بقلم: مهندس عزمي إبراهيم
طالعنا اليوم الاثنين 21 يناير 2013، الخبر التالي، فدفعني أن أكتب هذا المقال على عجل.
((كتب: هشام خورشيد: نشرت جريدة القدس الفلسطينية دراسة هندسية توصى بتمدد الاراضى الفلسطينية بقطاع غزة لتضم اراضى من سيناء لحل مشكلة "الانفجار السكاني" في قطاع غزة عن طريق الحصول على حق استئجار أراضي لمدة 99 عام من مصر لحل مشكلة التكدس السكانى ))
وقبل ذلك طلعت علينا حكومة الأخوان برئاسة د. مرسي باقتراح أو بفكرة تأجير قناة السويس المصرية لإمارة قطر العربية البترولية. بل جاء الخبر صريحاً عن اتفاق خيرت الشاطر مع أمير قطر على تأجير قناة السويس لمدة 99 سنة. . وأمام تذمر واعتراض بعض الجبهات الشعبية والاعلامية الوطنية اضطرت حكومة مرسي لانكار ذلك أو العدول عنه.
السؤال الأول: ماذا لو تم (لا قدر الله) تأجير شبه جزيرة سيناء المصرية لمدة 99 سنة لأهل غزة، ويجب ألا ننسى أن ارهابي حماس يعيشون في خياشيم غزة؟؟ ومن أين لأهل غزة قيمة إيجار أرض سيناء الغالية؟؟ طبعاً من السعودية وأمراء الخليج، وربما من اسرائيل وأمريكا أيضاً!! وماذ لو توقف هؤلاء الممولون عن مساعدة غزة خلال الـ 99 سنة وهذا المتوقع؟؟ بل ماذا بعد مرور 99 سنة، هل سيرحل الغزاويون والحماسيون عن سيناء بعد أن تناكحوا وتناسلوا وتكاثروا خلال 99 سنة (ونتوقع شغل جامد ما شاءالله)؟؟ وإلى أين سيرحلون؟؟ هل ستستوعبهم غزة التي لا تتسع لهم اليوم!!؟؟ ماذا لو لم يتكرموا بالرحيل عن سيناء؟؟ هل سنقوم بثورة طالبين جلائهم عن أرض سيناء المصرية؟؟ أم سنثور ضدهم ونحاربهم ونطاردهم كما فعلنا مع الانجليز المحتلين؟؟ (الانجليز احتلونا 70 سنة، وليس 99سنة). هل سننسى حينئذ أنهم أبناء عمومتنا وعروبتنا ومن دمنا ولحمنا؟؟
السؤال الثاني: ماذا لو تم (لا قدر الله) تأجير قناة السويس لأمير قطر لمدة 99 سنة؟؟ ماذا بعد 99 سنة، هل سنحارب إدارة قناة السويس القطرية وعساكرها من أجل استخلاص القناة من براثنها النفطية كما فعلنا مع الاستعمار البريطاني حتى رحل آخر جندي انجليزي عنها في 19 أكتوبر 1954، ثم مع العدوان الثلاثي انجلترا وفرنسا واسرائيل عليها في 1956 بعد حرب ودمار وسفك دماء واستشهاد مصريين أبرياء؟؟ هل سنلجأ لمجلس الأمن لإصدار الحل بالجلاء بإقامة اجتماع تلو اجتماع، وارسال مندوب تلو مندوب، واصدار قرار تلو قرار لمدة 99 سنة أخرى؟؟ وهل سننسى أو سنتناسى حينئذ أنهم أخوة لنا في العروبة والدين؟؟؟
أعلم أن المفكرين في مثل هذا المسار من التفكير سواء مصريين أو غير مصريين يعللونه (وأكرر كلمة يعللونه افتراضاً لحسن نيـَّـاتهم أو سوئها) بتحسين أو بالأصح انقاذ الاقتصاد المصري المتدهور، أو في المساهمة في ذلك العمل الجليل!! . فيلجأون (ماكرين) لأسهل السبل وهو تأجير أذرع مصر وأرجلها ومفاصلها الحيوية في السوق العربي النفطي الثري بالريال والدينار والدولار، ويقدمونها لقمة سائغة وسلعة مصرية لم تكن عمرها للبيع أو للإيجار. وفي حقيقة الأمر، هم ينفذون مخططات أجنبية لتخفيف الضغط على العزيزة الحبيبة إسرائيل، ويتخلصون من صداع القضية الفلسطينية في أدمغة حكام السعودية وأمراء دول الخليج. وذلك بدلا من النظر بجدية في تحسين مجال الأعمال والتصنيع والتنمية والاستثمار النزيه والتربية والتعليم بمصر، متضامناً مع توفير الأمان وتحسين الأخلاق في الشارع المصري، ومتآزراً مع شفافية ونزاهة وعدالة الحكومة: رئاسة ووزارت ومؤسسات.
