وجود فلول وحالات تحرش لم تكن من أخلاق ميدان التحرير.. والشعوب المتحضرة ماتت من أجل تقدمها
اعتبر عصام سلطان، نائب رئيس حزب الوسط، وعضو الجمعية التأسيسية للدستور، تصريحات الدكتور محمد البرادعى، رئيس حزب الدستور، وعمرو موسى، رئيس حزب المؤتمر، بشأن تحذيراتهما من احتمالية وقوع عمليات عنف واغتيالات، دليلا على علاقتهما بأجهزة تمدهما بالمعلومات، وقال: «حديث الدكتور البرادعى بشأن مطالبته الغرب بإدانة الرئيس مرسى خيانة للضمير الوطنى».
وأضاف سلطان، فى حواره مع «الوطن»، إن هناك معارضة وتصرفات سياسية تخفى وراءها ممارسات بلطجة، مشيراً إلى أن حل أزمة الإعلان الدستورى الأخير، الذى أصدره الدكتور محمد مرسى، هو إرفاق بيان مجلس القضاء الصادر بعد اجتماع الرئيس والقضاة، إلى الإعلان الدستورى، ليكون جزءا منه.
* كيف رأيت مليونية القوى المدنية يوم الثلاثاء الماضى؟
- كانت فى مجملها مظاهرات جيدة، وحتى لو كان معظم ميدان التحرير «فلول»، فإنها تدل بشكل عام على أن هناك معارضة حية فى مصر، ولو استمر هذا فستقوى مصر، وأى مسئول أو حاكم سيراعى وجود شعب قوى وحى يخرج فى مظاهرات للشارع، وهذا أمر جيد، لكن فوجئنا أن هناك كلاما بأن أعضاء الحزب الوطنى المنحل احتشدوا ضمن مظاهرات التحرير، وهذه ربما تكون فرصة لعودة الحزب المنحل، مرة أخرى، مستترين ببعض السياسيين الذين شاركوا فى الثورة، أيضاً من ضمن ما سمعناه، أن هناك اعتداءات على بعض الرموز بغير مبرر، مثل الدكتور السيد البدوى، رئيس حزب الوفد، والسيد عمرو موسى، والتحرشات التى جرت لبعض الفنانات، وهذا لا يعكس أخلاقيات ميدان التحرير، ولم يحدث هذا فى الميدان أثناء الـ18 يوما للثورة.
* كيف ترى الوضع سياسياً بعد تفاقم أزمة الإعلان الدستورى؟
- ما حدث الثلاثاء الماضى، جزء من الصورة، لكن هناك جزءا آخر ممثلا فى الجانب المقابل من الشعب، صاحب الرؤية المختلفة، وستكون له مليونيات مقبلة.
* قلت إنكم مستعدون للتضحية من أجل أن يكمل الرئيس مدته؟
- لا، قلت إننا مستعدون للتضحية من أجل إرادتنا التى دفعت الشعب إلى الإدلاء بصوته فى صندوق انتخابى، لكنه وجد تلك الإرادة تداس بالأقدام يوما بعد يوم، مجلس الشعب ثم الشورى ثم الجمعية التأسيسية ثم انتخابات الرئاسة، وإن لم يضحِّ هذا الشعب ويقف كى يحافظ ويحمى إرادته سيكون مخطئاً، هذا ما قلته، ولا يمكن أن أتواطأ حتى أصدر أحكاما على مجالس منتخبة لم أحظ فيها بعدد كبير من المقاعد، هذا غير مقبول، وجميع الشعوب تقدمت وتحضرت لأنها دافعت وماتت فى سبيل تحقيق تلك الإرادة.
* وما رؤيتك القانونية، بشأن تطور أزمة الإعلان الدستورى؟
- الإعلان الدستورى يجب أن يرفق به بيان مجلس القضاء الأعلى، الذى صدر بعد اجتماع الرئيس بأعضائه، واعتباره جزءا من الإعلان، لتأكيد أن الأعمال المحصنة هى الأعمال السيادية والمؤسسات المنتخبة.
* لكن نادى القضاة رفض البيان؟
- من حقه أن يرفض، وهذه ميزة الديمقراطية، فكرة الرفض والقبول، جزء من الصورة ظهر فى مليونية التحرير، والجزء الآخر سيظهر سواء فى الميادين أو الإحصاءات التى أكدت قبولا للإعلان الدستورى، وأعتقد أن الأيام المقبلة ستظهر الوجه الآخر للصورة، وستظهر المؤيدين لاستكمال مطالب الثورة وتحقيق إرادة الشعب.
