ÇáÃÞÈÇØ ãÊÍÏæä
طباعة الصفحة

«الأبنودي»: أعلنت حالة «الصمت الشعري» منذ أحداث ماسبيرو

| 2012-07-17 22:53:41

«وحاسبوا أوى من الديابة اللى فى وسطيكم.. وإلا تبقى الخيانة منكم فيكم».. كلمات كتبها الخال عبدالرحمن الأبنودى فى قصيدة الميدان قبل تنحى الرئيس السابق حسنى مبارك.. متنبئاً بحدوث محاولات لبث الفتنة والفرقة بين الثوار والتيارات السياسية فى مصر، وهو ماحدث بالفعل. أول ما لاحظته أثناء دخول مكتبة «الخال» وجود صور لشهداء الثورة، بجوار صور ابنتيه «نور وآية»، وبسؤاله عرفت أنه علقها اعترافاً منه بجميل هؤلاء الشهداء الذين ضحّوا بحياتهم من أجل الوطن..

ورغم أن الثورة أعادت الشاعر الكبير عبدالرحمن الأبنودى، بقوة إلى ميدان الشعر، ليعيش حالة من الزخم الثورى والشعرى بقصائدة الرائعة، التى أشعلت حماس الميدان، إلا أنه أعلن حالة «الصمت الشعرى» منذ أحداث ماسبيرو ومحمد محمود، مؤكداً أن هذه الحالة «لن تدوم طويلا، وستعود مع انتهاء خطة المائة يوم التى أعلنها الدكتور محمد مرسى». «المصرى اليوم» حاورت «الخال» بشأن ماتعيشه مصر حالياً على جميع الأصعدة، كما استمعت لما لديه من تخوفات المبدعين من فرض قيود إسلامية على حرية الفكر والإبداع، وبطبيعة الحال لم يخل الحوار من السياسة المرتبطة بالحركة الثقافية فى مصر، بجانب النبش فى ماضيه النضالى والشعرى والفنى، وإلى نص الحوار:

 

■ فى البداية أنت علّقت على فوز الرئيس محمد مرسى بقول «الشعب يستحق حكامه».. فماذا قصدت بذلك؟

- حين يكون هناك انفصال بين النخبة المثقفة التى تلعب دور الطليعة وبين الشعب، بمعنى أن يكون الوعى فى جانب وعموم الناس فى حياتها الخاصة والعامة مشغولة بمعيشتها ولقمتها وهموم الدنيا، وليست لديها القدرة ولا الوقت على التفكير والاختيار، مثل ما نحن فيه بمصر الآن، فإن كل هذه الحسبة غير العادلة هى التى تختار الحاكم، وفى هذه الحالة الشعب يستحق حاكمه، لأنه المختار من خلال كل هذه التفاصيل المتضادة، واللاواعية، أما إذا كان الشعب واعياً ويمارس الديمقراطية لسنوات ويخرج فعلياً لاختيار حاكمه، ويكون التناحر بين الأحزاب والفرق السياسية سلمياً وليست به إدانة أو تخوين أو إقصاء، سيكون الحاكم أيضا خلاصة لهذا الاختيار العام، وليس نفراً يغلب نفراً كما هو حادث.

■ وما رأيك فى قرار الرئيس بعودة البرلمان قبل أن تلغيه المحكمة الدستورية العليا؟

- أرى أننا أصبحا نعيش مباراة كرة قدم بين فريقين لا يحبوننا على ما يبدو، وبقدر ما يبدو المجلس العسكرى هادئاً، بقدر ما نرى أن وراء هدوئه عاصفة كبيرة، بينما الإخوان المسلمون أصبحوا يلعبون بقوة القادرين فى العلن، وبثقة من لا يخشى أحداً، يحركون الجماهير كيفما شاءوا، ويضغطون على رئتينا لكى يحرمونا من التنفس، والإخوان يصرون على أن تنقسم مصر إلى شطرين وسوف يحققون الغلبة، فهم لا يهمهم سوى حلمهم وليفنى الجميع.

■ لكن الدكتور مرسى أكد فى خطبه أنه رئيس لكل المصريين.. وأعلن انفصاله عن الجماعة؟

- تصريحات مرسى حول انفصاله عن الجماعة لن تخدعنا كثيراً، ويكفى أن تسمية الإخوان لحزبها «الحرية والعدالة» فيها انقضاض على الشعار الذى رفعته الجماهير، فالجماعة اختطفته ووضعته فى قالب لحسابها، وهو لا يبشر بالخير، لأن الحرية معنى أكبر بكثير من أن تكون حرية الجماعة، والعدالة أشمل من أن تختص بأشخاص أو فرقة، لأنها مثل الهواء.

