ÇáÃÞÈÇØ ãÊÍÏæä
طباعة الصفحة

«العذراء والأقباط وأنا» يخطف الأضواء بمهرجان الإسماعيلية

| 2012-06-27 17:44:32

 يستمر مهرحان الإسماعيلية الدولى للأفلام القصيرة والتسجيلية فى برنامجه السينمائى الدسم والمكتظ بالعروض السينمائية والندوات واللقاءات المفتوحة مع صناع الأفلام، حيث عرض أمس الأول الاثنين 20 فيلما فى برامج المهرجان المختلفة كما أقيم لقاء مفتوح تحت عنوان ربيع الفيلم الوثائقى وهو اللقاء الذى تم تقسيمه إلى 3 محاور، المحور الأول: نظرة على الإنتاج الوثائقى وطابعه قبل الثورة. والمحور الثانى: تحت عنوان وثائقيات الثورة. والمحور الثالث: بعنوان آفاق جديدة.

 
كما عرض المهرجان فى أول أيامه 19 فيلما ما بين التسحيلى والروائى والتحريك حيث بدأت العروض الصباحية ب11 فيلما أقيم عقبها لقاء مفتوح مع بعض صناعها فى ندوة ادارها الناقد السينمائى رامى عبدالرازق وحضرها كل من المخرج الفلسطينى عبدالله الغول صاحب الفيلم التسحيلى القصير «تذكرة من عزرائيل» ومنتج الفيلم الروائى القصير «وجه» ومخرجة الفيلم الروائى القصير «جوبل» رالوكا ديفيد..
 
وتباين النقاش حول الأفلام إلى أن وصل إلى منطقة ساخنة عندما وجه أحد شباب المخرجين اتهاما لصاحب تذكرة من عزرائيل بأنه صعد إلى غرفة الصوت بقاعة السينما وقام بغلق الصوت متعمدا لبعض اللحظات فى الفيلم لاحتواء أحد المشاهد على سباب لمصر وهو الاتهام الذى نفاه عبدالله الغول تماما وقال إنه صعد لضبط الصوت من غرفة التحكم وعندما حاول خفض الصوت قليلا لم ينتبه إلى أنه قام بكتمه تماما حيث لا يصل الصوت من القاعة إلى غرفة التحكم ولكنه بعد انتباهه لذلك قام بضبط الصوت مرة أخرى ودلل على صدقه بأنه قام قبل ذلك بعرض الفيلم 6 مرات فى القاهرة ولم يتحدث احد عن اى اهانة لمصر أو أهلها.
 
كما تحدث الغول عن فيلمه والذى يتناول حياة بضعة شباب يعملون فى حفر الانفاق بين غزة ومصر لكسر الحصار المفروض من الكيان الصهيونى، فتطرق فى حديثه إلى بعض المعلومات عن حفر الانفاق ومنها أن هذا العمل يبدأ شرعيا فى غزة حيث يحصل العمال على تصاريح لبناء تلك الأنفاق من الحكومة فى غزة وبهذا يبدأ حفر النفق بشكل شرعى ولكنه يخرج فى مصر خلسه بعيدا عن اعين الأمن، كما ذكر ايضا الغول بعض المواقف التى سماها بالكوميديا السوداء المتعلقة بهذه الأنفاق، حيث تذكر عندما قررت حكومة حماس فى غزة بإنشاء حديقة للحيوان فقامت بتهريب بعض الحيوانات من مصر عبر النفق ومنها أسد قاموا بتخديره ولكنه فى منتصف النفق انتهى مفعول المخدر فقتل الأسد اثنين من العمال واستغرق الأمر 6 ساعات للسيطرة عليه.
 
ودار نقاش بين الجمهور والمخرجة رالوكا ديفيد صاحبه فيلم «جوبل» الرومانى والذى يحكى قصة رجل عحوز يغادر ألمانيا إلى موطنه الأصلى بإحدى قرى رومانيا لرغبته فى إنهاء حياته بمسقط راسه، فيقوم بترتيب اجراءات جنازته بعد وفاته وبالفعل يتفق مع من سيكتب شاهد القبر ومع الكنيسة وايضا مع بعض النائحات واللاتى سيقمن بالبكاء عليه بعد وفاته، وفى نهاية الفيلم يموت الرجل وحيدا فى منزله ولا يشعر به أحد.
 
وتطرق النقاش إلى العديد من النقاط ومنها هذا المشهد الذى ظهرت به النساء النائحات واللاتى يستأجرن للبكاء على الموتى  تماما كما يحدث فى بعض قرى الصعيد والريف فى مصر  فتساءل الجمهور حول هذه المهنة وشكل وجودها فى رومانيا فقالت رالوكا: هى مهنة موجودة فى بعض القرى الرومانية ويمارسها كبار السن حيث بدات الأجيال الجديدة فى التخلص من هذه الافكار والعادات..
 
وامتد النقاش إلى منتج فيلم «وجه» والذى يحكى قصى امرأة أربعينية تدعى فيتكا تعيش هى وابنها على مسح زجاج السيارات فى اشارات المرور ويسكنون احد البيوت الصفيح فى العشوائيات فى ظروف لا إنسانية تدفع الابن لسرقة احد المحال التجارية فيقبض عليه ويسجن كما تقوم الحكومة بإزالة منزلهما العشوائى لإقامة مبان جديدة على تلك الارض وهى مأساة يواجها العديد من الاسر فى مقدونيا.
 
