بقلم : جرجس وهيب
على الرغم من حملات التخويف والترهيب والتخوين والتكفير التي شنها قيادات وأعضاء وأنصار حزب الحرية والعدالة الجناح السياسي لجماعة الإخوان المسلمين والتيارات الدينية ضد الأقباط عقب الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية والتي شارك فيها الأقباط بقوة من اجل على اقل تقدير منعهم من المشاركة بعد فشلهم فى محاولة استقطاب الأقباط نحو التصويت لمرشح الحرية والعدالة الذي يدعوا حزبه لإقامة دولة دينية على الرغم من إعلانهم أن يهدفون إلى إقامة دولة مدنية فى حين أن الدولة المدنية مرجعيتها مدنية وليست دينية.
ومع كل هذه الحملة الشرسة والتصرفات الصبيانية والتي وصلت لتهديد الأقباط ، إلا أن خروج الأقباط فى كافة محافظات الجمهورية كان مثار للتقدير والاحترام فالأقباط خرجوا ليمارسوا حقهم الدستوري والوطني بغض النظر عن حملات التخويف حبا فى بلادهم العزيزة مصر وليس سعيا وراء مصالح خاصة وإنما للصالح العام فالأقباط خرجوا للإدلاء بأصواتهم ولم يستأجرهم احد مثل بعض البسطاء الذين استغلهم حزب الحرية والعدالة واستغل جهلهم وفقرهم بكميات من السكر أو الزيت أو البطاطس أو مقابل مبالغ مالية وإنما خرجوا حبا فى بلدهم ودفاعا عن مدنية الدولة التي يرغبون فى إقامتها لكي يتساوى الجميع فيها المسلم والمسيحي والرجل والمرأة والفقير والغنى ويكون معيار الكفاءة هو الفيصل فى الاختيار لكافة الوظائف والمناصب وحفاظا على هوية مصر الفرعونية والقبطية والإسلامية المعتدلة.
والتي سيكون على رأس أولويات الرئيس القادم وإذا تأكد فوز الدكتور مرسى القضاء على هوية مصر المعتدلة وتحويلها إلى النموذج الإيراني أو الأفغاني أو الباكستاني أو الحماسي وتكرار تجربة حماس الذراع العسكرية لجماعة الإخوان والتي استعانت بها الجماعة فى اقتحام أقسام الشرطة والسجون المصرية ففور عقد الدكتور محمد مرسى للمؤتمر الصحفي الذي أعلن خلاله فوزه بمنصب رئيس الجمهورية خرج المئات من أنصار حركة حماس للاحتفال بفوز مرسى بشوارع غزة وهذا دليل قاطع على التوأمة بين الإخوان وحماس والتي سيكون لها نصيب فى حكم مصر إذا تأكد فوز مرسى.
إنا فى غاية السعادة من خروج الأقباط بهذا الشكل الغير مسبوق حتى أن لم يفز من صوتوا له فالأقباط أعلنوا عن أنفسهم بشكل سلمى وحضاري وراقي ونظيف محذرين من يحاول أن يتعدى على حقوقهم أو يفرض عليهم ما لا يتفق مع عقيدتهم ضاربين عرض الحائط بكل محاولات الترهيب والحركات الصبيانية التي مورست خلال يومي الانتخابات من جانب أنصار مرسى مثل قطع الطرق عليهم ومحاولة استفزازهم وهذا أن دل يدل على ديكتاتورية هذه الجماعة التي لا اعتقد أن ترى مصر خيرا مع رئيس ينتمي إليها وخير دليل على ذلك مجلس الشعب المنحل الذي لم يحقق إي شيء خلال فترة وجودة.
ولى عتاب شديد على أقباط المهجر الذين خيبوا ظننا فيهم للمرة الثانية فهل يعقل إن عدد الذين قيدوا أنفسهم فى أمريكا على سبيل المثال التى يوجد بها أكثر 3 مليون قبطي 27 إلف فقط وصوت منهم بكل أسف اقل من النصف فى حين ان السعودية ودول الخليج أعطت لمرسى حوالي 200 إلف صوت.
فأتمنى أن يوفق الأقباط والمسلمين المعتدلين من المقيمين بالولايات المتحدة وأمريكا وكافة بلاد المهجر أوضاعهم ويستخرجوا بطاقات الرقم القومي وخاصة إن إعداد كبيرة من أقباط المهجر تزور مصر خلال فصل الصيف استعدادا لمعركة الدستور والانتخابات البرلمانية فلو جاء من بلاد المهجر مليون صوت وهو رقم بسيط بالنسبة لإعداد الأقباط فى بلاد المهجر لحسمت المعركة مبكرا لصالح مرشح الدولة المدنية.
ولكن ما زال المشوار طويل ونحن بحاجة على كل أصوات الأقباط والمسلمين المعتدلين فى بلاد المهجر فى معركة الدستور والانتخابات البرلمانية وأتمنى هذه المرة إلا يخيبوا ظننا ويتخلوا عنا مثلما تخلوا عنا فى انتخابات مجلس الشعب والانتخابات الرئاسية.
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون
© 2004 - 2011
www.copts-united.com