■ كيف ترى ميدان التحرير؟

- هذا الميدان عاش فترتين وله وجهان، الأول بدى مصرياً خالصاً، واستمر 18 يوماً منذ بداية الثورة، وكان الشعب المصرى على سجيته: مسلم بجوار القبطى، أما الثانى فأراه إخوانياً، بدا مع جموع الإخوان المسلمين التى ملأته وحدها، وجاءت الأتوبيسات من كل بقاع مصر، وأقاموا هذا الحدث الرهيب فى الميدان، لكن هذا لم يغضبنى، وإنما أكثر ما كان الهتاف الوحيد يوم الجامعة ونحن نسعى للمصالحة والتهدئة وقالوا يسقط يسقط حكم العسكر، وطالبوا بإعدام المشير، فكيف نطالب بذلك ونحن لم نعدم مبارك نفسه.

■ هل ترى أن مخاوف النخبة من الإخوان مبالغ فيها؟

- ليست هناك مبالغة، فالحرية حرية الجميع، والعدالة عدالة الجميع، ويجب أن يكون هذا وعى الجماعة التى أتت بالرئيس مرسى، وعندما يكون مفهومها للحرية خاصاً لكل البشر، وأنا أظن أن هذا بعيد عن تفكير الجماعة لأنها عاشت وتربت تحت الأرض، ولا تعرف إلا نفسها، وتعرف أعضاءها والمتعاطفين معها، وحين ظهروا للنور تعثروا ويظهر ذلك جلياً فى التعثرات الشديدة فى اختيار الحكومة، لأنهم لا يعرفون قيمة الناس على وجه الأرض، ولكن يعرفون قيمة أنفسهم فقط.

■ هل تعتقد أن تخوفات المبدعين من صعود مرسى للحكم فى محلها؟

- ثروة مصر الحقيقية وقوتها الناعمة - كما يسميها الأستاذ هيكل - فى تراثها الثقافى، كل كتابنا وأدبائنا وكل ما أبدعه الفلاح المصرى، والثقافة لا تزدهر إلا فى الحرية ونحن نقول العدالة والحرية والثقافة تسعى للعدالة، لكن احنا لازم نسعى للحرية إذا كنا نريد أن يكون عندنا ثقافة، والإخوان ليسوا الدكتور محمد مرسى ولا خيرت الشاطر، فهم سلوك فى الشارع، فهم وإخوانهم من السلفيين «إمخاخ مصنّعة خارج البلد تماماً»، لكن لا أظن أنهم قادرون على تغيير جوهر الشعب المصرى الذى علَم الأمة، لكنهم سوف يتسببون فى قلق شديد.

■ أثار شعراء ومثقفون مخاوف من تزايد الرقابة على الأعمال الفنية فى الفترة المقبلة.. فهل ترى هذه المخاوف فى محلها؟

- الرقابة على المصنفات والأدب هى فكرة إغواء وتسييد رأى على الآخر، وأمر مناف للحرية، ونحن عشنا طويلاً نكافح وندافع ضدها، وأذكر هنا أننى حين كتبت حوار فيلم «شىء من الخوف»، وكنت خارجاً لتوى من الاعتقال، قالوا لـ«عبدالناصر» إن هذا الفيلم يصورك أنت ومجلس الثورة، وعندما شاهد نسخة الفيلم، قال لمن أبلغوه إذا كنا نحن كذلك فنحن نستحق مصير عتريس، ولهذا عندما يكون الرئيس فوق الرقابة فهذا هو العدل، وعندما لا تكون هناك رقابة أصلاً، فهذا هو العدل الأكبر، لكن علينا فى الوقت نفسه أن ننضبط ذاتياً، من خلال الابتعاد عن الابتذال، ويجب ألا نخرج عن الأصول والعادات، بحيث لا يشمئز العامة، فالرقابة تكون فى الوعى.

■ ومتى يمكنك الوقوف فى صف الرئيس مرسى؟

- نحن نخوض معارك كلامية فى الوقت الذى نعانى فيه الأمرين، ولا شك أن محمد مرسى لو نجح فى أن يجعل حياة الفقراء أهون قليلاً مما هى عليه، سنكون سعداء لأن الفقر والحياة المنحطة تغلغلت فى عالم الفقراء بطريقة كبيرة، ولن يتغير حال الفقراء إلا بعد أن تمتلئ مصر بالمصانع الكبيرة والصغيرة والورش، وتشغيل كل البطالة.