تحدث منتج الفيلم عن هذه العائلة وكيف أن هذا النموذج الإنسانى موجود بشكل كبير جدا فى العاصمة المقدونية وقال: هذا النموذج من الاسر للأسف تقابله بشكل كبير فى مقدونيا وليس فقط فى المناطق الفقيرة النائية ولكن فى وسط العاصمة تستطيع متابعته بوضوح، وهناك بعض المشاهد التى صورت فى شوارع العاصمة لو ادرنا فيها الكاميرا لليسار قليلا لشاهدنا عشرات من هذه النماذج منتشرة بوسط العاصمة.
 
واستمرت عروض اليوم الأول المسائية، حيث عرض 8 أفلام بدأت فى الخامسة مساء ومنها الفيلم المصرى «أشغال شاقة» للمخرجة مى الحسامى وايضا الفيلم الفرنسى القطرى «العذراء والأقباط وأنا» للمخرج المصرى نمير عبدالمسيح والذى خطف الاضواء من جميع عروض اليوم الاول وامتد النقاش حوله فى الندوة التى اقيمت عقب العروض لوقت طويل..
 
ففى الندوة التى أدارها الناقد فوزى سليمان ناقش الجمهور اولا المخرجة مى الحسامى حول فيلمها التسجيلى القصير «أشغال شاقة» والتى تناولت فيه قصة أمرأة فقيرة سُجن زوجها ظلما على يد احد ضباط الشرطة فى قضية ملفقة لمدة 7 سنوات، ولكنها ترى انها هى التى سجنت وليس هو، فعلى حد تعبيرها فى الفيلم وجد زوجها طعامه وشرابه وعلاجه بالمجان فى السجن فى حين مطالبة هى بالانفاق على الاسرة والعمل فى تنظيف المنازل رغم إصابتها بالسرطان وتلقيها لجلسات علاج كيميائى.
 
وتحدثت الحسامى عن فيلمها فقالت انها دائما ما تصب اهتمامها على الأشخاص المحيطين بها وتحاول فى افلامها ان تبحث عن ازماتهم خاصة أن معرفتهم بها تضفى نوعا من الثقة على التعامل معها وتجعل أبطال أفلامها يشعرون بالطمأنينة اثناء التسجيل معها فيخرج العمل بقدر كبير من المصداقية.
 
وانتقل الحديث فيما بعد إلى مناقشة الفيلم التسجيلى الطويل «العذراء والاقباط وانا» للمخرج نمير عبدالمسيح والذى حاز إعجاب كثير من الجمهور وكان اكثر افلام اليوم الاول ابداعا.
 
وهو الفيلم الذى يدور عن رحلة المخرج الفرنسى ذى الاصل المصرى نمير عبدالمسيح والذى عاد إلى مصر متتبعا حكايات ظهور العذراء مريم ويحاول توثيق هذه الفكرة ما بين من يؤكدها ويقرها وبين من ينكرها ويراها اختلاقا اطلقه الناس او حكومة عبدالناصر للتغطية على نكسة 67 فتقوده الرحلة شيئا فشيئا إلى عالم الأقباط من الداخل وعلاقتهم بالمسلمين والتحول الطائفى فى المجتمع حتى يصل إلى عائلته الاصلية فى أسيوط ليبدأ معهم رحلة جديدة فى صناعة فيلم قصير معهم عن ظهور متخيل للعذراء على احدى كنائس أسيوط.
 
ودار نقاش مطول بين الجمهور ومخرج الفيلم ووالدته التى شاركته رحلته، فتحدث نمير فى البدايه عن تمويل العمل والذى استغرقت صناعته 4 سنوات، وتمكن فى البداية من الحصول على تمويل فرنسى ولكنه توقف فى إحدى المراحل لعدم استطاعته انهاء مونتاج الفيلم، حتى عرض عليه مسئولو مهرجان الدوحة بقطر منحه بعض التمويل لانهاء المونتاج بعدما شاهدوا بعض اجزائه وأعجبوا به، وهو ما تم بالفعل ليخرج العمل بانتاج فرنسى قطرى مشترك.
 
وعن سبب اختياره لموضوع الفيلم قال نمير إنه كان يريد البحث فى قضية ظهور العذراء فى مصر ولا يتذكر بالضبط كيف وصل به الفيلم إلى ما ظهر عليه وهنا تدخلت والدته وقالت إن نمير مشغول طوال الوقت بالبحث عن القضايا المتعلقة بالأديان وغيرها وانا على ثقة بأنه عندما قرر بدأ فيلمه عن ظهور العذراء انه كان يحمل فى قرارة نفسه رغبة بالبحث فى جميع التفاصيل التى ظهرت بالعمل.
 
ومما اثاره نمير فى المناقشة وضع المصريين وكيفيه تعامل الحكومة معهم فقال: ما احزننى كثيرا اثناء تصوير الفيلم حوار دار بينى وبين احد اقاربى فى اسيوط ممن ظهروا معى فى الفيلم حيث قال لى انا والفريق الاجنبى الذى يصاحبنى للتصوير «خلى بالك من الأجانب اللى معاك لأنهم لو حد فيهم اتعور الشرطة المصرية كلها هتييجى بس لو 50 مصرى اتقتلوا محدش هيسأل عنهم» وهو ما يعكس احساس المواطن المصرى بالمعاملة السيئة من حكومته وعدم اهتمامها بحياته وهى قضية محزنة جدا للأسف.
 
وظهرت مطالبات عدم من الحضور للمخرج بضرورة السعى لعرض هذا العمل جماهيريا فى مصر خاصة وهو يناقش قضايا متعددة يعانى منها المجتمع المصرى بشدة وهو ما رد عليه نمير قائلا: أخبرونى أن الرقابة المصرية لن تجيز ذلك الفيلم مهما كان.. ولكن عاد بعض الحضور وطالبوه بالمحاولة واكدوا دعمهم له فى حالة رفض الرقابة.  
 

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع

جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com