خرجت المستشارة نهى الزينى،الكاتبة والمفكرة، عن صمتها الذى امتد لعدة شهور، وقالت فى حوار خاص لـ«المصرى اليوم» إن مصر مازالت تعيش فترة انتقالية كبيرة، وسوف تستمر طويلاً، لأنها فترة تحول ديمقراطى، مشيرة إلى أن الدستور الجديد سوف يكون معبراً عن المرحلة الانتقالية، وليس عن إرادة الأمة.
وأضافت أن الدكتور محمد مرسى، رئيس الجمهورية، جزء من مؤسسة الإخوان، وهى التى تحكم، وأن الجماعة لديها شعور فوقى واستعلائى، حتى على التيارات الإسلامية الأخرى، وطالبت الزينى، بتطهير القضاء على جميع المستويات، مؤكدة أن فساد نظام الحكم لأكثر من 30 سنة، أضر بكل المؤسسات بما فيها القضاء، وأعلنت رفضها للإشراف القضائى على الانتخابات، مطالبة برقابة الشعب الواعى عليها، وإلى نص الحوار:
■ كيف ترين المشهد السياسى الحالى فى مصر بعد انتخاب رئيس الجمهورية؟
- فى اعتقادى أننا مازلنا نعيش فى مرحلة انتقالية كبيرة جداً، وستستمر طويلاً ولعدة سنوات، ومن الممكن أن تظل خلال فترة حكم الدكتور مرسى ويمكن أن تستمر بعدها، لأنها فترة تحول ديمقراطى حقيقى، والشعب المصرى تغير كثيراً، وأصبحت هناك شخصية أخرى للمصريين، أرى أنها الشخصية الأصلية التى تم تغطيتها مع طول فترة الحكم الاستبدادى، وهذا ما يفسر ظهور البلطجة والقسوة بشكل لافت والتى لم تكن موجودة فى الشخصية المصرية، وهذه الأمور ستختفى بعد انتهاء المرحلة الانتقالية، ويمكن أن نسمى ما يحدث الآن بأنه انتقام من المصريين للمرحلة الاستبدادية التى أذلتهم.
■ ما دور الدولة فى معالجة هذه الأمور؟
- بالطبع لابد من وجود دور للدولة، لكن هذا الدور سيكون صعباً، لأن هناك عاملاً آخر يتمثل فى تحدى الكثير من الفئات المصرية لحكم الإخوان، فمرسى ليس فرداً وإنما جزء من مؤسسة الإخوان التى تحكم وأى شخص يتصور غير هذا لا يرى المشهد جيداً، فهناك بعض الأشياء لم نكن نعرف أنها تحدث فى مصر، فهل كان أحد يعلم أن هناك مهرجاناً للرقص الشرقى يتم فى مصر كل عام؟ فأنا لم أكن أعلم بهذا، والسؤال أيضاً ما الذى جعل هذا وللمرة الأولى يخرج ويتم الحديث عنه؟ أقول إن هناك تحدياً للإخوان، وما إذا كانوا سيقبلون هذا أم لا، بالإضافة أيضاً إلى تحدى الفنانين للرئيس مرسى فى حين أنه كان أغلبهم محيطين بمبارك ولم يكونوا يتحدونه، لكنهم اليوم يتحدون الإخوان كنوع من اختبارهم.
■ وكيف تنظرين للإضرابات الفئوية الآن؟
- لا أنظر لها على أن الطرف الثالث هو الذى يحركها كما يرى البعض، وإنما هناك جزء من طرف ثالث أو مؤامراتى لإسقاط حكم الإخوان، وهذه الإضرابات لا يوجد لها هدف واضح، والجزء الآخر هو التحدى، من باب «أنا عاوز أعرف قوتك إيه»، وبقدر ما سينجح النظام الجديد فى فرض قوته وليس استبداده بقدر ما سيحصل على ثقة المجتمع، فالشعب لابد أن يشعر بوجود دولة مركزية كما كانت شخصيته دائماً منذ أيام مينا موحد القطرين، وبالتالى سيكون هناك امتحانات متكررة للنظام الجديد فترة ربما تستمر لسنوات، للتأكد من قدرته على أنه القوة المركزية التى تستطيع أن تمسك بزمام المبادرة، فمثلاً الفتنة بين المسلمين والمسيحيين لا تحدث إلا عندما تكون الدولة ضعيفة.
