بقلم : جرجس وهيب
من البديهي والطبيعي والمنطقي أن يولي أي رئيس جمهورية شعبة الأهمية الأولي والقصوى وتوجه إمكانيات وموارد الدولة لخدمة رعايا أصحاب البلد ويأتي بعد ذلك الشعوب الصديقة والمجاورة والتي تتعرض للظلم ما لكن عند الإسلاميين الذين يحكمون مصر الأمر عكس ذلك فهناك فرق كبير بين تعامل الإسلاميين مع حادث الاعتداء علي قطاع غزة الذي يتبع دولة فلسطين العربية الشقيقة والتي لا يرأسها الرئيس محمد مرسي ولها رئيس منتخب ورئيس وزراء مقال وبين الحادث المأساوي لأطفال أسيوط الذين يتعبون دولة جمهورية مصر العربية التي يرأسها الدكتور محمد مرسي والذي وأدي بحياة أكثر من 50 طفلا في حادث خلع قلوبنا جميعا صغيرا وكبير وادمي عيوننا علي هولاء الأطفال الأبرياء الذين قتلوا بسبب الإهمال والشعارات الحنجوريه من الإسلاميين الذين عادوا بمصر للخلف
فتعامل الرئيس المصري مع حادث أسيوط رغم قسوته باهت وليس بنفس حماس التعامل مع حادث قطاع غزة ففور وقوع حادث قطاع غزة أقام الرئيس الدنيا ولم يقعدها اتصالات وإدانات وقرارات أما في حادث أسيوط المأساوي اكتفي الرئيس بالبيان الذي أصدره وأكد خلاله قبول استقالة وزير النقل وتحويل المعتدين للنيابة العامة ثم عاد الرئيس المصري ليواصل مباحثاته من اجل قطاع غزة فالرئيس تباحث طويلا بعد لحظات من وقوع الحادث الذي كان يجب أن يتفرغ لمتابعة تطوراته وزيارة المصابين وإعلان الحداد العام مع كلا من رجب طيب أردوغان رئيس الوزراء التركي وأمير دولة قطر حمد بن خليفة الثاني ورئيس الوزراء ووزير الخارجية وسفير دولة قطر بمصر بشان الاعتداءات علي قطاع غزة ونسي أو تناسي أن هناك العشرات من الأطفال المصريين الغلابة دهسهم قطار صباح نفس اليوم وكان من الواجب علي رئيس مصر الذي يثبت يوما بعد يوم انتمائه للعرب أكثر من انتمائه للمصريين في أن يولي الموضوع اهتمامه الأول ويعقد اجتماعات علي اعلي مستوي ويبحث كيفية تجنب مثل هذه الحوادث فيما وكيف يساعد اسر الأطفال الضحايا ويواسيهم ويشرف بنفسه علي علاج الأطفال المصابين ويتأكد من توافر الأدوية والأجهزة الطبيبة وخاصة بعد شكوى العديد من اسر الأطفال المصابين من ضعف الإمكانيات بمستشفي أسيوط
ونفس الوضع بالنسبة لرئيس الوزراء الدكتور هشام قنديل لم يكن بنفس الحماس والتأثر الذي ظهر عليه في قطاع غزة وكأن أطفال المصريين مغضوب عليهم
ونفس الوضع ينطبق علي جماعة الإخوان المسلمين التي نظمت عشرات الوقفات التي تدين وتشجب وتنادي بضرورة قطع العلاقات الدبلوماسية مع الكيان الصهيوني بسبب الاعتداء علي قطاع غزة بينما اكتفت ببيان تواسي فيه اسر الضحايا
وحزب النور السلفي لم نري الصيحات الحماسية التي تخرج من أعضاءه ولا من قيادات الحزب التي ثارت وجالت وهاجت وماجت من اجل أطفال غزة ولكنها اختفت واكتفت بالبيانات عن طريق شبكة التواصل الاجتماعي في حادث أطفال أسيوط وأين نقابة الأطباء المصرية التي حملت الأدوية مسرعة إلي قطاع غزة بينما لم نري أيا منهم يذهب لمستشفيات أسيوط لدعم الأطباء هناك وتوفير الاحتياجات الدوائية لأطفال مصر
هولاء هما الإسلاميين يا سادة وهذا اعتبره أول اختبار حقيقي لهم فقد رسب الجميع فيه بدء من رئيس الجمهورية ومرورا برئيس الوزراء وصولا إلى الأحزاب الدينية التي تطالب بتطبيق شرع الله
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com