يقول الداعون لرفض مسودة الدستور التي بدأ التصويت عليها امس في عشرة من اصل 27 محافظة مصرية ان ما اتت به هذه المسودة لا يؤسس لاحقاق حق طال انتظاره حيث اتت المسودة خالية من التزام الدولة بالسعي لكشف جرم قتلة الشهداء الذين سقطوا ومازلوا واعمال العدالة في امرهم، وهكذا ايضا تحدث رافضوا الاعلان الدستوري المثير للجدل المعلن عنه من رئاسة الجمهورية في 22 نوفمبر والاعلان الناسخ له والصادر في الثامن من ديسمبر من انهما عجزا عن الالتزام بتحقيق العدالة لمن قتل ومن اصيب ومن اعجزه الاعتداء فيما اتصل بثورة الخامس والعشرين من يناير، فحديث تقصي الحقائق واهم وحديث العدالة الانتقالية منفي، كما يذكرون
ومن خالد سعيد ، ايقونة ثورة يناير إلي الحسيني ابو ضيف شهيد احداث الاتحادية المنذرة بتناحر مجتمعي غير مسبوق سقط الكثير من الشهداء، بعضهم معلوم واخرون مازلوا ربما في عداد المفقودين. ومن بين الشهداء الذين تبقي اسمائهم جميعا ملهمة للسعي نحو الحق ولو كانت الحياة في ذلك سبيلا يبقي اسمي مينا دانيال، الشاب القبطي شهيد مذبحة ماسبيرو في التاسع من اكتوبر 2011 واسم الشيخ الجليل عماد عفت شهيد مذبحة مجلس الوزراء في السادس عشر من ديسمبر للعام نفسه، اسمين تلتف حولهما كثير من الافئدة متخطية حواجز الدين والانتماء السياسي والعمري، فما بين مينا دانيال القبطي العشريني الذي يقول من يراه انه ربما وجه ثان ليسوع المسيح والخمسيني عماد عفت ،امين الافتاء بالأزهر الشريف ،الذي لا تفض الكلمات في وصف سماحته وروحانية ايمانه وتقواه الحق الكثير من الفروق ولكن ما جمعهما في التحرير كان الرغبة في تحرر الوطن الذي من اجله قضيا شهيدين، والذي من اجله مازلت صورتيهما معا مرفوعة علي اعلام خفاقة ليس فقط مع حلول ذكريات اليمة لماسبيرو ومجلس الوزراء وما بينهما محمد محمود، ولكن دوما ومع كل مسيرة تنادي بما تناديا به من رفض للظلم وقول للحق
الشروق تلتقي السيدة نشوي عبد التواب التي كان الشهيد عماد عفت لها زوجا ومعلما وصديقا حبيبا والسيدة ماري دانيال التي كان الشهيد مينا دانيال لها ابنا قبل ان يكون اخا ومخلصا من السقوط في براثن التخندق الطائفي قبل هذا وذاك
عماد عفت – ولقول الحق ابقي من كل قول
متشحة بالسواد وفي قلبا اسي لا يجادل بأسه سوي ابتسامات ابراهيم عماد عفت الذي فقد والده وهو دون عامه الاول. نشوي عبد التواب، الزميلة الصحفية الاربعينية، التي وقفت علي قبر الشهيد الراحل تقول لمن اتوا للمواساة يوم دفنه، وكانوا الافا اهتز قبل الازهر لصيحات المهم وغضبهم، "أنا راضية... هو كان عايز يكون شهيد... هيوحشني جدا لكن انا راضية... الحمدالله ... الحمدالله".
بعد عام من يوم غياب القتل الغادر عماد عفت تبقي زوجته راضية بما اراد الله لها ولابنها ولكن ابدا غير راضية بما ارادت الدولة واجهزتها الامنية ومؤسساتها السيادية لحقيقة من وما الذي قتل عماد عفت في السادس عشر من ديسمبر الماضي وهو مشارك لمواطنين مصريين تظاهروا امام مقر مجلس الوزراء لرفض سقوط الوطن في براثن طاغوت اراد ان يكون خلفا لطاغية ازاحته الثورة التي شارك فيها زوجها غير عابئ بانتقادات وتحذيرات وجهت له في البدء علي مواربة وتحسب ثم في صراحة وتحذير.
"لا اري ان الدولة معنية باظهار الحقيقة، بل يمكن ان اقول ان الدولة معنية بالغلاق الملف .. وانا هنا لا اتكلم فقط عن الشيخ عماد عفت، وان كنت اخصه بالذكر، ولكنني اتكلم عن عموم الشهداء، ولكنني لا استطيع ان ابقي صامتة علي ذلك لانني ، كما غير من اقارب واسر الشهداء، لا استطيع ان اهدر حق الشهيد... وينبغي علي الدولة ان تدرك ان اهدار حق الشهداء يتجاوز الافراد الذين تذهب حقوقهم سدي ويتحول لاهدار لحق الوطن الذي من اجله جاءت شهادة هؤلاء،" بحسب ما تقول نشوي عبد التواب بحسم ويقين في آن.
بالنسبة لنشوي عبد التواب فإن غياب العدالة الناجزة فيما يتعلق بحقوق الشهداء هو بلا شك تغييب متعمد، فعلي سبيل المثال فإنه في حالة الشهيد عماد عفت لم يحدث تحقيق جاد في ملابسات القتل ، بل ان النيابة الادارية لم تنته من التحقيقات او جمع الادلة ، كما انها اعتمدت علي شهادة شهود غير متطابقة مع تداعي الاحداث حسبما رصدتها زوجة الشهيد ووثقتها من خلال جمعها للقطات تسجيلية من عدد القنوات الفضائية التي كانت تبث تطورات تظاهرات مجلس الوزراء بثا حياً – رغم عدم تعاون بعض القنوات في توفير ما لديها من شرائط احتفظت بها عن هذا البث الحي.
وتقول نشوي عبد التواب أن من ذهب لميدان التحرير ومن بينهم الشيخ الشهيد عماد عفت إنما ذهب في الاصل للمطالبة بإنهاء تغييب العدل وبالتالي فهي تجد تغيب العدالة في حالة الشهداء هو ظلم مزدوج حيث يهدر حق الدم ويهدر حق الوطن الذي من اجله كانت التضحية بالحياة وترك الاحباب في الم.
في يوم تظاهرات مجلس الوزارء قبل عام من اليوم، تضيف نشوي عبد التواب، "كان عماد عفت واقفا وقفة حق في الصفوف الاولي، كما فعل قبل ذلك كثيرا" ولكن احدا لم يقل الحق عن كيف استشهد عماد عفت، وهذا لا يقتصر فقط علي شهود تقول انهم ترتاب لامرهم ولكن ايضا فيما يتعلق بهؤلاء الذين لم يتكلموا من الاساس ومن بينهم مئات الضباط والاف المجندين الذين كانوا يقفون علي تأمين الساحة والشوارع المحيطة بمجلس الوزراء بوصف البناء من اهم ابنية الدولة الحيوية.
نشوي عبد التواب التي امتنعت عن تسليم الني...
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون
© 2004 - 2011
www.copts-united.com