ÇáÃÞÈÇØ ãÊÍÏæä
طباعة الصفحة

كواليس الساعات الأخيرة قبل ماراثون "الاستفتاء".. "الإخوان" تستعد بـ3 غرف عمليات فى "المقطم" و"لاظوغلى" و"مدينة نصر" لإدارة الموقعة.. وتعتمد طريقة "5 – 5 – 7" لحسم الجولة بـ"نعم"

اليوم السابع - كتب شوقى عبد القادر | 2012-12-21 19:23:58

 

 
وضعت جماعة الإخوان المسلمين، ماضيها وحاضرها فى كفة، وحسم الجولة الثانية، من الاستفتاء على الدستور ومستقبلها فى الكفة الأخرى، فكلمة خسارة هنا لا تعنى للجماعة، مجرد خسارة جولة سياسية أمام القوى المدنية والليبرالية وحسب، وإنما تعنى خسارة المعركة للأبد، لذلك استعدت الجماعة، لتلك الجولة بخطط وتكتيكات غير مسبوقة فى تاريخها الخاص فى التعامل مع صندوق الانتخابات.
 
استعدت الجماعة لإدارة المرحلة الثانية من الاستفتاء على الدستور، بـ 3 غرف عمليات مركزية الأولى فى المقطم، والثانية فى مدينة نصر، والثالثة فى لاظوغلى، وسيشرف على هذه الغرف بشكل مباشر، الدكتور محمد بديع المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، والثانية تحت إشراف نائب المرشد المهندس خيرت الشاطر، أما الثالثة تحت إشراف الدكتور سعد الكتاتنى، رئيس حزب الحرية والعدالة، وتضمن الاجتماع الأخير الذى عقده كبار القيادات بالجماعة والذى تم فيه وضع اللمسات النهائية بحسب المعلومات الواردة من مصادر فى هذا الاجتماع، أن يتم تقسم محافظات الجولة الثانية، والبالغ عددها 17 محافظة، هى الجيزة، والأقصر، والمنوفية، وبنى سويف، والفيوم، والسويس، والوادى الجديد، والبحر الأحمر، وبورسعيد، والإسماعيلية، والقليوبية، والمنيا، ودمياط، والبحيرة وكفر الشيخ، ومرسى مطروح، على النحو التالى تتولى الغرفة الأولى 5 محافظات، والثانية 5 محافظات، فيما تتولى غرفة المقطم 7 محافظات.
 
وجاء توزيع هذه المحافظات بين السهولة والصعوبة والمتوقع أن تواجهها الجماعة فى عملية التصويت، أولا من حيث السهولة تتصدر هذه القائمة محافظة الفيوم بكتلتها التصويتية التى تبلغ 2 مليون و545 ألف صوت انتخابى، معظمها مؤيد للتيار الإسلامى بصفة عامة وللإخوان بصفة خاصة، ويليها محافظتى مرسى مطروح، والوادى الجديد، فهذه المحافظات لا تمثل للجماعة، أدنى مشكلة - إن جاز التعبير - فى عملية التصويت بـ"نعم" نظرا لما سبق الإشارة إليه من سيطرة جماعة الإخوان وحلفائهم من التيار السلفى، بالإضافة إلى المؤشرات الإيجابية لتقارير "جس النبض" الخاصة بتلك المحافظات.
 
تقارير جس النبض لمن لا يعرف، هى عبارة عن استطلاعات رأى تجريها المكاتب الإدارية لجماعة الإخوان فى المحافظات، حول وجهات نظر المواطنين، حول القضايا المطروحة على الساحة، ويتم إجراء هذه التقارير فى الغالب بتكيف مباشر من مكتب الإرشاد بالقاهرة، واللافت أن تقارير جس النبض لا تركز على شرائح معينة مثلما الحال فى حملات تسويق السلع والمنتجات، وإنما تستهدف قطاعات كبيرة من المواطنين، مهما اختلفت درجة ثقافتهم ووعيهم وأعمارهم. 
 
أما باقى المحافظات وعددها 14 محافظة، سيتم التعامل معها وفقا لعدة محاور تختلف من محافظة إلى أخرى، فمثلا محافظات السويس وبورسعيد والإسماعلية هى محافظات بطبيعتها، تكره الممارسات الاحتكارية لأى فصيل سياسى- مهما كانت خلفية هذا الفصيل - الأمر الذى قد يؤدى إلى أن تتحول الكتل التصويتية بها إلى ما يعرف بالكتل التصويتية المعادية لهذا الفصيل، لذلك اعتمدت الجماعة هنا على جذب كتل تصويتية على سبيل المثال فى محافظة السويس عقد المهندس "محمود أمين" أمين حزب الحرية والعدالة بالمحافظة عدة لقاءات مؤخرا، مع ممثلى القبائل العربية لبحث مطالبهم، مع ملاحظة أن المحافظ الجديد ينتمى لجماعة الإخوان، وهو الأمر الذى ظهر بوضوح عقب هذه اللقاءات التى تمت الأسبوع الماضى، إذ خرج عدد كبير من أبناء هذه القبائل فى ظهور هو الأول من نوعه فى مظاهرات تأييد للدستور. 
 
