بقلم: د. رأفت فهيم جندى
لا أحد يعلم متى أو ماذ سيكون نهاية صراع مرسى وجماعته من جهه مع معظم الشعب المصرى من جهة أخرى؟ ولكن من المؤكد انها نهاية شعبية الأخوان المسلمين وشعبية الإسلام السياسى، ليس فى مصر فقط ولكن فى العالم كله، وكل من يتخيل أن مرسى سيستقيل بسلاسة إستقالة مبارك هو واهم، لأنه ليس هناك ـ حتى الآن ـ ارادة أمريكية لذلك، وليس هناك طنطاوى وعنان ليؤتمرا بهذه الأدارة.
أن ما أزاد نفوذ الأخوان المسلمين من قبل هو تواجدهم وقت الأزمات، وعلى سبيل المثال فى زمن الكوارث الطبيعية كان الأخوان وقتها يوزعون الأكل والبطاطين وخلافه للمنكوبين مع وجود تقصير حكومى شديد، وبهذا انتشرت شعبيتهم وسط البسطاء وزاد من شعبيتهم ايضا إضطهاد السلطة لهم.
كان للابد للأخوان ان يصلوا للسلطة لكى تظهر حقيقتهم ويظهرالوجه الآخر لهم تماما مثل نشأة أصلهم، مسالم فى البداية وكاشف عن الانياب وقت التملك، وإسقاط مرسى لن يكون ابدا بإرادة مكتب إرشاد الأخوان ولو حتى على اشلاء جميع افراد الشعب المصري كله ومنهم ايضا افراد جماعة الأخوان نفسها.
كيف يتعجب المصريون الآن من الأخوان المجرمين الذين يقرون لأنفسهم ما يحرمونه وينكرونه على الأخرين، اليست هذه هى قواعد المجتمعات الإسلامية جميعها؟ فالتبشير بالمسيحية او بأى دعوى أخرى ممنوع تماما فى المجتمعات الإسلامية بينما الدعوى الإسلامية حق لهم فى كل بلدان العالم! وايضا إقرار الغزوات الإسلامية مع تجريم غزوات الفرنجة! بل وصل الأمر لتجريم استرداد الأسبان لبلادهم من المسلمين، تماما كما يجرم الأخوان الآن انقلاب المصريين عليهم!
الأخوان يبدلون كل مراكز السلطة لتكون فى ايديهم، اليس هذا مبدأ "لا ولاية لغير اخوانى على اخوانى"؟!
ينكر الناس مبدأ سمع وطاعة الأخوان للمرشد، "لا تناقش ولا تجادل يأ أخ يا مسلم"، أليس هذا نفس فكرة "لا تسألوا عن اشياء ان يبدو لكم تسؤوكم"؟!
يستنكر الشعب كل ما يتفوه به مرسى وباقى جماعته من اكاذيب، الم يأتى هذا من تحليل الكذب فى ثلاثة مواقف ومنها الحروب؟! وهم الآن فى فى وقت غزوة "فرض الدستور"، وهذا ما وصف به السيد المسيح ابليس ومن يتبعه قائلا "وَلَمْ يَثْبُتْ فِي الْحَقِّ لأَنَّهُ لَيْسَ فِيهِ حَقٌّ. مَتَى تَكَلَّمَ بِالْكَذِبِ فَإِنَّمَا يَتَكَلَّمُ مِمَّا لَهُ لأَنَّهُ كَذَّابٌ وَأَبُو الْكَذَّابِ." )يوحنا 8 : 44)
لقد اظهر مرسى الوجه الحقيقى للأخوان وهو الوجه الحقيقى لنشأتهم وافكارهم ومبادئهم، وان كنا نستنكر ان العالم يصنف حماس انها ارهابية بينما لا يصنف الأخوان بهذا والتى هى منشئة حماس، فأن الذين يجرمون الآن الأخوان لا بد لهم أن يجرموا ايضا مصادر مبادئ الأخوان الأساسية!
وان كان حسن البنا الذى انشأ الأخوان منذ 84 عاما لم يعلم وقتها أن جماعته التى انشأها ستتملك السلطة فأن مُنشيء مبادئهم الاصلية لم يعلم ايضا انه سينتشر بهذا الأنتشار الواسع بعده. ولقد بشر سفر الرؤيا كل المؤمنين بالخلاص قائلا "وَإِبْلِيسُ الَّذِي كَانَ يُضِلُّهُمْ طُرِحَ فِي بُحَيْرَةِ النَّارِ وَالْكِبْرِيتِ، حَيْثُ الْوَحْشُ وَالنَّبِيُّ الْكَذَّابُ. وَسَيُعَذَّبُونَ نَهَاراً وَلَيْلاً إِلَى أَبَدِ الآبِدِينَ. " (رؤيا 20: 10)
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون
© 2004 - 2011
www.copts-united.com