■ ما رأيك فى اعتراض السلفيين على تعيين نائب قبطى؟

- الإسلاميون ضد الأقباط وضد النساء، ونحن نفخر بالمرأة المصرية ودائماً ما أتحدث عن أمى وعظمة المرأة، أما الأقباط فهم إخوتنا وأهلنا الذين عشنا معهم بسلام، وأنا أرى أن مصر تحتاج إلى وعى سياسى غير كل ما عرفناه من قبل لننقذها من كل ترسبات الماضى، ونحن نريد من يصنع مصر دون أن يستولى على حكمها.

■ كيف ترى الصدام بين الصحفيين ومجلس الشورى؟

- هناك رغبة فى السيطرة على الصحافة وأخونتها واحتوائها، فالإخوان تسللوا إلى الصحافة، باعتبارها القوة الرهيبة التى تشكل الوجدان المصرى مع الإعلام المسموع والمرئى، فهم يريدون أن تصبح الصحف أبواقاً لـ«الحرية والعدالة» والإخوان.

■ لكن التيارات الليبرالية تهتم كل منها بصراعات ونزاعات أيضا؟

- هناك عدد مهول من التنظيمات التى ظهرت بعد الثورة، وكل تنظيم منكفئ على نفسه، مما فتت القوة الثالثة التى من الممكن أن تتوحد فى كيان مثل كيان «الدستور»، الذى فتح الباب له الدكتور محمد البرادعى لكى يستوعب القوة الثالثة، وأنا أعتبر أن كل هذه التمزيقات والتنظيمات الصغيرة هى مؤامرة الليبراليين على الثورة.

■ وما رأيك فى تأسيس رموز بالنظام السابق أحزاباً معارضة جديدة بعد فوز مرسى؟

- كل إنسان يبحث عن دور يعمل دكان ويلم شوية، ويقول أنا حزب، وبعدين يدخل فى سوق المساومات على مصر، والنتيجة ستكون معروفة بأن يظل الحال على ما هو عليه، فمن تسلطن تسلطن.

■ ونحن فى شهر ثورة يوليو، إذا عقدت مقارنة بينها وبين ثورة يناير، فبماذا ستخرج؟

- يقولون إننا أصبحنا فى الجمهورية الثانية، لكنى أقول إنها الجمهورية الثالثة، لأن جمال عبدالناصر كان جمهورية مستقلة بنفسها، تتخلف عن فترتى السادات ومبارك، لذلك يجب أن نبرئ هذا الرجل من الافتراءات التى طالته، فيجب أن يصبح جمهورية بنفسه، وجاءت من بعده الجمهورية الثانية لـ«السادات ومبارك»، بينما الجمهورية الثالثة هى الحالية بوجود محمد مرسى، والفارق بين ثورتى يوليو ويناير أن الأولى جاءت بانقلاب عسكرى على الملك، وكانت ثورة فى كل المجالات، أما الثانية حقيقية بكل معنى، لكنها بلا قائد ولا إطار، فالتهمها من يمتلكون التنظيم والإطار.

■ لا شك أن الثورة مثلما أفرزت وجوهاً جديدة على الساحة السياسية، كانت شاهدة أيضاً على مواهب مبدعة فى مجالات الفنون والأدب والشعر.. فهل أنت على تواصل مع الشعراء من شباب الثورة؟

- بالطبع أتواصل معهم، وأحبهم كثيراً، ومنهم أسامة عبدالصبور ومصباح المهدى، فالميدان أخرج لنا شعراء كثيرين، وهذه هى عبقرية ميدان التحرير، الذى أخرج مؤلفين وشعراء وملحنين ومطربين، وهذا أسعدنى كثيراً، كما يجب الإشادة بفريق وسط البلد، ومن صنعوا أغنية فلان الفلانى أحييهم لأنها أغنية شديدة النضج، وكلامها شديد الوعى والصدق والإنسانية، واللحن مهذب، وكذلك فرقة إسكندريلا.

■ هل ترى أن حرية الإبداع فى مصر أصبحت مهددة؟

- أساس الإبداع هو مناخ الحرية، التى كانت مبدأً أساسياً من مبادئ الثورة، لأن الإبداع يضرب بجناحيه على اتساعهما دون النظر لمحاذير أو إلى معوقات أو سلطات من أى نوع، وليست السلطة الرسمية فحسب. والمعادون للإبداع هم فى الحقيقة يعادون تقدم الأمة، وهم الذين يؤمنون بسياسة القطيع، فنحن مع الإبداع ومع القدرة الخلاّقة للكتاب والمثقفين، فبغير ثقافة حرة وانطلاق للإبداع الذى يرفض كل أنواع القيود لن تتقدم مصر.