ولا يعنى التفكير فى اجتذاب عناصر كتل تصويتية جديدة فى محافظات القناة، وغيرها من المحافظات، أن تتخلى الجماعة عن أسالبيها القديمة فى إدارة العمليات الانتخابية مستغلة فى ذلك خبراتها المتراكمة فى الظهور والاختفاء، من أمام اللجان وإجراء العمليات الحسابية كل ساعة فى غرف المتابعة، وفقا لمواعيد محددة والتمهيد بالدعاية المباشرة لكلمة "نعم"، فى اليوم السابق لعملية الاستفتاء.
 
ولكن الجماعة حريصة منذ إنتهاء الجولة الأولى من الاستفتاء على الدستور وما أثير حولها من وجود عمليات تزوير شابت هذه المرحلة توصيل رسالة مختصرة داخل مصر وخارجها مفادها قدرة جماعة الإخوان المسلمون على إدارة دفة العملية الانتخابية مهما كان حجمها بطريقة احترافية بعيدا عن التلاعب والتزوير، فالرهان الأهم بحسب المعلومات الواردة من الاجتماع الأخير هو التأثير فى المواطن العادى والكتل البسيطة للتصويت بـ"نعم" للدستور تحت مسمى كلمة الاستقرار، وتجنب ارتكاب المخالفات الصريحة فى بداية التصويت، الأمر الذى يؤدى إلى ثلاث نتائج تتمثل فى صرف نظر الناخبين عن التصويت بـ"نعم" وما يترتب على ذلك من نتائج عكسية فى انتخابات الشعب، استفزاز المواطنين، ومنح فرصة على طبق من ذهب للمراقبين.
 
وبحسب خطة الجولة الثانية من الاستفتاء ستعتمد الجماعة خاصة فى المدن وعواصم المحافظات فى الساعات الأولى من التصويت، على منح الفرصة للمنافسين وهم هنا جبهة الانقاذ الوطنى، وحركة 6 أبريل، والرافضين للدستور، أن يقدموا أقصى ما لديهم من مجهود، على أن يقوم أعضاء الجماعة بمهمة الرصد واستطلاع المؤشرات التى سيتم رفعها لغرف المحافظات كل ساعة فى الفترة الصباحية، على أن يتم الدفع بالكتل التصوتية الموالية للجماعة فى الساعات الأخيرة من التصويت. 
 
وتتضمن المهام الرئيسية لغرفة عمليات حزب الحرية والعدالة، الرصد والمتابعة، لعملية التصويت وتتبع تجاوزات المنافسين، فضلاً عن إقامة المؤتمرات الصحفية، وإرسال التقارير إلى قيادات الجماعة، حيث ضمت الغرفة المركزية 6 لجان، أهمها صياغة الأخبار والرصد والتليفزيونى والإعلامى، والتحليل، ولجنة الاتصال بالغرف المركزية فى المحافظات.
 
وتقوم لجنة مشتركة بين حزب الحرية والعدالة ومكتب إرشاد الجماعة، بمهمة التنسيق فيما بين الجانبين، بخصوص جميع القرارات. 
 
وتستهدف الجماعة بحسب مصادر مطلعة على 70% من جملة التصويت أو نسبة الثلثين، لتحصد بذلك على موافقة أغلبية الشعب على الاستفتاء، وفقا للخطة الموضوعة مسبقا، بالاكتفاء فى المرحلة الأولى بالحصول على 50%، فقط من الكتلة التصويتية "التنظيمية" للإخوان المسلمين، على أن يقوم الـ 50% الباقون بالإدلاء بأصواتهم فى المرحلة الثانية، وذلك وفقا لعملية "الجداول" التى يلتزم فيها الإخوان فى أى عملية انتخابية، بحيث لا تنزل القواعد للتصويت بشكل عشوائى، وإنما تصدر الأوامر مسبقا بالنزول للتصويت على دفعات محددة، ووفقا لجدول زمنى محدد قابل للتغيير على مدار العملية الانتخابية.
 
ومن المتوقع، أن يعتمد الإخوان على استراتيجية الأمن المركزى، بما يعنى طلب "الإمداد" من المحافظات المجاورة التى لا تجرى فيها الانتخابات، لتدعيم فريق العمل الموجود فى المحافظات التى تتم فيها الانتخابات، بحيث تصل الكثافة العددية لفريق العمل الإخوانى فى الدوائر الانتخابية إلى معدل مرتفع وبمهام محددة.
 
ومنحت الجماعة أهمية خاصة لمحافظتى كفر الشيخ، والمنوفية، خاصة وإن الأولى تعد مسقط رأس والمعقل الانتخابى لحمدين صباحى، المعارض الأول للجماعة ورئيسها محمد مرسى، إلى جانب الدكتور محمد البرادعى، أما محافظة المنوفية فهى كتلة من الأصوات العقابية لجماعة الإخوان، وعلى الرغم من الطابع الريفى للمحافظة إلا أن الحركات الثورية تحظى بزخم كبير، ولكن تواجد الجماعة ومحافظ الأقليم، قادر على توجيه الدفة إلى صالح الإخوان، وتبقى محافظة المنيا بكتلتها التصويتية للأقباط الذين يمثلون قدر لا يستهان به لذلك أجرى عدد كبير من القيادات الإخوانية اتصالات مكثفة بعدد من رموز الجماعة الإسلامية لمواجهة الحشد الطائفى.
 

جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com