السؤال الثالث والأهم (أو الأسئلة):
هل كان يجرؤ إنسان مهما علا شأنه في أي حكومة من الحكومات المصرية السابقة حتى في عصر الملكية وعصور الاحتلال بأنواع المحتلين أن يعرض أو مجرد يقترح عرض شبر من أرض مصر للإيجار لدولة أجنبية؟؟
هل كان يجرؤ جار من جيران مصر شرقاً وغرباً وجنوباً أن يطلب تأجير أرض مصرية؟؟
ألا يرى أحد اليوم كيف انزلقت بل وتدحدرت هيبة مصر في نظر أخواتها وجيرانها وقد كانت السيدة القديرة القائدة والقائمة عليهم جميعاً؟؟
ألم تكن مصر الأم الحاضنة لهم جميعاً يرضعون من خيراتها، وينعمون بعطائها ومعوناتها وخِبراتها وخُبرائها؟؟ وكانوا يحترمونها أرضاً وشعباً!!
أين أبناء مصر اليوم، هذا الوطن العزيز، أو الذي كان عزيزا إلى أن اغتصبته براثن المتأسلمين؟؟
كيف ضاعت عزة مصر تحت أقدام الأخوان وأخواتها وتفريعاتها المتأسلمة؟؟ أليس ذلك لأنهم ليسوا أبناء مصر حتى وإن كانوا وُلِدوا بها وعاشو على أرضها وحملوا جنسيتها؟؟ أليس ذلك لأنهم ليسوا في الحقيقة مواطني مصر بل هم مواطنوا خلافة وهمية بلا حدود؟؟ فلا أهمية ولا قداسة ولا احترام لحدود أي دولة ، حيث آلت الدولة إلى دويلة أو إمارة داخل حدود الخلافة؟؟
بيعوا مصر.. وأجَّروها!!
بيعوا وأجَّروا قناة السويس لقطر.النفطية العربية.
بيعوا وأجَّروا سيناء مناصفة بين غزة وحماس، وربما مثالثة بينهما وبين اسرائيل.
بيعوا وأجَّروا الأقصر وأدفو وكوم امبو وأسوان وأرض النوبة للسودان الجعفري النميري.
بيعوا وأجَّروا مَرسَى مطروح والسلوم لليبيا الجديدة.
بيعوا وأجَّروا الغردقة وشرم الشيخ والشاطيء الغربي للبحر الأحمر بطوله للمملكة السعودية العربية.
بيعووا وأجَّروا الشاطيء الشمالي من اسكنرية ورشيد ودمياط وبورسعيد للجمهورية التركية الصديقة عبر البحر الأبيض المتوسط.
بيعوا وأجَّروا مصر وآثارها وأمجادها للأمريكان واسرائيل ولمن شئتم من بني فلان وبني علان وبني كان كان.
بيعو مصر العظيمة أم الزمان، وأم التاريخ، وأم الحضارات.. بيعوها وأجَّروها قطعة قطعة، أو شبراً شبراً، فما عاد لها أصحاب، بل أصبحت سلعة يسهل تمزيقها وتقديمها لمن يدفع!!
بيعوها وأجَّروها.. بل بيعوا وأجَّروا أبناءَها عبيداً وخدماً وحشماً وجواري لبني قحطان وبني اسرائيل وبني العم سام، والهند والصين واليابان.
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون
© 2004 - 2011
www.copts-united.com