■ لكن الفتنة لا تحدث فى وقت ضعف الدولة فقط؟
- بالطبع، ولكننى أتحدث فى الأمور الطبيعية، الفتنة تحدث أيضاً عندما يكون هناك مؤامرة لإحداث الفتنة بشكل سياسى، مثلما حدث فى نجع حمادى، والقديسين، ومثلما كان يقوم به النظام البائد، وما أريد قوله إنه إذا كان النظام الحاكم ضعيفاً تحدث الفتن، وتختفى عندما يكون قوياً لأن الجميع سيشعر بالأمان وبالتالى تعود الجزئيات إلى مركزها، لو تحدثنا بعلم الذرة.
■ هل توقعت أن يخرج المجلس العسكرى بهذه الصورة؟
- لم يكن أحد يتوقع هذا وكانت مفاجأة مفرحة، والبعض توقع أن يحدث ذلك لكن بعد سنوات من الصراع، وما حدث كان قراراً حكيماً وسريعاً أكسب الرئيس شعبية وقوة فى الشارع المصرى.
■ هل تعتقدين أن المفاجأة أفقدت العسكرى توازنه وبالتالى لم يكن له رد فعل؟
- هذا وارد وأعتقد أن هناك أشياء كانت مرتبة بين الرئاسة وعناصر أخرى فى الجيش.
■ تحدثت عن أن الإخوان من يحكمون الآن ولكن فى رأيك ما هو المحظور على الجماعة القيام به؟
- الإخوان طول عمرهم لديهم شعور فوقى واستعلائى، حتى على التيارات الإسلامية الأخرى، من باب أنا الكبير وأنا الأصل، فالجماعة تنظر للتيارات الإسلامية الأخرى مثل «نظرية داروين للنشوء والارتقاء» بالنسبة لنظرته للآخر، حيث يعتبرون العنصر الإسلامى تحديداً عندما يرتقى ثم يرتقى يصبح إخوانياً، مثلاً السلفى عندما يتطور سوف يصبح إخوانياً، وكذلك عضو الجماعة الإسلامية، مثل الإنسان الأول أو القرد الذى سوف يتطور ثم يتطور حتى يصبح إنساناً كاملاً وهو الإخوان فى نظرهم، فهذه النظرة هى التى صنعت الاستعلاء لذلك أرى أن التكويش غير موجود عند الإخوان، وإنما الموجود هو النظرة الاستعلائية، والدليل على ذلك أنهم عندما يختارون من الأطياف الأخرى لشغل مواقع، فإنهم يختارون مثلاً من السلفيين، شخصيات يرون أنها قابلة للتطور لكى تصبح إخوانية، وهذه الشخصيات التى كنت أقول عنها فى الماضى هؤلاء إذا أرادوا دخول البرلمان سيكونون إخواناً بعد فترة.
■ وخارج التيارات الإسلامية كيف يختارون؟
- الإخوان لهم مقاييس معينة، من بينها الكفاءة ولكن ليست وحدها، لأنه يمكن إهدارها تماماً إذا كانت ستعرقل مشروع والفئات التى يختارون منها الأهل والعشيرة رقم واحد، ثم يختارون من الفئات التى سوف تتطور وفقاً للنظرية السابق ذكرها، وتصبح أقرب للنموذج الإخوانى، والفئة الأخرى الشخصيات القادمة من المنطقة الرمادية وهى شخصيات محترمة ولكن ليس لها موقف محدد ولا تدخل فى صراعات، والفئة الأخيرة من الشخصيات المستعدة للتلون مع الحاكم أيما كان وهم شخصيات لا تحوز الاحترام ولكنها «تنفع فى هذا المكان».
■ وهل ترين أن حكم الإخوان سيكون الأفضل لمصر فى الفترة المقبلة؟
- أفضل من إيه!!
■ أفضل من تيارات أخرى ليبرالية مثلاً أو ناصرية أو أى من التيارات الأخرى؟
- أرى أن الإخوان يمثلون الفكر الليبرالى فمشروعهم الليبرالى أكثر وضوحاً من مشروعهم الإسلامى.
■ تعهد الرئيس بإنهاء عدد من الأزمات خلال الـ100 يوم الأولى من حكمه، كيف تقيمين ما قام به وهل نفذ وعوده؟
- أنا وغيرى لا نرى شيئاً، فلا يوجد تقريباً أى شىء على الأرض.
■ وهل يمكن أن يؤثر هذا سلباً على ثقة الشعب فى مرسى؟
- طبعاً.
■ وما الواجب عليه حتى يستعيد الثقة مرة أخرى؟
- إنهاء حكم العسكر، أعطى مرسى شعبية كبيرة جداً، وكذلك خطابه الخارجى، لكن يظل الملف الداخلى لم يحدث فيه تقدم يذكر، إلا مجرد تزيين إعلامى فقط.
