بقلم: مينا ملاك عازر
إذا عرفت أن سنة 2012 كانت سنة كبيسة، بما يعني أن شهر فبراير بها كان 29 يوماً وليس 28 يوماً كالمعتاد، حينها تعرف أن اليوم يكون قد مر 366 يوماً على عبور مدرعات الجيش المصري من فوق أجساد مسيحيو مصر، اليوم يكون قد مر 366 يوم على استنجاد الجيش المصري المدرب بالمدنيين لإنقاذه من مدنيو مصر، فالجيش المصري الذي وقف متابعاً لهدم كنيسة صول بأطفيح ثم أعاد بنائها بعد أن شاهد إتمام هدمها، وعاجزاً عن منع حريق كنيسة إمبابة وإعادة فتح كنيسة عين شمس، أوحل نفسه في دماء طائفية، فارتكب أول حادث طائفي يلصق بتاريخه باقي أيام حياته حين تورط في فض أول وآخر تظاهرة مدنية سلمية بشكل وحشي، باستخدام آلياته التي لم تتدخل في فض مظاهرات مجلس الوزراء ولا محمد محمود، فقد كان فيها أكثر حنية إذ استخدام رجالاً وليس آليات0 الجيش المصري الذي سطر تاريخاً عسكرياً جديداً وأعاد تعليم وتأهيل العالم كيفية القتال ومواجهة المستحيل في حرب أكتوبر، علم العالم أيضاً وبعد 38 سنة من تلك الحرب المجيدة، أقول علم جيوش العالم، كيف أنه لا يجب أن يتصادم جيش بشعبه وأن ذلك عار، المثير في الأمر أن تلك القيادات التي كانت تدير شؤون هذا الجيش لم يُنتظر عليها عاماً حتى أُطيِح بها من أحبائها، وفي طريقهم لأن يشرفوا بسجون مصر، من أين أتى هذا التناقض العجيب بين الجيشين؟ الجيش الذي اختلطت دماء مسيحيه بمسلميه في ملحمة العبور، والجيش الذي سفك دماء مسيحيه في فضيحة قتل الزهور، إلا أذا كان أمر جد على الوطن بأكمله ألا وهو الإقصاء والتطرف والجهل الذي جعل الجيش يدير فوهات مدافعه لتظاهرة سلمية ليخضب بدمائهم سطور تحكي عن أكبر خطأ لجيش مصر ليس فقط لقتله مدنيين عزل، وإنما تضامنه مع أولائك الشيوخ الذي امتطوا صهوة الدبابات والمدرعات كما شهدت الأستاذة نوارة نجم لكي يجمعوا المدنيين المتطرفين ليشمتوا بقتلى مصر.أولائك القتلى اللذين لم يُشار لهم من الرئيس مبارك في خطابه الذي خطبه في ذكرى أكتوبر والذي دافع فيه عن نفسه وعن فشله الذي فشله في قيادته للبلد أثناء المئة يوم.
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com