* وكيف ترى الأزمة فى ظل تمسك الرئاسة بالإعلان الدستورى وتمسك القوى المدنية بإلغائه؟
- علينا أن نحترم الإرادة الشعبية.
* هل هذا يعنى أننا يمكن أن نعرض الإعلان الدستورى على استفتاء؟
- لا، ما أقصده هو الصناديق الانتخابية فى مجلسى الشعب والشورى والانتخابات الرئاسية، وحتى الانتخابات المقبلة، إنما فكرة أن أحتمى وراء البلطجة كغطاء سياسى، أو أن يؤتى بفعل سياسى ومن الداخل ذراع للبلطجة، مثل ما رأينا من حرق مقار الإخوان والمولوتوف، ولا توجد أى إدانة من القوى السياسية.
* لكن هناك صداما بين مؤسسة الرئاسة والقضاء؟
- هذا جزء من الصورة، وهناك جزء أكبر، وهو 90% من المحاكم تعمل بصورة طبيعية.
* هناك اقتراحات بتعديل نصى المادتين الثانية والثالثة من الإعلان الدستورى وتعديل تشكيل المحكمة الدستورية؟
- لا توجد لدى اقتراحات أخرى، لكنى أرى المحكمة الدستورية ما زالت عاجزة عن اتخاذ أى إجراءات مع بعض أعضائها، الذين أفشوا أسرار بعض القضايا، وهذا خطأ جسيم وكبير جدا، كيف يمكن أن يصدر القاضى حكماً مخالفاً لرأيه، على المحكمة أن تتخذ إجراءات مع بعض القضاة بها، لم يتحدث أحد عن مجلس الدولة أو محكمة النقض، رغم إصدارهما أحكاما قوية.
* وما مصير الجمعية التأسيسية بعد إصدار الإعلان الدستورى؟
- ستستكمل أعمالها خلال أيام وخلال فترة وجيزة جدا، وستسلم الدستور للرئيس، وهناك اقتراحات مقدمة من بعض الأعضاء بتصعيد الاحتياطيين مكان المنسحبين، وبالتالى فكرة اكتمال النصاب فكرة منتهية، وحتى الأشخاص المنسحبين، ما زالت أفكارهم موجودة داخل مسودة الدستور.
* وكيف تقيّم الفترة الأولى للرئيس؟
- بها كم هائل من التربص والحقد السياسى، لم أرهما فى حياتى، ولم أكن أتصوره، كنت أحسب أن المعارضين السياسيين يوزعون الأدوار مع بعض الذين ينتهجون العنف، لكنهم حتى لا يدينون هذه التصرفات، وأقول لهم إن العنف سيأكل مصر كلها، ولن يقتصر على الخصوم السياسيين فقط.
* كيف تتابع تصريحات البرادعى وموسى بشأن التحذير من دخول مصر إلى حرب أهلية؟
- لم أكن ألتفت إليها، لكن بصراحة أنا بدأت آخذ تصريحاتهم على محمل الجد، لأنه تبين أن ما يقولانه حدث فيما يتعلق بالعنف، وواضح أن لديهما أخبارا مهمة لا يعرفها غيرهما، أهتم بما يقولانه، لأنه سبق أن قالا كلاماً عن أحداث عنف وحدثت بالفعل، وهناك اقتحام للمقرات ومولوتوف، هما لديهما أخبار لا نعرفها، وواضح أن لديهما اتصالا ببعض الجهات التى تمدهما بهذه الأخبار، لأنها أخبار غير مكذوبة وتتحقق، خصوصا فيما يتعلق بالاغتيالات والعنف وما إلى ذلك.
* كيف رأيت تصريحات البرادعى ومطالبته بإدانة دولية لقرارات الرئيس مرسى؟
- الاستقواء بالخارج من قبيل الخيانة للضمير الوطنى.
* البعض يعيب أن الرئيس لديه سوء بطانة جعلته يأخذ قرارات خاطئة؟
- ليست لدى فكرة، ولا أعلم كيف تدار مؤسسة الرئاسة وطرق اتخاذ القرار فيها.
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com