يلقي عدد كبير من المهاجرين المسلمين في منطقة سولتلي، في برمينغهام، بالحساسيات الدينية عندما تقف حجر عثرة دون حصول أبنائهم على التعليم الأكاديمي الأفضل. وأنتج هذا الوضع أن مدرسة كاثوليكية صارت تتألف في سوادها الأعظم من التلاميذ المسلمين.
لندن: رغم أن بريطانيا تعج بالمدارس الإسلامية المضافة الى عشرات آلاف المدارس «البريطانية»، فثمة ظاهرة في مدرسة كاثوليكية معيّنة تسمى «ذي روزاري» في سولتلي، في برمينغهام، تتمثل في أن 90 في المئة من عدد تلاميذها مسلمون.
ويزيد من غرابة الأمر أن تلاميذ هذه المدرسة - التي تقع في منطقة يكثر فيها عدد المهاجرين المسلمين - من أسر متدينة، وفيهم أبناء أئمة ووعاظ يتعمدون العيش أقرب ما أمكنهم الى المساجد.
وفوق هذا وذاك، فإن التلاميذ أنفسهم يشاركون - بعلم ذويهم طبعًا - في المراسم الدينية المصاحبة لمناسبات مثل أعياد الميلاد وعيد الفصح. بل أن منهم من تُسند اليه مهام «أطفال الهيكل» أثناء الصلوات المسيحية نفسها.
وتقول إدارة المدرسة إنها سعيدة بهذا الوضع لأنه «يمثل واقعًا جديدًا بالنسبة للكنيسة». ونقلت صحيفة «إكسبريس» البريطانية عن ناظر المدرسة، جون غوبينز، قوله إنه يتوقع لدفعة التلاميذ الجديدة التي ستلتحق بالمدرسة في ايلول (سبتمبر) المقبل أن تحوي على ما لا يزيد عن ثمانية تلاميذ كاثوليك من العدد الإجمالي، وهو 50. وحتى هؤلاء فإن معظمهم سيأتي من أسر بولندية أو أفريقية.
ويضيف غوبينز قوله إن السر في اجتذاب المدرسة لهذه النسبة الطاغية من أبناء المسلمين يعود الى المستوى الأكاديمي العالي الذي تتمتع به. ويقول: «الآباء يريدون الأفضل لأبنائهم بعيدًا عن الحساسيات الدينية غير الضرورية».
وكان «مكتب معايير التعليم وخدمات ومهارات الطفولة» المعروف اختصارًا بأحرفه الأولى Ofsted «أوفستيد» قد صنّف هذه المدرسة في خانة «جيدة»، (وهي مرتبة عالية)، ومضى ليثني على «جهودها لترقية التناغم بين شرائح المجتمع».
وفي العام الدراسي الحالي، حققت هذه المدرسة نتائج باهرة إذ اجتاز 89 في المئة من تلاميذها امتحانات السنة الحادية عشرة (المعادلة لامتحانات دخول التلاميذ الثانوي العالي في بعض الدول العربية). وكان لها هذا، رغم أن معظم التلاميذ لا يتحدثون الانكليزية في منازلهم كونهم أبناء مهاجرين.
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون
© 2004 - 2011
www.copts-united.com