ÇáÃÞÈÇØ ãÊÍÏæä
طباعة الصفحة

مصر: الأقباط يواجهون التغيير بثقتهم في البابا الجديد

| 2012-11-06 13:56:34

كان الاحتفال رائعا، وكان القداس الديني القديم الذي أقيم صباح الاحد في كاتدرائية القديس مرقص في القاهرة ضمن الإعدادات لطقس ديني أكثر روعة.

فقد تم اختيار صبي صغير، قدم للمنصة ثم عصبت عيناه، ثم قام باختيار واحدة من ثلاث أوراق كانت في كأس زجاجي.
 
وقد عرضت الورقة التي اختارها الطفل على جميع الحاضرين، وكانت تحمل اسم الأنبا تواضروس، ليصبح البابا الجديد للاقباط، وقد انخرط الحضور في موجة من التصفيق العفوي.
 
قد تبدو تلك الطريقة غريبة بعض الشيء في اختيار زعيم جديد لأقباط مصر، البالغ عددهم من 8 إلى 10 ملايين شخص، ولغيرهم من المسيحين في العالم أيضا.
 
لكن الأقباط يعتقدون أن هذه هي الطريقة التي تظهر اختيار الرب، وهذا أيضا هو رأي يوسف سيدهم، رئيس تحرير جريدة وطني القبطية.
 
ويقول سيدهم "نحن في نهاية المطاف نقدم ثلاثة (مرشحين) إلى السماء، ونسأل السماء أن تختار واحدا منهم."
 
والبابا الجديد للأقباط هو أسقف يبلغ من العمر ستين عاما، وقد درس فترة من حياته في بريطانيا، وعمل في مصر والخارج، وقد أدار أيضا مصنعا للأدوية، لذا فهو رجل ذو خبرة واسعة، و إداري جيد.
 
لكن مع ذلك، لا يعتقد أحد أنه سيحدث تغييرا جذريا لهذه الكنيسة شديدة المحافظة، وقد أخبرني أحد المعلقين أن التغيير الوحيد الذي أدخل على الكنيسة في السنوات الأخيرة هو إحضار مقاعد بالداخل رحمة بالمصلين الذين قد يمتد بهم القداس إلى أربع أو خمس ساعات.
 
التغيير والتقاليد
 
لا يزال القداس الديني القديم يقام باللغة القبطية، التي لا يفهمها إلا قليل من المصريين.
 
وبعد قداس أقيم في إحدى كنائس القاهرة هذا الأسبوع، اجتمع المصلون واتحدوا على معارضة أية فكرة للتغيير.
 
ويقول أحدهم ويدعى نادر "هذه كنيسة تقليدية،" بينما تقول مريم "نحن نحبها بالطريقة التي تعمل بها، فنحن بالفعل نحبها على ما هي عليه."
 
لكن سيتعين على البابا الجديد التعامل مع مصر التي تتغير سريعا، ومع طائفة تخشى فيها على دورها.
 
وكان البابا شنودة الثالث، الذي توفي في وقت سابق من هذا العام، سياسيا محنكا.
 
فقد اختلف من قبل مع الرئيس السابق انور السادات، وأجبر على الانزواء في منفى داخلي لسنوات عديدة، وبعد ذلك تمكن من التوصل الى تحالف قوي مع الرئيس السابق مبارك، معتقدا أن هذه هي أفضل طريقة لحماية المسيحيين في مصر.
 
ويعتقد العديد من كبار الأقباط الآن أنه ينبغي على البابا الجديد أن يكون له دور سياسي أقل وضوحا.
 
ويرى الناشط القبطي مايكل منير أن الأقباط العاديين يمكن أن يكون لهم صوت مسموع من خلال كسب مزيد من المقاعد في البرلمان الذي بات ينتخب الآن بشكل ديموقراطي.
 
لكن ربما يريد البابا الجديد أن يعرض آرائه بسرعة حول حجم الدور الذي يمكن أن تلعبه الشريعة الإسلامية في الدستور الجديد الذي تجري مناقشته الآن.
 
كما ينبغي عليه أيضا أن يهدئ من المخاوف القائلة بأن الأقباط سيفقدون وظائفهم الحكومية، وأن صراعا طائفيا قد يندلع في البلاد.
 
فبعد الابتهاج بالثورة في مصر، يميل الأقباط إلى الشعور بالخوف، فهم كغالبية المصريين يعانون سوء الوضع الاقتصادي، وقد شهدوا أيضا صعود الإخوان المسلمين إلى السلطة، مع ظهور مواقف أكثر تشددا من التيار السلفي في البلاد.
 
لكن هذا أيضا توقيت يحمل فرصة عظيمة لمصر، حيث لديها امكانات هائلة وغير مستغلة يمكنها الاستفادة منها إذا بدأت في إصلاح الاقتصاد ونظام التعليم.
 
وحتى الآن، لم تتحقق المخاوف الأكثر سوءا للأقباط في مصر، ويأمل الأقباط الآن أن يتمكن البابا الجديد من قيادتهم نحو مستقبل آمن في البلاد التي يعاد بناؤها وتشكيلها الآن.
 

 

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع

جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com