الإخوان عقدت صفقة مع أمريكا وتنازلت عن الشريعة والعقيدة في سبيل السلطة.
السلفيين تعانوا مع الأمن لضرب التيار الجهادي وترسيخ حكم مبارك.
إيران عرضت علينا تمويل ثورة إسلامية ضد مبارك .
أجري هشام خورشيد
كان أول مصري يصل للأراضي الأفغانية من المجاهدين، ثم عاد يحمل الفكر الجهادي السلفي ويراه يمثل الإسلام الوسطى، إنما ما دونه فليس بإسلام صحيح ولكن اجتهادات تشوبها بعض المطامع الدنيوية.
حينما تتحدث مع الجهادي "أحمد الأنصاري " ابن مدينة فاقوس بالرشقية عن السياسة والعمل الحزبي يعتبره عمل بغير ما انزل الله من سلطان , عمله الجهادي بأفغانستان جعله مطلع على بعض خفايا الاتصالات بين بعض الجماعات الإسلامية والولايات المتحدة الأمريكية وبعض القوى الإقليمية مثل إيران , له رؤية فيما يخص عمل جماعة الإخوان المسلمين بعد وصولهم إلى سده الحكم فهم بالنسبة له "طواغيت" لأنهم يحكمون بغير ما انزل الله وبما يخالف شرع الله ، فليس هناك فرق بين نظام مبارك ونظام مرسى فكلاهما خدم الأمريكان ويعملون لحماية إسرائيل.
** ما هو رأيك في أداء جماعة الإخوان المسلمين على المستوى السياسي ؟
الإخوان هم فصيل يسعى للسلطة والتمكين ،تحت غطاء ظاهري للدين وهم بعيدون كل البعد عن جوهر السلام الصحيح , مع أنهم يعلنون رغبتهم في تطبيق الشريعة لاستقطاب فريق كبير من الملتزمين والجماعات السلفية ذات الشعبية والجماهيرية والتي تخدمها في صراعها السلطوي , ونحن كأصحاب فكر جهادي تمتلك عقيدة راسخة لن نتزحزح عنها ولن نتراجع عن محاولات تطبيق الشريعة، أما الإخوان فهدفهم معروف ومعلن وهو الاستحواذ على السلطة، ولن يتنازلوا عن هذا الفكر فلقد علموا طريق الوصول إلى كرسي الحكم عن طريق الموأمات والصفقات والمصالح لمتبادلة مع القوى الإقليمية كالولايات المتحدة ودول الغرب.
** هل ترى أن القوى الإقليمية التي ذكرتها لعبة دور في وصول الإخوان إلى الحكم وسيطرتهم على المشهد السياسي ؟
بالطبع سعت أمريكا لتمكين الإخوان المسلمين بدول الربيع العربي، بعد أن ساعدتهم بالتخطيط للثورات التي قامت بالمنطقة والتي تعتبر اكبر عمل استخباراتي شهدته المنطقة عبر التاريخ حيث قام بإسقاط الأنظمة العربية الحاكمة بضربة واحدة وفى إطار زمني قصير، لا يذكر في أعمار الدول , وكان ومازال الهدف الاساسى من هذا العمل هو خلق تيار اسلامى بديل للجهاد أطلقوا عليه "الإسلام الوسطى" يعمل على اجهاض الفكر الجهادى الذى يريد لشريعة الله أن تسود , و بعدما رأت الولايات المتحدة ان الفكر الجهادى اصبح يملك قوة لا يستهان بها وقام بالسيطرة على عدة جبهات - يقصد دول - واخذ فى الانتشار حتى اعتنقه عدد كبير من مسلمى أوروبا ووصل لعقر دار امريكا وهنا استشعروا خطورة الجهاديين على المخطط الصهيوامريكى الساعى للسيطرة على العالم ,وبعد ان مارست امريكا تجربة افغانستان وتعلمت منها ان التيار الجهادى لن يمكن السيطرة عليه بقوة السلاح وبعد ان وقعت فى الفخ حيث لا تستطيع الخروج من افغانستان لتمام علمها بأن مع اخر جندى امريكى يغادر الاراضى الافغانية ستعلن امارة اسلامية جهادية , كانت فكرة اختلاق تيار اسلامى بديل- يريد لنفسه ان يسود دون الشرع - يقومون بتمكينه حيث يكونوا قادرين على عقد صفقات معه وبالفعل كانت الصفقة فى تصعيد الجماعة الى حكم دول الربيع العربى مقابل تنفبذ الحفاظ على المصالح الامريكية بالمنطقة والتى يأتى على راس اولوياتها ضمان امن اسرائيل.
