سلاح الطائفية.. هو أقذر سلاح يمكن أن تلجأ إليه جماعة أو حزب سياسي.. فالدين لله والوطن للجميع.. لكن جماعة الإخوان دأبت علي استخدام هذا السلاح كلما شعروا بأنهم في مأزق، دون
أن ينظروا لمدي خطورة استخدامه علي وحدة وسلامة بنيان الأمة، حدث ذلك في استفتاء مارس الشهير، والذي صوروا للناس أن من يقول نعم سيدخل الجنة، ومن يقول لا سيدخل النار، بل كانوا يعلنون أن «لا» في الاستفتاء ستعني إلغاء المادة الثانية من الدستور وأن مسيحيي مصر يريدون إلغاء الشريعة لهذا يرفضون ويدعون لقول «لا» في الاستفتاء وقد نجح لهذا السلاح في خلق نوع شديد من الاستقطاب والانقسام، وأصبح العوام يحشدون بعضهم البعض حتي لا تنتصر الكنيسة حسب رأيهم وللأسف لعبت منابر المساجد دوراً كبيراً في تجهيل الناس، وإشعال نار الفتنة في الوطن فأصبح دعاة الفتنة ينفثون سمومهم في آذان وعقول العامة.
وظهرت نتائج الاستفتاء، ووضحت قدرة الإسلاميين علي الحشد والاستقطاب من قبل ذلك ظهرت قدرتهم علي استخدام أقذر الأسلحة الانتخابية، وهو سلاح الطائفية.. وقضينا وقتاً طويلاً حتي نعيد «اللُحمة» إلي الوطن مرة أخري، وتمضي الأيام وهذا السلاح قابع داخل أروقة الجماعة ومقرها الشهير بالمقطم لكن دون استخدام، لأن الإخوان وجدوا أن هناك سلاحاً آخر يستخدمونه في حالات أخري عديدة وهو شماعة الفلول.. فكل من يعارض الإخوان هو فلول، ويعمل لمصلحة النظام السابق حتي انهم لم يتوانوا عن إطلاق هذا اللقب علي البرادعي وصباحي، وهي نكتة أضحكت الكثيرين.
لكن الإخوان أرادوا أن يداروا فشلهم، بالبحث عن شماعة فما أن خرجت الجماهير الغفيرة في التحرير، في جمعة كشف الحساب الشهيرة، خرج عليهم الإخوان من كل فج، واعملوا فيهم الضرب والتقتيل، بعد أن هدموا منصاتهم ومزقوا لافتاتهم وكانت الشماعة الإخوانية جاهزة أن هؤلاء فلول يريدون عودة النظام السابق، وكأن ثوار الأمس وزملاء الإخوان بالميدان تحولوا إلي «فلول» لمجرد أن قالوا للرئيس «لا».
الإعلان الدستوري والأقباط
وبمجرد أن أصدر الرئيس مرسي إعلانه الدستوري الكارثي في 21 نوفمبر الماضي حتي خرجت الجماهير الغفيرة تعترض وترفض الإعلان المشبوه الذي حول الرئيس إلي «إله» لا يسأل ولا يحاسب عما فعل أو يفعل مستقبلاً.. ولما زادت موجات الغضب حتي وصلت مداها يوم الأربعاء الأسود أمام الاتحادية يوم أن هجمت ميليشيات الإخوان علي الشباب الثوري المعتصم داخل الخيام أمام قصر الاتحادية، واعملوا فيهم القتل والاصابات حتي بلغ عدد الشهداء 11 شهيداً وأكثر من 1000 مصاب هنا تذكر الإخوان سلاحهم القذر وهو سلاح الطائفية، فاخرجوه من أدراج مكاتبهم وعلي الفور انطلقت الإله الإعلامية الإخوانية، ممثلة في قناتهم الملاكي «مصر 25» ثم جريدتهم الصفراء المسماة باسم حزبهم «الحرية والعدالة».. فأصبحوا يبثون السم ليل نهار في أذهان العوام والأنصار بأن المسيحيين يقفون خلف كارثة الاتحادية، والتي أودت بحياة أكثر من 11 شهيدًا و1000 مصاب، بل ان خيرت الشاطر في مؤتمر صحفي أكد أن الأقباط وراء الكارثة.
ولم يكذب القيادي الإخواني محمد البلتاجي الخبر، وأعلن في حوار مع راديو مصر أن 60٪ من المتواجدين أمام الاتحادية من المسيحيين الغاضبين علي صعود الإسلام في مصر.
وبالطبع تلقفت المنابر الإخوانية والتابعة لها لهذه الفرية من قادة الإخوان، وأخذوا في ترديدها دون أن يدركوا خطورة هذا السلاح القذر والذي يمكن أن يأتي علي الأخضر واليابس في مصر، خاصة أن الواقعة تخلفت عنها دماء كثيرة، وهو ما يعني أن الإخوان يريدون البحث عن شماعة يعلقون عليها فشلهم وجريمتهم في حق الشباب الثائر، ومن هنا هبت الكنائس المصرية والشباب المسيحي الثائر لنفي التهمة الإخوانية والتأكيد علي أن المعارضة والرفض الشعبي ضد الإخوان لا يرتبط بدين أو عقيدة ولكن بالإحساس بالخطر نحو ما تمر به البلاد من مأزق، فالمسيحي والمسلم جنباً إلي جنب أمام الاتحادية.
وفي ميدان التحرير وفي غيره من ميادين التحرير، يجمع بينهما حب الوطن ولا يفرق بينهما دين بل ان بعض القيادات المسيحية هددوا بردع الإخوان عن طريق رفع قضايا ضد القيادات الإخوانية المنفلتة التي تشعل نار الفتنة في الوطن بسوء نية متعمدة مدركين أن مثل هذه الدعايات السوداء يمكن أن تشعل فتنة طائفية تشعل مصر ناراً خاصة مع المتعصبين من أنصار الإخوان، وخطباء المنابر الذين يرددون كلماتهم وادعاءاتهم علي أنها حقائق لا يأتيها الباطل من أمامها أو من خلفها.
والسؤال الآن متي يكف الإخوان عن استخدام هذا السلاح القذر.. سلاح الفتنة الطائفية، ولماذا لا يعترفون بفشلهم في إدارة أمور البلاد والعباد في مصر؟ هذا هو السؤال؟!
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون
© 2004 - 2011
www.copts-united.com