■ وماذا عن المعوقات التى يمكن أن يواجهها المبدعون؟

- بشكل عام الدنيا تغيرت وتطورت ولم تعد الصحف هى وسيلة النشر الوحيدة لتمتنع عن نشر عمل فنى أو مقال سياسى، فهناك وسائل مهمة جداً لا تطالها يد رقيب أو تقع فريسة لأصحاب فكر مخالف، بمعنى أن البحر انفلت، كما يقول الصعايدة، ومن يحاول الوقوف فى وجه بحر التقدم العلمى سيجرفه الموج المتدافع، هؤلاء الذين غطوا التماثيل الرومانية بورق الجرائد حتى لا تلفت النظر لأجسادها التى لا تخفى شيئاً، والتى كانت موجودة من قبلهم وسوف تبقى من بعدهم، يفعلون ذلك على أساس أن التماثيل ما هى إلا أصنام،

وللعلم بسبب قصور هذه الرؤى هجرنا السائحون الذين كانوا يأتون إلينا من كل بقاع الأرض يضيفون إلى معارفهم معارف، بينما نحن نتآمر على الاثنين معاً، وأحب أن أقول إن الاتجاهات الدينية لن تستطيع أن تعيدنا للقرون الوسطى لبلد متحضر مثل مصر، كان من المفترض أن يكون فى طليعة الأمم، وها نحن نرى أن هؤلاء يسلكون مسلكاً لا يختلف كثيراً عن مسلك عرفناه فى النظام السابق من هيمنة وإعلاء لمن معهم مهما كان سطحيا ودفن المواهب الحقيقية فى عملية أقرب للمؤامرة.

■ إذن بشكل عام كيف ترى ازدهار الحركة الثقافية بعد الثورة..؟

- فى فترة ما قبل الثورة ظهرت بعض أشكال الكتابة الأدبية بشكل معيب، واعتقد الشباب أنهم عندما يقولون كلاماً مبتذلاً سيكون معناه أنهم يتحركون للأمام بشجاعة، بدعوى أنهم كانوا كالقطعان السائبة التى ردتهم الثورة إلى حظيرتها، وهم أكثر من كانوا موجودين فى الميدان، وتصدوا لغزوات البلطجية والعسكر.

وأرى أيضاً أنه لم يحدث أن ازدهر العمود الصحفى والمقال السياسى، كما حدث منذ الثورة، كما أصبح لدينا كٌتّاب أعمدة أنسونا جميع القدامى، وتحولت السياسة إلى لغة شعرية نابضة، وهذا أحد مكاسب الثورة، فالآن انجذب الكثيرون نحو الكتابة السياسية، وساعد الإنترنت على ذلك، بل وأعطاه شرعية، كما أن الصحافة المستقلة تعد إحدى «نعم» الفترة التى نعيشها، لكن الخوف يبقى الطريق الذى يسلكه مجلس الشورى تجاه إعادة هيكلة والصحف هى مؤامرة لضرب هذه النعمة.

■ هناك أسماء كثيرة طرحت لتحمل حقيبة الثقافة فى الحكومة الجديدة، فما رأيك فيها؟

- وزير الثقافة لابد أن يكون أفضل من المبدعين جميعاً، ثقافياً، وأن يكون يعرفنا ويعرف نبض الثقافة أين وصل، وهنا أرشح جمال الغيطانى أو وحيد عبدالمجيد، أو بهاء طاهر، لما لديهم من وعى ببقية أطراف الثقافة.

■ وما رأيك فى اختيار وزير شاب تماشياً مع روح الثورة؟

- شباب الثورة على رأسنا، لكن المثقفين لن يحكمهم شباب الثورة، والثقافة لا تنتظر أحداً من شباب الثورة أو عميد جامعة أو «ناس» ليس لها مكان، فالوزير يجب أن يكون ملماً بالتاريخ ولن يأتى إلينا وزير يعتبر الآثار من الأصنام، ولن نقبل بوزير من خلفية إسلامية ليحجب الآثار عنا.

■ كيف ترى الأسماء التى حصلت على جوائز الدولة هذا العام؟

- جوائز الدول هذا العام من أفضل الاختيارات وأبعث بتهنئتى لهم جميعا.

