قالت مجلة "نيوزويك" الأمريكية إن عددا قليلا من الناس يعتقدون أن الرئيس محمد مرسى يستطيع تحقيق المعجزات التى وعد بها، لكنه لو لم يستطع أن يفعل ذلك، فإن هذا يعنى أن المصريين جميعا فى مأزق خطير.
وفى تقرير لها بعددها الأخير تحت عنوان "مصر ما بعد مبارك: إرث الديكتاتورية" إن هناك الملايين من الناس الذين آمنوا بوعود مرسى الانتخابية ويحتاج الأخير إلى إقناعهم بطريقة أو بأخرى بأن الأمور ستتحسن، وهذا الأمر لن يكون سهلا. ومهما تبين فيما بعد أن مرسى سياسى ماهر بشكل غير متوقع، فإن المهمة التى يواجهها مستحيلة من الناحية العملية. فحتى قبل أن يستطيع التعامل مع الاقتصاد المتعثر ونظام التعليم الفاشل والبيروقراطية المتضخمة والبنية التحتية المنهارة، ناهيك عن كسب ثقة ملايين المصريين الذين لم يصوتوا له أو دعموا خصمه، عليه أن يكتشف مدى السلطة التى تركها له المجلس العسكرى.
تمضى الصحيفة قائلة إن النزاعات التى تشهدها مصر بشأن البرلمان والجمعية التأسيسية للدستور لم تؤد إلا إلى تفاقم المشكلة الأكبر وهى الاقتصاد المتعثر، مشيرة إلى أنه برغم ذلك كان أول قرار اتخذه الرئيس هو زيادة 15% فى رواتب موظفى الدولة وكذلك فى العلاوة الاجتماعية، دون أن يتحدث أبدا عن مصدر الأموال التى ستغطى هذه الزيادة.
لكن الكثير من المصريين لا يهتمون بالتفاصيل ولكنهم يريدون فقط حلول لمشكلات بلدهم وبشكل سريع، حيث خاضوا 16 شهرا من التوقعات المحبطة.
من ناحية أخرى، ذكرت نيوزويك أن مرسى سيكون فى حاجة إلى تطهير وزارة التعليم وضح مزيد من الأموال فيها، لكنه لا سيطرة له على الميزانية، وقد أدت العقود الستة الماضية من الحكم العسكرى إلى نظام فساد راسخ داخل الحكومة.
ويقول جوشوا ستاتشر، الخبير السياسى الأمريكى إن مرسى سيكون فى حاجة إلى بعض الوقت لإصلاح الوزارات، والوقت هو الشىء الوحيد الذى لا يملكه.. ويضيف قائلا إن أى خطوة إصلاحية سيقوم بها فى أى وزارة ستواجه عقبات بيروقراطية من أناس اعتادوا القيام بالأمور بطريقة محددة، وهذا سيكون فى حد ذاته عقبة خطيرة فى طريق النهوض بمصر.
وتشير المجلة الأمريكية إلى أن الطريقة الوحيدة أمام مرسى والإخوان المسلمين لمواجهة هذه المشكلات هى اتخاذ زمام الأمور بعيدا عن الجيش وشركاته من المدنيين. وحتى الآن لم يحدث هذا الأمر.
ويقول الناشط الحقوقى بهى الدين حسن إن إصلاح القطاع الأمنى مهمة للغاية ويجب أن تكون أولوية، لكن عندما أثير هذا الأمر فى البرلمان ركز الإخوان على الضباط الذين اضطهدوهم فى عهد الرئيس السابق.
وتحذر المجلة من أن فشل الإخوان فى حل الصراعات الموجودة حاليا والمضى قدما فى مواجهة المشكلات التى تمس المصريين العاديين، فإن البلاد فى مأزق خطير. والمسئولون المدنيون مثل مرسى هم من سيحاسبون.
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com