حاول عشرات الشباب من أهالي قرية دهشور، التابعة لمركز البدرشين بالجيزة، الاشتباك مجددًا مع قوت الأمن، فجر الخميس، فى محاولة لاقتحام كنيسة «مار جرجس» على خلفية مصرع الشاب معاذ محمد الذي الذي لفظ أنفاسه الأخيرة إثر المشاجرة التي نشبت بسبب خلاف بين «مكوجى» قبطى وشاب مسلم، والتي عرفت بـ«فتنة القميص»، وتمكنت قوات الأمن من إحباط المحاولة، ووقع تراشق بالطوب من قبل الشباب، وتدخل عدد من الأهالي ومنعوهم من اقتحام الكنيسة، والإعتداء على قوات الأمن.
ورصدت «المصري اليوم» التفاصيل الكاملة، والتي بدأت بظهور الأقفال الحديدية على أبواب المنازل المغلقة التى يمتلكها أقباط القرية، والتى يتراوح عددهم من 800 إلى ألف شخص.
ويروي «محمد» أحد سكان القرية تفاصيل حياتهم قبل حدوث هذه الفتنة: «احنا عايشين في القرية ولا يوجد أي مشاكل نشبت بيننا قبل ذلك، وهذه أول مرة تحدث هذه الاشتباكات، وتكون فتنة بتلك الصورة.. زمان الكنيسة كانت جمعية شرعية خاصة بالأقباط، يجتمعون فيها لتلقي العزاء، أو لإقامة حفل خطوبة، وكنا جميعا نذهب لنجلس معهم، وأقسم بالله العظيم أول ما بندخل عليهم كانوا بيشغلوا قرآن الكريم، وما حرق خلال الأيام الماضية، وتم تحطيمه من محلات تجارية، لا علاقة لأهل البلد به، وأن من فعلوا ذلك مجموعة من الصبية لم يتمالكوا، غضبهم وحاولوا الاعتداء على قوات الأمن، بعد أن صرخ أحدهم بصوت عال وسط الجنازة: (لازم ناخد حق الشهيد)»، مشيرًا إلى أن المسلمين الآن يحرسون منازل أشقاءهم الأقباط، لحين عودتهم لمنازلهم، مؤكدا أنه لم يطردهم أحد من القرية.
وتحدث «أبو مينا» أحد السكان، أثناء جلوسه أمام الكنيسة التي تقع في شارع لا تتعدى مساحته 3 أمتار، وتحيط بها عدد من منازل الأقباط والمسلمين: «والمسيح اللي حصل ده مجرد مشاجرة بين شابين، وتصادف أنهم مسلم ومسيحي».
أضاف: «أنا أصحابي كلهم مسلمين، وولادي تربوا بينهم، فرحي كان من 17 عامًا، اللي جهزوا الفرح ورقصوا فيه أصحابي المسلمين، وبالنسبة لترك الأقباط منازلهم واغلاق الأبواب بالأقفال الحديدية، فهذا رد فعل من الخوف الذي شعر به الأقباط، وخوفا من تعريض حياة أولادهم للخطر بعد التهديدات التي حدثت، وحالة الغضب التى أصيب بها أهالى القرية».
وأشار «أبو مينا» إلى أن الأقباط يلتمسون الأعذار للأهالي، لأن فقدان الابن شيء صعب، وقال: «بس ياريت ما ياخدوش العاطل بالباطل، وإن شاء الله هنرجع بيوتنا بعد النفوس ما تهدى بين الطرفين، ومنازلنا سوف يحميها جيراننا المسلمين، واحنا عايشين ضيوف عند قرايبنا في القرى المجاورة لحين انتهاء الأزمة».
وفي شوارع القرية، سادت حالة من الهدوء والصمت، فيما انتشرت قوات الأمن بين الأهالي، وظل الجميع يتبادل الحديث عن الاشتباكات التي وقعت خلال الأيام الماضية، بينهم من يتحدث بغضب، واخر يذكر أصدقائه وجيرانه الأقباط بالخير والحسنى، فيما يقول اخرون: «من المفترض ألا يتركوا منازلهم، ونحن لم نطرد أحد من بيته وأرضه».
وقال مصدر أمني: «إن أجهزة الأمن بالتنسيق مع الأهالي تحاول السيطرة على الأحداث التي وقعت مؤخرا، وفض الخلاف بين المسلمين والأقباط، على أن يتم وضع خطة أمنية للتعامل في القرية لمدة تقارب الشهرين، حتى لا تتجدد الاشتباكات مرة أخرى»، وأضاف أن التحريات الأولية أكدت أن الخسائر عبارة عن تحطيم 4 محلات تجارية، وأن بعض الصبية حاولوا اقتحام الكنيسة إلا أنه تم احباط جميع محاولاتهم.
وأثبتت معاينة فريق النيابة الذى ضم مصطفي ياسين وأحمد عليوة ومحمد هاني وكلاء أول نيابة البدرشين أن الجناة الذين حطموا المحلات وحاولوا اقتحام المنازل والكنيسة عددهم 200 شخص ولا تتجاوز أعمارهم الثلاثين عامًا، واستمعت النيابة إلى أقوال متهم رابع داخل مستشفى قصر العيني، وتبين أنه يوسف شقيق المكوجي القبطي، الذي تسبب في المشاجرة منذ البداية، ووجهت له تهمة القتل العمد، كما استمعت له كمجني عليه، واتهم في التحقيقات عدد من الأشخاص.
وقال مصدر قضائي إن النيابة العامة اكتفت بطلب تحريات المباحث حول الواقعة، ولم تأمر بضبط وإحضار أحد فى أحداث الاشتباكات التي وقعت بين قوات الأمن والمسلمين أثناء تشييع جنازة الشاب الضحية «معاذ»، لعدم وجود أي بلاغات من رجال الشرطة باتهام أحد بعينه أو التقدم بشكوى.
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com