ÇáÃÞÈÇØ ãÊÍÏæä
طباعة الصفحة

"براءة المسلمين" تزيد متاعب أوباما مع العالم الإسلامي

إيلاف - كتب:عبدالاله مجيد | 2012-09-25 00:00:00

 بنى سياسيته الخارجية ومصداقيته العالمية على تشجيع الديمقراطية

 
مشاكل أوباما مع العالم الاسلامي في تزايد
تتزايد الأحداث في العالم الاسلامي، خصوصًا بعد إنتاج الفيلم المسيء إلى الإسلام الذي أثار موجة غضب في مختلف الدول وتسبب في هجمات على البعثات الدبلوماسية الأميركية في ليبيا ومصر وتونس وغيرها، ما زاد من متاعب أوباما عشية إلقائه كلمة أمام الجمعية العامة غدًا الثلاثاء.
 
لندن: بعد عام على تمكن الرئيس الأميركي باراك أوباما من تفادي مواجهة دبلوماسية في الأمم المتحدة بشأن الدولة الفلسطينية وقبولها عضوا في المنظمة الدولية، يرى مراقبون أن متاعب الرئيس الأميركي مع العالم الإسلامي تتزايد بسرعة عشية كلمته أمام الجمعية العامة يوم الثلاثاء.  
ففي عموم الشرق الأوسط وأبعد منه، اقتحم محتجون بعثات دبلوماسية أميركية وقُتل أربعة أميركيين في هجوم على القنصلية الأميركية في بنغازي، في 11 ايلول (سبتمبر). واندلعت اشتباكات بين المتظاهرين وقوى الأمن في بلدان أخرى في إطار موجة من الاحتجاحات العنيفة ضد الولايات المتحدة. وأصدر وزير باكستاني يوم الأحد فتوى ضد سينمائي أميركي أنتج فيلما بدائيا معاديا للاسلام يُعد الشرارة التي فجرت موجة الاحتجاجات المناهضة للولايات المتحدة. ودعا زعيم السلفيين المصريين قادة العالم الإسلامي إلى مطالبة الأمم المتحدة بتجريم الإساءة إلى الدين.  
 
وفي سوريا، يستمر قتل المتظاهرين المناوئين لنظام الرئيس بشار الأسد وكأن النظام يسخر من مبادرة أوباما في الربيع الماضي إلى تشكيل مجلس لمنع ارتكاب الفظائع في واشنطن.  
وفي أفغانستان ارتفع عدد جنود حلف الأطلسي الذين يقتلهم جنود افغان، إلى مستوى دفع الحلف إلى تعليق عمليات تدريب القوات الأفغانية التي تعتبرها إدارة أوباما عاملا حاسما في نقل مسؤولية الأمن إلى الافغان. 
 
وفي إيران يستمر برنامج إيران النووي الذي يرتاب الغرب بأنه يهدف إلى انتاج قنبلة ذرية، فيما يزداد تململ اسرائيل إزاء ما تراه امتناع أوباما عن اتخاذ موقف اشد حزما مع الإيرانيين. 
ويقول محللون إن التعاطي مع النطاق الأوسع لأزمات العالم العربي صعب على اوباما الذي بنى سياسته الخارجية في التعامل مع البلدان الإسلامية، على أساس فلسفة اخلاقية محورها تشجيع الحركات الديمقراطية والابتعاد عن الحلول العسكرية.
 
ونقلت صحيفة واشنطن تايمز عن ستيوارت باتريك الباحث المختض بالشؤون الأمنية والحوكمة العالمية في مجلس العلاقات الخارجية قوله إن أوباما "يواجه تحديا أصعب بكثير الآن" مشيرا إلى "ان تشجيع حقوق الانسان موقف صائب يجب ان تتخذه  الولايات المتحدة، ولكن الواقع يقول انها ستكون عملية مؤلمة مديدة ولعل الرئيس عقد آمالا غير واقعية ببعض ما أطلقه من تصريحات".
وقال متحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي إن أوباما يستعد لالقاء كلمته في الأمم المتحدة "والولايات المتحدة في موقع أقوى منه عندما تولى الرئاسة".
 
وقال المتحدث تومي فيتور انه "كلما يتوجه الرئيس إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة تكون لديه فرصة لتحديد الأجندة على الساحة الدولية بوصفه زعيم أقوى دولة في العالم، وهو يفعل ذلك بمصداقية عناوينها تعزيز تحالفاتنا وإنهاء الحرب في العراق وتدمير تنظيم القاعدة وتحشيد العمل الدولي في مواجهة تحديات مثل تأمين المواد النووية ومنع انتشار الأسحلة النووية".
 
وفي هذا العام، يتعين على أوباما أن يوجه رسالته إلى الناخبين الأميركيين أيضا في غمرة حملته الإنتخابية للفوز بولاية ثانية فيما يتهمه منافسه الجمهوري ميت رومني بالاعتذار للمتطرفين الإسلاميين، وعدم الوقوف بقوة كافية إلى جانب اسرائيل.
 