وهل تمثل جماعة الاخوان الاسلام الوسطى بالفعل ؟
قامت الولايات المتحده بالترويج للاخوان المسلمين على المستوى الدولى على انهم يمثلون الاسلام الوسطى ليحصلوا على تأييد المجتمع الدولى ودعمه بعكس الحقيقة فالجماعة ليست وسطية انما هى جماعة تاخذ الاسلام الشكلى منهج لغايتها فى التمكين كما انها لا تمثل الاسلام فلقد قدمت تنازلات على حساب الشريعة والعقيدة والفقه والاصول والفروع خاصة بعد احداث 11 سبتمبر بهدف استرضاء الغرب ومساعدتهم فى الوصول الى الحكم وان كنا نتحدث عن الوسطية فى الاسلام فسنجد ان السلفية الجهادية هى المثال النموذجى له , وعلى المستوى الدولى للجماعة نستطيع ان نرصد امثله متطابقة لما يحدث فى مصر ففى افغانستان نجد "طالبان" الذين ينتمون للإخوان فكريا قد ساعدوا أمريكا في دخول أفغانستان ليحصول على الحكم بعد ذلك مكافأة لهم على تعاونهم وفى ذلك التوقيت كان "مهدى عاكف" هو المرشد العام للجماعة ولم يستنكر موقف طالبان من خيانة مجاهدى افغانستان
تقصد بحديثك أن تاريخ الجماعة مع التيار الجهادى غير طيب فى افغانستان؟
تعرض التيار السلفى الجهادى الى طعنات غادره من الاخوان المسلمين على المستوى الدولى ففى العراق نجد طارق الهاشمي ومجموعته الاخوانية وقفوا ضد التيار الجهادى لصالح أمريكا ودعموا الصحوات ضد المجاهدين وقاموا بفتح له مكاتب فى عدة دول ليجمعون فيها الأموال علنا فى حربهم ضدنا كما نجد تركيا تمد المخابرات الامربكبة بالمعلومات عننا فى افغانستان كما قامت حركة حماس التابعة لمكتب ارشاد المقطم بتصفية السلفية الجهادية بغزة ومطاردتهم لانهم يفشلوا صفقات حماس مع العدو الصهيونى بعملياتهم الجهادية التى تهدد امن اسرائيل وكذلك اتباع ابو الاعلى المودوى احد مراجع الاخوان المسلمين فى باكستان الذين بايعوا الاستخبارات الباكستانيه للحرب على الجهاديين
وماذا عن السلفية الغير جهادية كالتي مارست العمل السياسي وانخرطت في الأنشطة الحزبية والعامة ؟
التيار السلفي في مصر للأسف الشديد أصابه خلل في فكره بسبب أن علماءهم ومشايخهم تسيسوا وأصبحوا أدوات لتطويع الناس في خدمة الحاكم، وان خالف العقيدة كما أن إتباع الفكر السلفي حاليا اغلبهم يلتزمون ظاهريا على غير تربية سلفية صحيحة وهذا ما يفسر ما يمر به التيار ألان من انهيار خاصة الذين دخلوا إلى معترك السياسة وأسسوا أحزاب، وسارعوا على السلطة وقدموا تنازلات ليحصلوا على التأييد الشعبي وقعدوا عن الجهاد وركنوا إلى صفقات الغرف المغلقة والاجتماعات السياسية.
, كما ان السلفية من الممكن اعتبارها من أدوات ترسيخ حكم الأنظمة كنظام مبارك المخلوع حيث كانت اجهزة أمن الدولة تستخدمهم لضرب التيار الجهادى وترسيخ أقدام النظام السابق عن طريق جعلهم أداة تشويه ضد التيارات الإسلامية وجعلهم فراعه لخدمة النظام وليس خوفاً على العقيدة كما كانت تشيع مشايخهم هؤلاء الشيوخ كانوا الذين تفننوا فى الصد عن سبيل الجهاد في سبيل الله ومباركة العدوان الامريكى على الدول الإسلامية بالإضافة إلى تشويه صورة الإسلاميين و وصفهم بالإرهابيين والتكفيريين وغيرهم من المسميات الكاذبه والمتابع للثورة المصرية يتذكر موقف مشايخ السلفية فى ثورة 25 يناير وفتاويهم موثقه وموجودة حيث ان اعلامهم حرموا الخروج على الحاكم برغم انهم على علم بأن هناك ثورة ورفض شعبى بالاضافة الى الفساد التى ازكمت رائحته الانوف ثم عادت بعد الثورة لتتقاعس عن تطبيق الشريعه وتمارس الديمقراطية بدون ضوابط شرعية فكانت أمريكا تضغط على الحكومات بالإخوان حتى تضمن تنازلات أكثر وكانت الحكومات أيضا تضغط على أمريكا بالسلفيين
قال بعض المحللين ان وصول الإخوان إلى الحكم فى دول الربيع العربي كان من ضمن أهدافه تحجيم دور إيران في المنطقة وزيادة عزلتها ؟
إيران لا تختلف كثيراً عن أمريكا فلقد عرضت على احد القيادات الجهادية الكبرى، إثناء تواجدنا في أفغانستان أن تمده الدعم المالي واللوجستى، للقيام بثورة إسلامية على مبارك لأنها ترى أن وجود حلفاء للولايات المتحدة الأمريكية في المنطقة يهدد حلمها الامبراطورى في امتلاك سلاح نووي رادع.
لكن المجاهدين المصريين رفضوا أن يكونوا أداة لتنفيذ أهداف سياسية دولية وان يرفعوا السلاح في غير الجهاد الخالص لوجه الله , والذي يتخيل أن هناك صراع حقيقي يدور بين أمريكا وإيران فهو خاطئ لان هناك سياسات دولية لا نعلمها ومصالح خفيه تجمع أخصام الظاهر.
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com