سبب تضارب أنباء قيادات المحافظة..
أنهت لجنة تقصى الحقائق الخاصة بتهجير أقباط رفح التابعة للمجلس القومى لحقوق الإنسان عملها بمحافظة شمال سيناء مساء أمس، وسط تضارب فى أقوال من استمعت إليهم اللجنة.
ففى حين أكدت الأسر القبطية تعرضها للتهجير نفى المسؤلون الحكوميون ذلك الأمر، وهو ما وضع اللجنة فى حيرة من أمرها لتضارب التصريحات ونفى المسؤلون عملية التهجير بما يمثل تضليلا واضحا للجنة وإعاقة عملها، حيث من المنتظر رفع تقرير للرئيس محمد مرسى بحقيقة الأمر.
بدأت الزيارة يوم أمس بلقاء كل من الدكتور عادل قطامش نائب المحافظ واللواء جابر العربى السكرتير العام واللواء سامح عيسى السكرتير العام المساعد واللواء شريف إسماعيل مستشار الأمن للمحافظة.
ودار اللقاء حول أحداث رفح وما تعرض له بعض المسيحيين من تهديد وإطلاق نار، وما هو دور الدولة فى توفير الأمن لهم.
ونفى المسؤلون تهجير الأقباط من رفح إلا أنهم اتفقوا على ضعف التواجد الأمنى، هناك كما أكدوا وقائع إطلاق النار والمنشورات التى تهدد الأقباط.
وتوجت اللجنة مساء أمس إلى رفح وهى مكونة من 6 أفراد هم الدكتور حنا جريس رئيسا للوفد والدكتور محمد أحمد عزب عضو، ووائل أحمد خليل عضو وبرفقتهم ثلاثة من الأمانة العامة للمجلس القومى لحقوق الإنسان هم كريم شلبى، أحمد عبد الله، محمد عاطف نجم.
هدفت زيارة الوفد إلى الوقوف حول الحقائق الكاملة لمسالة تهجير الأقباط فى ظل تضارب المعلومات وتناقض أقوال المسؤلين وتراجع كنيسة شمال سيناء عن تصريحاتها الخاصة بالتهجير.
رافق اللجنة فور وصولها إلى رفح عبد الحميد حبشى سكرتير عام الوحدة المحلية الذى بادر اللجنة قائلا بأن العلاقة بين المسيحيين والمسلمين فى رفح طيبة، ولم يصبها أية شروخ ووطيدة جدا.
وأضاف فى شهادته أمام اللجنة أن ما حدث هو بمثابة عمل مدبر لزرع البلبلة وعدم الاستقرار برفح، كما أن المجاملات قائمة بين الطرفين.
كما استعرض حبشى يوم وفاة ابنه هشام الذى استشهد فى أحداث الثورة برفح وما فعله معه زميله المسيحى فى العمل مجدى نيروز، حيث لم يتركه سواء قبل مراسم الدفن أو بعدها، وحالة النحيب والبكاء التى أصابت زوجته مريم بديع متياس عند معرفتها بما وقع لنجله هشام الابن الوحيد له، والذى احتسبه عند الله شهيدا.
وأوضح حبشى للجنة بأن مدينة رفح منذ اندلاع الثورة تشهد انفلاتا أمنيا غير مسبوق مثلها مثل وسائر أنحاء الجمهورية وأن الأمن حاليا بدأ يتعافى، مشيرا إلى أن الحادث الذى وقع لممدوح نصيف "إطلاق النار على محله" لم يتم التوصل إلى الجناة حتى الآن.
وحول سؤال من اللجنة حول أسباب رعب الأسر المسيحية أوضح بأنه بعد إطلاق النار على أحدهم وسبقها توزيع منشورات تهددهم بالقتل فى حال عدم مغادرتهم للمدينة بدأت بعض الأسر تفكر بمغادرة رفح كنوع من اتخاذ الحيطة والحذر ولجئوا للواء السيد حرحور محافظ شمال سيناء الذى وعدهم بتوفير الأمن والأمان لهم.
ونفى فى الوقت نفسه مغادرة أى أسر مسيحية أو مسلمة لرفح "فى حين أن عشرات الأسر المسلمة والمسيحية غادرت رفح بالفعل بعد الثورة".
أوضح أن الأسر المسيحية كلها موجودة لم تتحرك أما عدد كبير من الأسر المسلمة قد نقلت إلى العريش أو محافظاتها خلال فترة ما بعد الثورة وما حدث من تقديم الأسر المسيحية للانتداب للعريش هو مجرد انفعالات وقتية للحادث.
