بقلم: شريف منصور
في محاولة للنظر نظرة متفائلة لمستقبل مصر حاولت أن احلم بشكل مصر التي في خاطري.
من أين نبدأ هذا الحلم العسير. الحلم في حد ذاته حلم أي بمعني لكي احلم بما أتخيل بما أتمني اعتقد انه شيء صعب ولا حتى في الأحلام.
فلنحلم بشعب حر ؟ هل يعني هذا ان الشعب بمنطق الواقع الحالي شعب غير حر ؟
في الواقع الشعب حر حرية لا مثيل لها في أي مكان في العالم.
الشعب حر في كل شيء ينافي القواعد العامة و القانون.
يلقي بالقاذورات في الشوارع ولا يحاسبه احد . حقيقة اليس كذلك ؟ فأذن الشعب حر حرية تامة ولا يسأله احد .
الشعب يتعدي علي الفتيات و السيدات ولا يحاسبه احد فالشعب حر بلا عقاب او رادع فأذن هو شعب حر.
الشعب يحرق ويكسر ويبدد الممتلكات العامة و يتعدى علي الممتلكات الخاصة ولا يحاسبه احد ؟ فأذن الشعب حر .
يتهرب من دفع تذاكر التنقل و يتهرب من دفع الضرائب و يتهرب من إتباع قواعد الصحة العامة و يتهرب من المسألة القانونية في صرف الدواء و في بيع أنابيب البوتوجاز و يسرق الدقيق المدعم. أليست هذه حرية حيث لا مسألة .
الشعب يحكمه بلطجيه يضربون بعرض الحائط القوانين و القواعد ولا يحاسب حكومته احد أليست هذه هي الحكومة التي انتخبها الشعب ؟ فأذن الشعب حر في الاختيار و أعطي للحكومة كل الحرية وبلا مساءلة . فأذن الشعب حر.
الشعب يسرق الكهرباء و كابلات الكهرباء و لا يحاسبه أحد أليس هنا الشعب حر ؟
الشعب لا يتبع قواعد المرور ولا يحترم قواعد السلامة و الآمن و المتانة ولا يحاسبه احد أليس الشعب هنا أيضا شعب حر .
الشعب يزور الأوراق الرسمية و يبيع ما لا يملك ويتملك ما ليس له حق فيه . أليست هذه حرية كاملة بلا حساب.
الرئيس يعين من يعين و يعفو عن من يعفو عنهم قتله لصوص مجرمين ولا يحاسبه احد ولا احد يعترض أليست هذه حرية لا يتمتع بها أي رئيس في العالم .
السلفيين يهددون ويحرقون ويسبون و يهجرون كل إنسان لا يتفق معهم ولا يحاسبهم احد أليست هذه حرية لا نظير لها في أي مكان في العالم.
الاخونجية يفصلون الدستور و يعينون أعضاء التأسيسية و يتحكمون في الوزارة و الرئاسة و الجيش و البوليس و القضاء ويملكون أموالا طائلة لا نعرف لها مصدر ولا نعرف كيف تصرف وكيف يتعيش مرشدهم و مجلس شورتهم ولا يحاسبهم أحد لا ألان ولا من قبل 25 يناير ! أليست هذه حرية منقطعة النظير . جماعة محرمة و محظورة بالقانون لها حزب ومنها خرج رئيس الجمهورية ولم يستطيع مساسها احد أو مسألتها في أي عهد من العهود السابقة، لها ميليشيات مسلحة تحمل السلاح و تخطط لإحراق البلد و تحرفها ولا يحاسبها احد . أليست هذه حرية ليس لها نظير لأي جماعة في العالم. جماعة تعترف بها دول العالم مثل أمريكا و أوروبا في حين أنها تفرض حصار علي بنتها حماس و تعتبرها منظمة إرهابية !! أليست هذه حرية عالمية لم تتمتع بها منظمة إرهابية في أي عصر من العصور و تتمتع بها جماعة الأخوان المسلمين.
جماعة مرشدها أهان مصر و أهان كل مواطن غير مسلم و لم يعاقبه احد إلي يومنا هذا بل من أذاع سر الطزات الثلاثة الشهيرة تتعقبه قوي الأخوان بعد ان قطعت عيشة و الرجل مطارد لأنه قام بعمله كصحفي.
الاقباط يهجرون وكنائسهم تهدم و يتبلي عليهم من يتبلي بالعيب في الإسلام و يقولوا أنهم يزدرون الإسلام حتى الأطفال لم يسلموا من كذبهم ولا يحاسبهم احد . بل يعاقبوا عقاب شديد سريع و شهداء الأقباط دمائهم تسيل و تصرخ من الظلم ولا حتى يقوم المسئولين بالتحقيق فيها و الجناة يجلسون في الصفوف الأولي خلف الرئيس في احتفالات 6 أكتوبر ويخطب مرسي خطاب لو سمعه هو نفسه شخصيا لانتخب أحمد شفيق . و بعدها نطالب بحرية أكثر من هذا.
الأعلام المصري فاسد فساد منقطع النظير و يذيع أكاذيب أشعلت البلد وتسببت في مقتل العشرات ولم يحاسبه احد و الصالح منه يسجن و يطارد من الدولة. هل هناك حرية أكثر من هذا لأي إعلام في العالم ؟
قيادة الجيش وعدت وعود ولم تفي بأي وعد منها و دهست و قتلت المواطنين و في النهاية نوطهم رئيس الجمهورية بأعلى قلادة ممكن أن يتقلد بها أي إنسان في مصر دون حساب أو رقيب. أليست هذه حرية لم نعرف لها مثيل في أي دولة من دول العالم المحترمة التي تدعي أنها دول حرة !!
مصر شعبها يتمتع بحرية لا يتمتع بها شعب من شعوب العالم، فبماذا نحلم أذن ؟
هل نحلم بأن يفقد الشعب و الحكومة و الأخوان و السلفيين حريتهم حتى يتحقق الحلم و تصبح مصر دولة محترمة ؟
حتى هذا الحلم حلم صعب حتى أننا نحلمه.
الله يخرب بيوتكم حتى الحلم منعرفش نحلمه . قالوا ايش يسخطوك يا قرد ؟
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون
© 2004 - 2011
www.copts-united.com