■ آخر قصيدة نشرتها كانت «ضحكة المساجين»، فهل لديك أى قصائد أخرى جديدة؟

- فى أول الثورة كتبت قصائد فيها ملاحم مثل «الميدان» «ولسه النظام ماسقطش» و«ضحكة المساجين» و«عيون الوطن» ومجموعة كبيرة، وكان لدىَّ حماس اتقد واشتعل وأعطى، لأن الشعر لا يعمل لدىَّ وإنما يأتينى من حيث لا أعرف، لكن هذا الشعر توقف فجأة وأعلنت حالة «الصمت الشعرى»، بعد معارك محمد محمود وماسبيرو ومجلس الوزراء، وبداية المساومات على السلطة، فارتد الشعر إلى وكره وعدت مواطناً عادياً.

■ هل نعتبر ما قلت حالة من الإحباط؟

- ليس إحباطاً، لكن الشعر بالتأكيد سيأتى عندما نكون أنا ومصر متفاهمين على الآخر.

■ ما تعليقك على المطالبات المتزايدة بتطهير «الداخلية» و«الإعلام»؟

- على «الداخلية» أن تعرف الآن أنها ليست ضد الإخوان، وعليها أن تعرف أن دورها حماية البشر، وليس مراقبتهم، وأن تعطينا الفرصة لأن نعاونها ونحبها، وأن نثق فيها، أما فى الإعلام فلا نملك إلا أن نتمنى أن يصاب القائمون عليه بلوثة الحقيقة التى أصابت الشعب المصرى، وعليهم أن يعلموا أن أوان الضحك على الناس قد ذهب إلى غير رجعة، وأن الشعب بعد 25 يناير لم يصبح كما كان.

■ كيف ترى تزايد المطالبات والاعتصامات الفئوية أمام قصر الرئيس؟

- مرسى خاطب الغلابة فى خطاباته الانتخابية والرسمية، فصدقوه، فذهبوا إليه، وأرى أن ما يحدث أمام القصر ليس مؤامرة كما يشيع البعض.

■ وما رأيك فى برنامج الرئيس لـ100 يوم؟

- الرئيس تسرع بإعلانه، فهو برنامج عاطفى، ونستطيع اعتباره «إفيه انتخابى»، فمصر تحتاج إلى رجل حكيم ومحب لوطنه وليس لـ«الجماعة»، وحب الوطن من الممكن أن يفصلنى عن الجماعة، التى أرى أنها تعوق مرسى، وإذا كان يريد أن يصنع تاريخاً حقيقياً فى مصر، فعليه أن تكون لدية رؤية ولا يستعير آراء أحد، وأن يكون لديه الفجر الثورى.

■ ماذا عن مستقبل مصر فى ظل حالة التشاؤم المسيطرة على البعض؟

- الشعب المصرى يقتله الحنين لأن يحقق أياً من أحلامه، لكن هذا سيكون صعباً لأنه لا توجد ضمانات لشىء، فالقوى الحارسة متفككة، والإخوان كل ما يهمهم نفسهم والتكويش على السلطة، والناس تشتاق لفجر جديد، وعلى الإخوان أن يسمحوا لهذا الفجر بالبزوغ.

■ بمناسبة رمضان والإبداع الرمضانى.. ما رأيك فى الفتوى التى تٌحرّم المسلسلات بأنواعها؟

- قرأت هذه الفتوى، وتحريم المسلسلات كلها على بعضها، سواء الاجتماعى أو الدينى، يعنى أنهم ضد التمثيل وخلاص، لأنه يقول إنه ضد التشخيص، أى تلبيس شخصية غير شخصيته، ومعنى ذلك أن نغلق المسارح ودور السينما وكل أدوات التثقيف والترويح عن الناس، لنخلق ذلك النموذج المتجهم، فى بلد اشتهر بفنونه، وحسده الغرباء على خفة دمه ولجأوا إلى لكنته كسلاح

■ أخيراً.. علمنا أنك ستقدم برنامجاً على إحدى الفضائيات فى رمضان، واخترت له اسم «آب نودى»، فما أهم القضايا التى ستتناولها؟

- سأتناول قضايا متعددة مثل علاقات المسيحيين بالمسلمين، والفتنة الطائفية، وكل القضايا المطروحة على الساحتين السياسية والثقافية، بجانب ذكرياتنا عن التاريخ وعبدالناصر وغيرها من القضايا الفكرية، وهذا سيكون من خلال حواديت قصيرة كل حدوتة تقدم فى مدة لا تزيد على 6 دقائق

 

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع

جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com