وكان أوباما واجه خلال أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة العام الماضي مشكلة حساسة هي التهديد باستخدام الفيتو ضد الإعتراف بدولة فلسطين في مجلس الأمن الدولي. وكان من المرجح ان يذكي مثل هذا الفيتو مشاعر العداء للولايات المتحدة في الشرق الأوسط. 
وعلى الرغم من عدم تحقيق تقدم في ما يُسمى عملية السلام فإن محللين يسجلون للرئيس الأميركي نجاحه في نزع فتيل مواجهة محتملة بشأن القضية الفلسطينية في دورة الجمعية العامة للأمم المتحدة العام الماضي. وجرت أعمال الدورة ايضا خلال حملة حلف الأطلسي بقيادة الولايات المتحدة في ليبيا حيث ساعدت في إسقاط نظام العقيد معمر القذافي دون أن تتكبد خسائر في أرواح الجنود الأميركيين. 
 
وقال الباحث باتريك إن أوباما كان العام الماضي في موقع أتاح  له استعراض النجاح الذي حققه بتدخل في ليبيا لم تُرق خلاله أي دماء أميركية عمليا. ولكنه أضاف أن هناك هذا العام "عددا من القضايا التي تجعل الوضع أقل جاذبية بكثير بالنسبه له". 
وإزاء الاحتجاجات التي يشهدها الشرق الأوسط، قال محللون إنهم يتوقعون أن يحاول أوباما تحقيق توازن صعب بين الدفاع عن حق سينمائي في حرية التعبير ورفض الرسالة المعادية للإسلام في فيلمه.
 
ولاحظ مايكل روبن، الباحث في معهد أميركان انتربرايز ان قادة الدول الإسلامية في الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي وحتى رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان جميعهم أعلنوا القيام بتحرك لتجريم الكلام الذي يسيء إلى المسلمين.  واضاف روبن "انه من الضروري ان يتذكر أوباما جذوره بوصفه استاذا في القانون ويقدم مرافعة قوية للدفاع عن أهمية حرية التعبير" معتبرا ان "حرية التعبير تتعرض إلى هجوم لا سابق له وحان الوقت لأن يتقدم أوباما إلى الصدارة بدلا من الرد بكليشهات واعتذارات"، على حد تعبيره.
 
وقال روبن ايضا ان على أوباما ان ينظر نظرة أوضح إلى ثورات الربيع العربي.  واضاف "ان ما نراه هو صعود المتطرفين الإسلاميين، وما نشهده هو المعادل الشرق الأوسطي لعهد الارهاب الذي حل محل الثورة الفرنسية أو هزيمة المناشفة على ايدي البلاشفة. والأمر الواضح هو ان جماعة الاخوان المسلمين شهدت ظلها يؤدي إلى ستة عقود أخرى من العنف".
 
وكان أوباما أعلن عقب الهجوم على القنصلية الأميركية في بنغازي، مستعيرا عبارة من وزيرة خارجيته هيلاري كلنتون، انه ليس من الجائز الاستعاضة عن استبداد دكتاتور باستبداد غوغاء. وقال المتحدث بإسم مجلس الأمن القومي فيتور إن الرئيس الأميركي "سيطرح رؤية للقيادة الأميركية" تجاه الشرق الأوسط. وتوقع فيتور ان يتناول أوباما في كلمته التطورات الأخيرة في الشرق الأوسط "والسياق الأوسع للانتقال الديمقراطي في العالم العربي". واضاف أن الرئيس الأميركي سيؤكد رفض الآراء التي يتضمنها الفيلم المسيء للاسلام "مع التشديد في الوقت نفسه على ان العنف ليس مقبولا بالمرة، وهي رسالة رددها القادة الذين اتصل بهم أوباما شخصيا في بلدان مثل ليبيا ومصر واليمن. كما انه سيوجه رسالة واضحة بأن الولايات المتحدة لن تنكفئ أبدا عن العالم وستقدم إلى العدالة كل من يلحق أذى باميركيين وستدافع بقوة عن قيمنا الديمقراطية في الخارج"، على حد تعبير فيتور.
 
وقال الباحث باتريك، انه قد يتعين على أوباما أن يشرح للعالم الإسلامي لماذا لا تستطيع الولايات المتحدة اعتقال السينمائي ناكولي باسيلي ناكولا، الذي استدعته السلطات للاستجواب في لوس انجيليس ثم افرجت عنه. وتابع باتريك "ان هناك أشياء محدودة تستطيع الولايات المتحدة أن تفعلها في عصر المعلومات العالمية حيث يمكن لأحمق في الولايات المتحدة ان ينتج شرط فيديو بدائيا يهاجم الرسول ثم يُبث فجأة في انحاء العالم وتستغله جماعات متطرفة لتحشيد احتجاجات واسعة.  ومن الصعب أن نعرف ما يمكن أن يفعله أي رئيس في هذا الوضع لكي يحاول تهدئة الأمور".
 
وكان زعيم حزب النور السلفي المصري عماد عبد الغفور صرح لوكالة رويترز ان على الأمم المتحدةة ان تصدر قرارا بتجريم الاساءة إلى الإسلام ونبيه محمد.  وقال عبد الغفور "ان صوت العقل في الغرب ستكون له الغلبة إذا كان هناك احترام متبادل وحوار وضغط فعال من أجل إصدار هذا القرار المهم".
 

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع

جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com