيوخ المسلمين و السلفيين فى البلاد و تراخى الدولة بدرجة مستفزة و ضياع هيبتها ........... نترحم و نقول أين أيامك يا مبارك.
وتعقيبا على هذا المقال ، نرجو من السلطات العفو الصحى عنه نظرا لمرضه و كبر سنه أسوة بأعتى المجرمين و كما تنص القوانين.
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون
© 2004 - 2011
www.copts-united.com