وحول التأخر فى وجود قسم شرطة حتى الآن برفح بالرغم من مشاهدتهم لعدد أربعة أقسام بالعريش عبارة عن ثكنات عسكرية قال سكرتير المدينة إنه تجرى أعمال إنشائية للقسم، حيث وصل للدور الخامس مبانى خراسانية وجار استئناف العمل به "على الرغم من هروب المقاول بسبب تهديدات الجماعات المسلحة"، وأوضح أن الأمن مطلوب للجميع.
وحول كيفية أداء الأقباط صلواتهم بعد تفجير الكنيسة الخاصة بهم، قال فريد البلك من موظفى المحافظة أنه يرافق الأشقاء المسيحيين لأداء صلواتهم بالعريش بتكليف من المحافظ
وفى أولى لقاء اللجنة بإحدى الأسر المسيحية بحى الإمام على، تم لقاء الزوج خلف سعيد ويعمل موجها بالتربية والتعليم والزوجة فادية وتعمل بالصحة.
قالت الزوجة فاديه أنها تقيم برفح منذ عام 1992 وكانت الحياة هادئة سرعان ما تبدلت بعد الثورة خاصة فى الشهر الماضى منذ توزيع المنشورات وإطلاق النار على ممدوح نصيف ومنزل مجدى نيروز، وأشعورنا بالرعب والهلع وأصبحت حالتنا تسير من السيئ للأسوأ رغم حبنا للمكان وبالرغم من التواجد الأمنى فالأسرة لم تشعر بالأمان خاصة أن لدينا فتاة فى الثانوية العامة تتعرض للتجاوزات والتحرشات أثناء الذهاب والعودة من المدرسة أو الدروس الخصوصية، وأضافت الزوجة أنها تعرض منزلها للبيع وستغادر رفح تماما، وشكرت مكتب رئاسة الجمهورية الذى يطمئن على أسرتها تليفونيا من حين لآخر وقال أبنها مينا بالصف الأول الثانوى يرفض الذهاب للمدرسة وسط حراسة أمنية وأن نظرة أقرانه له داخل المدرسة كأنه إنسان غريب بأربعة أرجل على حد قوله، وطلب توفير الأمن والرحيل من رفح.
توجهت اللجنة إلى منزل ممدوح نصيف بحى الصفا برفح واستمعت لما حدث له من تهديدات وإطلاق نار عليه أثناء تواجده بمحل يمتلكه بمنطقة الجندى المجهول وحالة الرعب التى لا زالت تعيشها الأسر المسيحية برفح وإغلاقه للمتجر الخاص به مؤخرا.
وطالب الأقباط من اللجنة توفير الأمن والانتشار الأمنى برفح، وأن تتحرك الدولة بسرعة خشية ضياع سيناء من مصر، مؤكدين تعرضهم لمحاولات تهجير وأنهم بالفعل انتقلوا للعيش بالعريش وغادرت أسر إلى الصعيد فيما عادت الأغلبية لرفح مرة أخرى إثر تطمينات من مختلف الأجهزة ومن الكنيسة.
تزامن مع زيارة اللجنة وفاة المواطن القبطى صبحى فوزى راضى البالغ من العمر 55 عاما والمقيم بحى الإمام على برفح إثر إصابته بأزمة قلبية أودت بحياته وهو فى طريقه لمستشفى رفح المركزى، وتم حفظ الجثة بمشرحة مستشفى رفح لحين إنهاء إجراءات الدفن، وأفاد مواطنون بحى الإمام على بأن المتوفى كان يعمل موجها بالتربية والتعليم، وأنه كان يقيم بمفردة حيث سبق وأن غادرت الأسرة المكونة من الزوجة والأولاد للقاهرة بسبب الانفلات الأمنى.
من الجدير بالذكر أن الأقباط بمدينة رفح قرابة 9 أسر سبق وأن تعرضوا للتهديد بالقتل فى حال عدم مغادرتهم لمدينة رفح من خلال منشورات ثم تم إطلاق النار على متجر المواطن ممدوح نصيف أثناء تواجد فيه دون أن يصاب.
وتعرض منزل المواطن القبطى مجدى إبراهيم نيروز بحى الصفا العمارة رقم 10 لإطلاق نار أيضا، وهو ما دعى الأسر إلى مغادرة رفح ثم العودة إثر ضغوط أمنية وضغوط من الكنيسة وسط وعود بإنهاء الانفلات الأمنى.
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com