بقلم شريف منصور
ببكاء مرير وصفت لي ابنتي مدي حزنها العميق علي أطفال الشوارع في مصر. قالت لي كيف يا أبي لا يتحرك إلي ألان الشعب المصري ليواجه مشكلة أطفال الشوارع.
أطفال الشوارع وصمة عار في جبين المصريين جميعا، فأنني ارفض أن يقال عن الشعب المصري أنه أكثر الشعوب تدينا سواء مسلمين أو مسيحيين. لا اعرف كيف يكون هناك شعب متدين وينتج عنه كل هؤلاء الأطفال بدون أب أو أم أو بلا عائل. كيف يكون الشعب متدينا ومتدنيا إلي درجة الحيوانات التي تكثر بلا حساب ولا بلا واعز و تلقي بكل هؤلاء البشر في الشوارع. كيف يستطيع ان ينام المسئولين في مصر وأبناء مصر و مستقبلها في الشوارع حفاة عراه يتضورون جوع. يأكل الأطفال من صفائح القمامة أو من القمامة الملقاة علي الأرض.
لماذا لا تتبني كل أسره قادرة أو متوسطة الحال طفل من هؤلاء الأطفال. لم أستطيع أن أقول لها أن الدين الإسلامي يمنع ويجرم التبني حتى لا تتصور أنني القي بالتهمة علي الدين الإسلامي. فوجدتها تقول لي يا أبي لا يمكن أن يستطيع إنسان متدين القول بأنه متأثر مما يري و يتمتم بكلمات من كتابه طالبا الرحمة لهؤلاء و كأنه لا يتحمل مسئوليتهم. هذا هو الكفر بعينه.
وبدوري أنني اتحدي كل السياسيين و الأحزاب بل اتحدي الأخوان المسلمين تحدي علني ومعهم السلفيين و الليبراليين و الشيوعيين. أن يوحدوا جهودهم للقضاء علي هذه الظاهرة المشينة في اقل من سنة من اليوم . بل أتحدي الرئيس محمد مرسي تحدي شخصي مخاطبا قلبه كرئيس لمصر أن لا يهدا ولا ينام إلا عندما يجد حل عاجل لمشكلة أبناء الشوارع. لو نجح الرئيس محمد مرسي في حل هذه المحنة الإنسانية حل إنساني حقيقي وليس حل حكومي مظهري كما عهدنا في الحكومات السابقة، عندما ينجح الرئيس محمد مرسي أن يحل هذه المشكلة من جذورها و يقضي علي جوع وعري هؤلاء الأطفال بطريقة إنسانية أي لا يضعوهم في سجون للأطفال أو يقتلوهم أو يطردوهم من الطرقات ويرسلوهم إلي أماكن لا يراهم فيها احد ، أنني أعلن سأكون أول من يؤيد الرئيس محمد مرسي بكل ما املك بل سأكون شاهدا علي أن هذا الرجل فعلا رجل صالح يتقي الله بالعمل وليس بالمظاهر . علي الرئيس محمد مرسي أن يجند طاقة كل الوزارات في مصر وكل مصادرها لحل هذه المصيبة التي ابتليت بها مصر و التي لا ترضي الله من شعب يؤمن بالله.
أعاهدك يا ريس أمام الله و الشعب المصري أن أقدم لك كل ما أستطيع من جهد عالمي علي مستوي الشعوب الأمريكية و الكندية لمساعدتكم للخروج بمصر من هذه المصيبة. و أن تكون هذه المشكلة هي شغلي الشاغل طالما تتعهد بأن تكون القائد و الراعي مسئولا أمام الله أولا لها فلتكن هذه أول ما نقدمه لله وللوطن معا دليلا علي بداية عصر جديد للعمل بقلب واحد من أجل مصر ومن أجل شعب مصر ومن أجل أن نكسب بالعمل سمعتنا أمام العالم ونكون شعبنا فعلا يخاف الله بالفعل وليس بالكلام. و الله علي ما أقول شاهد.
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون
© 2004 - 2011
www.copts-united.com