ÇáÃÞÈÇØ ãÊÍÏæä
طباعة الصفحة

"فكرى" يرد على "خراجة" الطعن في أي كتاب مقدس من شأنه أن يفتح باب الطعن في أي كتاب آخر

عماد توماس | 2012-09-12 21:20:17
 كتب: عماد توماس
حصل "الأقباط متحدون"، على نسخة من الرد الذى ارسله القس "رفعت فكرى"، راعي الكنيسة الإنجيلية بأرض شريف بشبرا، ردا على المقال المسئ للمسيحية الذى كتبه "محمد خراجة"، المنتمى لجماعة الاخوان المسلمين و رئيس تحرير "الاهرام المسائى" ، تحت عنوان "رؤية المدنية وتخاريف الدولة الدينية " واتهم فيه المسيحية بالتحريف.
وقال "فكرى"، فى رده إن الطعن في أي كناب مقدس من شأنه أن يفتح باب الطعن في أي كتاب آخر ولا سيما وأن الزعم بتحريف الكتاب المقدس من شأنه أن ينسب الضعف لله جل وعلا وعدم قدرته على حفظ كلمته من التحريف والتبديل, وهذا مالا يجوز لأي أحد بأي حال من الأحوال أن ينسبه لجلاله الأقدس .
 
وقدم "فكرى بعض التعليقات على هذا المقال كالتالى :
أولا : الدولة الدينية ليست هي التي ظهرت فقط في العصور الوسطى في أوربا لسيطرة الكنيسة, فمن حولنا توجد دول تعرضت للخراب والدمار والتقسيم بسبب الإصرار على فرض شريعة دينية, ولعل الصومال والسودان وأفغانستان وإيران أمثلة واضحة لكل ذي عين بصيرة. فالحكم الديني في أوروبا أوغيرها من الدول التي تستند في حكمها لمرجعيات دينية، لن تجد إلا سيادة القهر باسم الله وباسم الدين، وحيث الحكم الديني تسود العنصرية والاستعلاء علي الآخر الديني المغاير، وينتشر التمييز علي أساس اللون والدين والجنس، ويزداد كبت الحريات وقصف الأقلام ومصادرة الكتب وقتل الإبداع وفي ظل الحكم الديني كثيرًا ما يحدث تقسيم للدولة الواحدة إلي عدة دول لأن الاندماج الوطني لا يمكن ان يحدث في ظل أي حكم ديني.
 
ثانيا : ذكر الأستاذ خراجة في مقاله ما نصه " إن العلمانية التي ينادون بها‏;‏ بمعني فصل الدين عن الدولة‏,‏ إنما أدت إلي تقدم حضاري مادي ملموس في الدول التي طبقتها‏,‏ بينما أدت الي انهيار أخلاقي رهيب" وكلام الأستاذ خراجة عن العلمانية يؤكد ان دعاة الدولة الدينية في عالمنا العربي يحاولون قدر استطاعتهم تشويه لفظ «العلمانية» وترسيخه في أذهان العامة والبسطاء علي اعتبار أنه مرادف للكفر والإلحاد والعياذ بالله، وأسلوب تشويه مصطلحات الحداثة هو أسلوب معروف ومألوف لدي الأصوليين فقديما قيل لأتباع أحمد لطفي السيد الذي كان يروج للديمقراطية في حملته الانتخابية، ان الديمقراطية تعني تبادل الزوجات!! وذلك بقصد تشويهه وعدم فوزه في الانتخابات، وها هو التاريخ يعيد نفسه بتشويه مصطلح العلمانية، والسبب في هذا الموقف المعادي للعلمانية هو أنها ستسحب البساط من تحت أقدام المستفيدين من دعوة الدولة الدينية والمنظرين لها، فالعلمانية تدعو لحوار الأفكار علي مائدة العقل وتعريتها من رداء القداسة الذي يغطيها به هؤلاء الدعاة للوصول إلي أهدافهم، فدعاة الدولة الدينية يتحدثون عن حكم الله بينما العلمانية تتضمن الحديث عن الديمقراطية والدستور لتنظيم العلاقات بين البشر.
 
 ويضيف القس "رفعت فكرى": أما بشأن قول الأستاذ خراجة بأن العلمانية أدت الي انهيار أخلاقي رهيب, فلست أدري مالعلاقة بين العلمانية والانهيار الأخلاقي الرهيب؟  فلا توجد علاقة مطلقا بين فصل الدين عن نظام الحكم وبين فساد البشر، فالعلمانية ليست هي السبب في فساد بعض البشر، لكن الفساد موجود لأن نفس الإنسان كثيرا ما تأمره بالسوء، والموضوعية تدعونا لأن نقول ان الفساد الإنساني غير مرتبط بشرق أو بغرب، فالفساد موجود في كل مكان، وعالمنا العربي علي الرغم من تدينه وتعبده وحرصه الشديد علي تطبيق الشرائع وإقامة كل الشعائر الدينية، إلا أن الفساد يستشري في جسده من هامة الرأس لأخمص القدم، وتقارير منظمات الشفافية العالمية هي خير دليل علي ذلك! إن لدينا في عالمنا العربي زيادة في عدد المصلين ولكن هذا لا ينعكس علي أخلاقنا وضمائرنا ومعاملاتنا وإخلاصنا في العمل والإنتاج، بعكس غالبية المواطنين في الدول العلمانية الذين يتمتعون بالإخلاص واحترام الوقت والحرص علي كرامة الإنسان بغض النظر عن جنسه ولونه ودينه, إننا بارعون في ممارسة التعبد والطقوس، ولكننا مع الأسف لدينا الكثير من الثقوب في الضمير الجمعي والشخصي. 
 
ثالثاً: أتهم الأستاذ خراجة المسيحية بأنها محرفة فقال مانصه "الدولة الدينية التي يزعمونها, إنما ظهرت في العصور الوسطي في أوروبا لسيطرة الكنيسة وطغي رجالها بدينها المحرف" وتناسى سيادته أن الكتاب المقدس كتاب سماوي موحي به من الله سبحانه وتعالي‏,‏ وقد شهد القرآن الكريم لصحة ما جاء به وسأذكر بعض الآيات القرآنية علي سبيل المثل وليس الحصر‏:‏سورة آل عمران‏(3‏ و‏4):‏ وأنزل التوراة والإنجيل من قبل هدي للناس‏.‏
سورة المائدة‏(43‏ و‏44):‏ وكيف يحكمونك وعندهم التوراة فيها حكم الله‏..‏ إنا نزلنا التوراة فيها هدي ونور‏.‏سورة العنكبوت‏(46):‏ ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن إلا الذين ظلموا منهم‏,‏ وقولوا آمنا بالذي أنزل إلينا وأنزل إليكم وإلهنا وإلهكم واحد‏.‏والإشارة في هذه الآية إلي القرآن الكريم‏:‏ الذي أنزل إلينا‏,‏ وإلي الكتاب المقدس التوراة والإنجيل الذي أنزل إليكم‏.‏سورة النساء‏(136):‏ ياأيها الذين آمنوا‏,‏ آمنوا بالله ورسوله والكتاب الذي نزل علي رسوله والكتاب الذي أنزل من قبل‏,‏ ومن يكفر بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر فقد ضل ضلالا بعيدا‏.‏فإذا كان القرآن الكريم شهد لصحة الكتاب المقدس وأنه موحي به من عند الله فكيف نقول إن المسيحية محرفة؟ 
 

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع

جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com