■ وكيف رأيت أول قراراته الخاصة بعودة البرلمان، رغم صدور حكم ببطلانه من المحكمة الدستورية؟
- ما فعله مرسى لم يكن التفافاً على حكم القضاء، فحكم الدستورية العليا كان متجاوزاً لاختصاصات المحكمة لأن اختصاصها هو الحكم بدستورية القانون أو عدم دستوريته، وليس من اختصاصها حل البرلمان، ولكن رغم خطأ الدستورية ورغم أن الحكم كان يجب احترامه لأن المحكمة الدستورية لا يمكن الطعن على أحكامها حتى ولو كانت خاطئة كما أن قرار مرسى لم يكن التفافاً على الحكم، ولكن كان إسقاطاً لقرار المجلس الأعلى للقوات المسلحة بحل المجلس، والقرار كان ضد قرار العسكرى وليس الحكم.
■ لكن البعض يرى أن الحكم كان صداماً بين مرسى والمحكمة الدستورية؟
- لا.. لأن الدستورية العليا أو حتى أى محكمة تصدر حكماً لا دخل لها بتنفيذه وقد وجهت نصيحة لمرسى عبر الإعلام بعدم عودة البرلمان لأنه لا يجوز عودته ألا بحكم من المحكمة الإدارية العليا، وأنا متأكدة أن الأخيرة لن تمس حكم الدستورية العليا.
■ وما الموقف لو الإدارية العليا كانت أصدرت حكماً بعودة البرلمان؟
- لا يمكن أن يحدث هذا.
■ ولو افترضنا صدور هذا الحكم ما الموقف؟
- يعود البرلمان.
■ وكيف تلغى محكمة حكماً صدر من أعلى محكمة موجودة فى مصر؟
- المحكمة الدستورية العليا هى محكمة عليا من بين 3 محاكم أخرى، وهى «الدستورية العليا، والنقض والإدارية العليا»، وكل منها هيئة قضائية مستقلة، وكلها على قدم المساواة، وكل منها لها اختصاص، فالدستورية العليا اختصاصها أنها محكمة قانون وليست موضوع، أما المحكمة الإدارية العليا فهى محكمة موضوع.
■ هل ترين أن الصراع على السلطة مازال موجوداً؟
- نعم وسيظل هناك صراع على السلطة، وهذه هى الديمقراطية.
■ هل يمكن أن يحدث انقلاب عسكرى؟
- لا.. زمن الانقلابات العسكرية انتهى، وهى انقلابات لابد أن يدعمها الخارج، والخارج لن يدعم انقلابات عسكرية فى مصر.
■ ما القرار الذى تتمنين أن يتخذه مرسى ولم يتخذه حتى الآن؟
- قراران كنت أتمنى أن يتخذهما مرسى، الأول هو إنهاء الحكم العسكرى، والثانى يتعلق بالتواجد العسكرى فى سيناء، وإعادة النظر فى اتفاقية كامب ديفيد.
■ كيف نظرت لزيارات مرسى للصين، وأوروبا قبل سفره لأمريكا؟
- لم أنظر لها كما صورها الإعلام الإخوانى، يجب أن نرى أشياء على الأرض، ومرسى فى سفرياته الخارجية مشرف، ولا يوجد أكثر من هذا.
■ ما رأيك فى اختيار قنديل رئيساً للوزراء؟
- غير مفهوم، فلا أحد يعلم من هو الدكتور هشام قنديل، ولم نر أداء متميزاً حتى الآن، وأداؤه لا يزيد عن أداء الدكتور عصام شرف، فقنديل شخصية غير معروفة، وأنا لا أرفضه ولا أقبله، وما نراه أن الأزمات تتفاقم.
■ هل الدولة تتعرض بالفعل لأخونة مؤسساتها؟
- أى نظام حكم من الطبيعى أن يأتى برموزه، ويحاول أن يضعها فى مفاصل الدولة، لأن له أيديولوجية معينة وسوف يحاول أن يجعل المسؤولين فى وزاراته من نفس الأيديولوجية، لأن أى مشروع لكى ينجح لابد أن يكون المسؤولين عنه، موالين لهذا النظام، وبالتالى أخونة الدولة تعبير أرفضه ليس لأنه غير صحيح، ولكن لأنه غامض.
■ هناك دعاوى قضائية لحل الجمعية التأسيسية ما رأيك؟
- هى دعاوى مشروعة وأرى أن هناك سلبيات فى تشكيل الجمعية، ولكننى لا أعتقد حلها وهى تؤدى عملاً جيداً.
