ÇáÃÞÈÇØ ãÊÍÏæä
طباعة الصفحة

لقاء في قرية ساندوريني

سامى حرك | 2009-09-14 09:53:47

بقلم: سامى حرك 
 النقاش والحوار بيستدعي المعلومات بشكل أسرع
على هامش لقاء مصري , إحتفال برأس السنة المصرية 6251 , لقيت نفسي مضطر للإجابة عن سؤالين أصعب من بعض :
 
السؤال الأول : إذا كان إحتفالكم برأس السنة المصرية وإختراع التقويم جزء من إهتمامكم بثقافة القومية المصرية , طيب وهي ثقافة القومية العربية عيبها إيه ؟؟؟
 
بصراحة ما كنتش مستعد , في لقاء مع جرنال اجنبي , إني أدخل في مقارنة بين الثقافتين المصرية والعربية , لكن السؤال كان مباشر , والوقت ممتد , والجلسة الدائرية على حمام السباحة , والعيون مترقبة للإجابة , فقلت :
 
خلونا نقارن بين رؤية الثقافتين في ثلاث حاجات
 
• المرأة
• الفن
• العمل
 
الثقافة العربية موقفها مقيد لحرية المرأة في ملابسها وخروجها وتعليمها وعملها وإختلاطها وإستقلالها , وبالتالي بتستبعد بضربة واحدة طاقة نص المجتمع , أو بتحجمها في أدنى حد , على العكس تماما من الثقافة المصرية , اللي بتعترف بالمرأة كإنسان كامل وناضج ومنتج , ونظرة واحدة على مشهد فلاحة في أعماق الريف المصري وهي مقرفصة عارية الساقين وسط الغيط تحش البرسيم أو تنقي شتلات الأرز , ممكن يلخص الموضوع .
 
الثقافة العربية تكبل الفن التشكيلي بقيود البعد عن عناصر الحياة , ولا ترى الموسيقى بعيدة عن ألات الإيقاع , وتنظر بشك لعالم الطرب والغناء , فضلا عن الرقص , خاصة للأصوات والأجساد النسائية , وتنفي الفن عموما إلى فضاء عالم الليل السري , أما الثقافة المصرية فلا تضع للفنان إلا شروط الجودة والتحسين , ونظرتها للفن أنه ضروري وتعترف وتهتم بعناصره وتكرمها في العلن والنور .
 
الثقافة العربية لا تعترف بقيمة العمل والإنتاج , فهي إبنة سلوكيات السلب والغزو في القديم , وأنتجت إقتصاديات الريع في الزمن الحالي , بينما تحترم الثقافة المصرية العرق والكفاح ونيل الأجر المستحق بالجهد .
 
السؤال الثاني : إزاي إختراع التقويم المصري وإختراع "السنة" يعتبر إنجاز كبير , وأنا مش مصدق حكاية إن الإنسان القديم مكنش يقدر يعرف الدورة الكاملة للنجوم , طيب اليونانيين والصينيين كانوا فين ؟؟؟
 
السؤال ده رد على محاضرة تشرفت بإلقائها على الحاضرين , عن أهمية إختراع "السنة" كأكبر مقياس للزمن , وإن الإنسان القديم قبل الإختراع ده كان "الشهر" القمري هو أكبر مقياس للزمن عنده , وإن إختراع "السنة" مش ممكن كان يتم في أي مكان تاني غير مصر , على أساس إنه نتيجة رصد ثلاث ظواهر طبيعية مرتبطة بمصر , وهي ظهور النجم "سبدت" قبل شروق الشمس مع قدوم الفيضان لضفاف نيل العاصمة "أون" , وعشان كده كان أول إسم للمقياس ده إنه "فيضان" , وحسبوا عدد سنوات حكم الفراعنة بعدد الفيضانات .
 
خلونا ننقل شوية من "الموسوعة الفلكية" (أ . فايجرت / ترجمة عبد القوي عياد) ,,, "تبعا للعالم السكندري "بطليموس" في القرن الثاني قبل الميلاد أسس نظرية "مركزية الأرض" للكواكب , حيث تدور الكواكب المعروفة حول الأرض كمركز ,,,,,,,,, أما "نيكولاوس كوبرنيكوس" (1473-1543) فأسس لنظرية "مركزية الشمس" حيث تدور الأرض والكواكب حول الشمس , حتى صححها "كبلر" بنظرية "الكوكبية" حيث الكون كله في حركة من مجموعات نجمية ودروب ومجرات تدور حول نفسها وحول بعضها ,,, "
أما كتاب "قصة العلم" (ج ج كراوثر- ترجمة يمنى الخولي) فيحسم الأمر ... "لم يكن الإنسان القديم على معرفة بدورة النجوم , ولا يستطيع , ولم تتوفر هذه المعرفة للإنسان إلا في القرن العشرين بعد الميلاد بوجود المراصد الضخمة وبغزو الفضاء)
 
النصوص دي شرحت معناها بس في الحوار , عشان أبين إن الإنسان القديم كان بيرصد الظاهر من شكل النجوم , مواعيد شروقها وغروبها ولمعانها , ومسارات كواكبها الظاهرة المكشوفة (الأبراج) , وبالتالي كانت عبقرية المصري القديم في توظيف رصد الظواهر الطبيعية , اللي هي مواعيد شروق الشمس وسبدت والفيضان عشان يحسب ايام السنة ودي عبارة عن زمن دورة كاملة دقيقة للنجم "سبدت" بدون مراصد أو أقمار صناعية !!! .

 

جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com