قال رفاعي أحمد طه، الرئيس السابق لمجلس شورى الجماعة الإسلامية: إنه يعترف بأن التيار الإسلامي، كان له أخطاء كثيرة فى الماضى، وأنه حان الوقت لتجاوز تلك الأخطاء.
مشيرًا إلى أن انصلاح حال التيار الإسلامى من شأنه صلاح حال الناس . وأن هناك مسافة طويلة تفصل بين التيار الإسلامى والدولة الإسلامية التى لن تتحقق إلا بتكاتف التيار الإسلامى وأبناء الوطن .
وطالب بإعطاء الشعب المصري مقداره وقدرة ومكانته الحقيقية. واصفًا أياه بأنه شعب طيب صبور ومعطاء.
وشدد على أن يكون الشعب المصرى سلبيًا وأكد أنه شعب قادر على توجيه الضربات تلو الضربات لأعدائه وأعداء الوطن . وأنه شعب يملك امكانيات هائلة. وطالب جموع المصريين بمساندة التيار الإسلامي وان يتغلبوا سويًا على أعداء الوطن ممكن يحاولون الوقيعة بينهم.
وأتهم " رفاعى أحمد طه " خلال أول ظهور علني له بمسقط رأسه فى نجع دنقل بمدينة أرمنت جنوب الأقصر– والذى غاب عنه قرابة 3 عقود – ووصله الجمعة. اتهم وسائل الإعلام بالعمل على لتشويه صورة التيار الإسلامى بالبلاد والسعى للنيل من رموزه .
وقال إن الشعب المصرى يؤازر التيار الإسلامى ويدعمه لكن النظام البائد حاول اثبات عكس ذلك . لكن الشعب المصرى كان وسيظل مع الحركة الإسلامية ولم ولن يكون معزولا عنها .
واشار إلى أنه كان يحظى وأشقاؤه فى الجماعة الإسلامية وفى أقسى عهود الظلم والظلام بداعمين من أبناء مدينته أرمنت غير منتمين للتيار الإسلامى ، وكان هؤلاء يحملون أرواحهم على أكفهم دفاعًا عنه أمثال الشيوخ " كريم حسن وعبود والشيخ أحمد " حيث كانوا يسيرون مرة خلفه ومرة أمامه كساتر يحميه من أكمنة رجال شرطة مبارك .
ولم يستبعد الرئيس السابق لمجلس شورى الجماعة الإسلامية القيام بدور سياسى فى المرحلة المقبلة . وأنه يرحب بالعمل فى أى موقع يختاره له قيادات الجماعة التى هو أحد ابنائها ويخدمها خدمة لدين الله عز وجل . وأنه ليس بالضرورة أن يكون دورًا سياسيًا ، لكن هذا الدور السياسى غير مستبعد أيضًا .
كما ركز الشيخ رفاعى أحمد طه فى حديثه على دور قيادة الدولة فى المرحلة المقبلة مشيرًا الى أنه يتصور أن مصر بعد الثورة وبعد وصول اول رئيس منتخب من الشعب المصرى انتخابا حقيقيا بعيدا عن التزوير . اتصور أن سيكون له نفع عظيم على الشعب المصرى .
وقال انه يناشد القوى التي تحول تعويق التقدم فى مصر بعد الثورة اناشدهم تحرى الصدق والامانة فى مواقفهم . وقال أن المطلوب من الرئيس " مرسى " الكثير وبالطبع نامل أن يعطينا أكثر وأكثر ولكنى أرى أنه فى هذه المرحلة وقبل أن نحاصر الرئيس بمطالبنا فعلينا أن نقف معه ونعينه على المهام الصعبة الملقاة على عاتقه وان تكون معارضتنا له من قبيل قول الله الدين النصيحة . أى تكون معارضتنا معارضة ناصحة كاشفه للعوار مصلحة له غير متلقطه للأخطاء مسلطة للاضواء عليها .
وناشد الرئيس السابق لمجلس شورى الجماعة الاسلامية الرئيس " مرسى " بالتدخل والسعى لإطلاق سراح الدكتور عمر عبد الرحمن من سجون الولايات المتحدة الأمريكية واعادته لوطنه عزيزا مكرما حيث انه يعتبر مفجرًا رئيسيًا لثورة 25 يناير بحسب أن الثورات عمل تراكمى بالنسبة للشعوب لا تنفصل فيه فترة زمنية عن اخرى ومن هنا فان الشيخ عبد الرحمن اول من كشف فساد النظام السابق بل اول من اشار بوضوح الى تهريب حسنى مبارك واسرته لعشرات الملايين من الدولارات لخارج ارض مصر فلم يسبق احد الشيخ فى الكشف عن ذلك فى ظل عنفوان مبارك لذلك فمن حقه على الثوار الذين صنعوا ثورة مصر سواء ممن ينتمون للتيارات الإسلامية أو غيرها أن ينصروا الرجل ويحفظوا له حقه فى هذه الثورة .
كما انه من الضرورى أن يقوم الرئيس " مرسى " ببذل جهده من أجل الافراج عن اخواننا المغيبين خلف الاسوار الاثيوبية وهم عبد الكريم النادى ابن نجع دنقل واثنين أخرين ممن القى القبض عليهم علىهم على خلفية محاولة اغتيال الرئيس المخلوع " مبارك " بالعاصمة الأثيوبية أديس أبابا وقد وردت انباء لنا انهم مازالوا على قيد الحياة فى سجون اثيوبيا ونامل فى أن تفرج السلطات الاثيوبية عنهم وأن تعيدهم الى بلادهم .
وكانت الجماعة الإسلامية فى محافظات صعيد مصر قد واصلت احتفالها باخلاء سبيل الشيخ رفاعى أحمد طه القيادى فى الجماعة ، والذى عاد الى مسقط رأسه بمدينة أرمنت الجمعة . حيث شهد نجع دنقل مسيرات وتكبيرات واناشيد وخطب دينية وكثير من الفعاليات التى أقيمت للترحيب بالرئيس السابق لمجلس شورى الجماعة الإسلامية .
وكان رفاعي طه خرج من الأقصر في عام 1987 بعد هروبه من المراقبة التي كانت مفروضة علية بعد قضاء خمس سنوات في السجن نتيجة الحكم عليه في قضية 1981 المعروفة إعلاميا بقضية اغتيال الرئيس الأسبق السادات. وبعد أن قضى شهور هاربا ومتنقلا داخل الجمهورية تمكن من الهرب إلى أفغانستان عام 1987 تولى فيها قيادة معسكر الخلافة التابع للجماعة الإسلامية والذي كان مخصصًا لاستقبال أبناء الجماعة الإسلامية الراغبين في القتال في أفغانستان وأثناء تنقله بين أفغانستان والسودان إبان تؤتر العلاقة بين النظام السابق وحكومة البشير في أواخر القرن الماضي, تمكنت المخابرات المصرية عن طريق الإنتربول الدولي بالقبض على رفاعي طه في مطار دمشق عند وصوله إليه ترانزيت في رحلة بين السودان وأفغانستان، وتم ترحيله إلى القاهرة في العام 2001، حيث ظل سجينا إلى أن أطلق سراحه بحكم قضائي الأربعاء الماضي.
ويعد رفاعى طه من القادة التاريخيين الذين أسسوا الجماعة الإسلامية في جامعة أسيوط في أواخر السبعينات من القرن الماضي.
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com