■ هناك صراع الآن بين التيارات الدينية والمدنية، داخل التأسيسية كيف ترين هذا الصراع؟
- أرفض مبدئياً تقسيم القوى السياسية، إلى دينية ومدنية، لأن العمل الحزبى هو عمل مدنى، وأرى أن ما يحدث هو صراع طبيعى، لأن هناك اختلافات فى وجهات النظر، ولا أعتقد أن هذا يؤثر فى وضع الدستور، لأن التصويت فى النهاية للأغلبية.
■ التصويت فى التأسيسية يكون بنسبة 67٪ ثم تنخفض إلى 57٪ هل ترينها عادلة؟!
- بالطبع هى نسب غير مقبولة، والنهاية ستكون للاستفتاء، ولكن سيتم تسييسه، وأنا ضد الاستفتاء بشكل عام فى مصر، لأنه سيكون مثل استفتاء مارس سياسياً أكثر منه دستورياً.
■ إذا كنتِ ضد الاستفتاءات فى مصر فكيف يمكن إذن إقرار الدستور؟
- كان يمكن أن يتم إقراره بجمعية تم انتخابها من الشعب، ثم تقوم هى بوضع الدستور ويتم إقراره، أما الاستفتاء سيكون غير منصف، لأن مصر بها نسبة أمية مرتفعة، وأنا أعتقد أن التوافق سيكون هو الغالب فى التأسيسية.
■ هل ترين أن الدستور القادم سيستمر طويلاً؟
- الدستور القادم يكون خطوة، ولن يكون المعبر عن إرادة الأمة، ولكنه سوف يعبر عن المرحلة الانتقالية.
■ هل سيتم وضع دستور آخر؟
- نعم.
■ متى؟
- بعد استقرار نظام الحكم، بعد عدة سنوات، فهذا الدستور انتقالى حتى تعود الشخصية المصرية لتظهر بكامل صورتها.
■ وكيف استقبلتى تصريح «الكتاتنى» بعودة البرلمان بحكم قضائى؟
- لم يكن موفقاً.
■ ما رأيك فى إخلاء ميدان التحرير بالقوة؟
- طالما أنه لا يوجد ضحايا فلابد أن تقوم الدولة بدورها.
■ متى يمتلئ ميدان التحرير مرة أخرى؟
- عندما يخرج الناس للمطالبة بإسقاط النظام.
■ ومتى يمكن أن يحدث هذا؟
- ليس الآن، أعتقد أن الشعب المصرى، سوف يعطى فرصة كبيرة للدكتور محمد مرسى.
■ كيف نظرتى للفيلم المسىء للرسول الكريم «صلى الله عليه وسلم»؟
- إلا رسول الله، فلابد أن تكون هناك غضبة كاملة، والشعب المصرى كله غضب، أما هؤلاء الشرذمة الذين قاموا بعمل الفيلم فهم لا ينتمون لمصر أصلاً، وهم ضدها وضد أنفسهم قبل أن يكون ضد الإسلام.
■ وما رأيك فى تصريحات أوباما بأن مصر لم تعد حليفة ولا عدوة؟
- تصريحات معدومة القيمة وتصب فى خانة المعركة الرئاسية الأمريكية، ولا صلة لنا بها.
■ هناك عدد كبير من الأحزاب فى الشارع كيف ترين دورها فى الحياة السياسية؟
- أرى أنه طبيعى، ولن يستمر، والأحزاب الصغيرة سوف تتجمع مع بعضها فى أحزاب كبيرة.
■ هل تعدد الأحزاب وتشتتها يصب فى صالح الأحزاب الإسلامية؟
- ما يعطى القوة للأحزاب الإسلامية، ليس تشرذم الأحزاب الأخرى، وإنما عملها فى الشارع، وإذا عملت باقى التيارات فى الشارع سوف يعطيها قوة، فالمواطن المصرى لم يعد لديه الوعى السياسى، حتى يفرق بين احتياجاته التى تقوم بها أى جمعية أهلية وبين الحزب السياسى.
■ لكن فكرة وروح الانتماء لحزب سياسى لم تعد موجودة بين الشعب المصرى.. ما أسباب ذلك فى رأيك؟
- هذا حقيقى، ولن تأتى روح الانتماء الحزبى إلا بالأداء البرلمانى، عندما يصبح هذا الأداء رقابياً وتشريعياً، وليس خدماتياً، عندها يدرك الشعب معنى الحزب السياسى.
■ وماذا عن عضويتك فى مجلس أمناء التيار الشعبى؟
- يهمنى أن أوضح أن التيار الشعبى المصرى، هو تيار جامع للوطنية المصرية بمختلف انتماءاتها من اليمين لليسار، وحين عرض علىّ المؤسسون، أن أكون عضواً بمجلس الأمناء، وافقت، لعدة أسباب أولها أنه غير متمحور حول شخص أو أيديولوجية أو حزب سياسى، وثانيا أنه يحقق التوازن المطلوب لنجاح التجربة الديمقراطية لأنه لا توجد ديمقراطية بدون معارضة، كما أنه يجب ألا تكون المعارضة لمجرد المعارضة، ولكن أن تكون إيجابية وموضوعية ومنصفة وهذه هى خطوتنا التالية أن نثبت أن هذه المعارضة الرشيدة موجودة لصالح الوطن وليست لتصفية حسابات أحد.
■ وما رأيك فى قيام عدد من مرشحى الرئاسة بتأسيس أحزاب؟
- طبيعى أن تحاول كل فئة عمل حزب سياسى، لكن نجاحه أو عدم نجاحه، لن يحدث إلا إذا كان له أرضية فى الشارع، وإذا استمر تقسيم التيارات على أساس إسلامى، وغير إسلامى، فالشعب المصرى سوف يختار التيارات الإسلامية، لأنك عندما تضع الإسلام وأى شىء آخر فى ميزان فإن كفة الإسلام هى الراجحة، وسوف ينجح حتى ولو لم يفعل الإسلاميون أى شىء.
■ ما رأيك فى حزب أحمد شفيق الجديد؟
- أحمد شفيق ظاهرة صوتية فقط لا غير، وأنا لا آخذ تصرفاته أو كلامه على محمل الجد من الأساس.
■ وكيف ترين حزب أبوالفتوح ونشاطات عمرو موسى الحزبية؟
- هما شخصيتان لهما تاريخ ومحترمان، وتجربتهما الحزبية جيدة، موسى مثلا لم يكن جزءاً من العصابة وإنما كان موظفا كبيراً فى الدولة.
■ هناك العديد من الانتقادات لوزير العدل فى الطريقة التى اختار بها مساعديه.. هل أنت معها؟
- أريد أن أوضح أن وزير العدل، لا دخل له بالقضاء، وهو جزء من السلطة التنفيذية، أما عن اختياره لمساعديه ففى الحقيقة كان اختياراً أرضى الناس، لأنه اختارهم من رموز تيار الاستقلال، وهم مقبولون شعبياً، وثقة لوزير العدل وللشارع.
■ وما رأيك فى هجوم وزير العدل على وسائل الإعلام ومطالبته بتطهيرها؟!
- أظن أنه الصراع التقليدى بين رموز الحكم وبين الإعلام لأن الأخير دوره كاشف.
■ ما التحديات التى تواجه القضاء؟
- استقلاله وهذا هو التحدى الأصلى وتطهيره من الفساد.
■ هل القضاء فعلا يحتاج تطهيراً؟
- طبعاً.
■ على أى المستويات؟
- على كل مستوياته فهو يحتاج لتطهير على مستوى الأفراد، وعلى مستوى القوانين الحاكمة ولابد من تطهير القضاء من كل ما هو فاسد، وفساد نظام الحكم لأكثر من 30 عاماً أثر فى كل المؤسسات ومن بينها بلا شك القضاء، ولكنه يظل هو أكثر المرافق والمؤسسات نزاهة وأقلها فسادا، وأكثرها قدرة على تطهير نفسها.
■ هل تؤيدين رقابة القضاء على الانتخابات؟
- أرفض الرقابة القضائية على الانتخابات تماماً لأن الانتخابات النزيهة تحتاج إلى إرادة سياسية، وقوة شبابية ومجتمع مدنى مانع للتزوير، أما القضاء لا يضمن نزاهة الانتخابات، والدليل على ذلك حدوث انتخابات نزيهة دون إشراف مباشر من القضاء ففى كل العالم لا يوجد رقابة قضائية على الانتخابات.
■ وما رأيك فيما طرح بشأن فكرة القضاء الموحد؟
- أؤيدها تماماً وأعتقد أن المستقبل سيكون لصالحها، ووحدة جهات القضاء، أساسية لاستقلال القضاء وفاعليته، والغريب أن هذه كانت وجهة نظر الدكتور السنهورى، عندما كان فى اللجنة التى وضعت دستور 1954، ورغم أن السنهورى هو الأب الروحى لمجلس الدولة وللقضاء المزدوج، لكنه كان يرى أن وحدة جهات القضاء هى القادرة على دعم استقلاله، لكن مع الأسف المصالح الفئوية تغلب عند البعض، لذلك أعتقد أنه سيكون صعبا دسترة القضاء الموحد فى هذه المرحلة، لكن المستقبل سيكون فى صالحها دون شك.
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون
© 2004 - 2011
www.copts-united.com