أكد الرئيس محمد مرسى، أن المولد النبوى مناسبة أساسية ومحورية فى حياة البشرية وتاريخها، وتأتى متزامنة مع العيد الثانى لثورة ٢٥ يناير التى تعتبر جزءاً من تاريخ مصر العظيم، ودعا إلى اتخاذ العبر مما مضى والانطلاق إلى الأمام بقوة من خلال العمل والإنتاج.
وأضاف خلال احتفالية نظمتها وزارة الأوقاف بمناسبة المولد النبوى الشريف فى قاعة المؤتمرات، مساء أمس، أن الرسول الكريم شدد على ضرورة إخلاص النية، على أن الشريعة الإسلامية تنظم كل شؤون الحياة وتتسم بالكمال والإنسانية، مشيراً إلى الحاجة للعودة لمسيرة الرسول وتطبيق شريعته.
وقال إن الرسول كان سياسياً وقائداً بارعاً وأباً رحيماً كما كان صبوراً رحيماً مع أعدائه وكريماً ودوداً مع أصحابه وأمته، وذكر أبياتاً من الشعر تتحدث عن ضرورة الحب بين أبناء الوطن من المسلمين والمسيحيين، مضيفاً أن رسالة الرسول حملت حب الوطن وقيمة العمل.
واعتبر «مرسى» أنه من حسن الطالع أن يحتفل المصريون بالمولد النبوى مع الذكرى الثانية للثورة التى اعتبرها علامة فارقة فى تاريخ مصر، بعد أن نقلت مصر من عصر الفساد والاستبداد إلى عصر جديد لا مكان فيه للظلم والاستبداد، ودعا الشعب إلى الاحتفال بذكرى الثورة بالصورة السلمية التى اعتدها، مشيراً إلى أن الشعب حقق الكثير بثورته ومازال هناك الكثير الذى سيسعى شخصياً ومعه الشعب لتحقيقه، وما حققه الدستور من تقليص لسلطات الرئيس وإطلاق حرية تشكيل الأحزاب ومنظمات المجتمع المدنى.
وأضاف: «أنه ليس راضياً بشكل كامل عما تحقق، لأنه يرغب فى تحقيق الأمن فى جميع أرجاء مصر وأن يتصدى للثورة المضادة وأن يعمل على القضاء على الفساد الذى استشرى خلال عقود، فضلاً عن إرساء مبدأ العدالة الاجتماعية وإقامة المشاريع الكبيرة التى تستوعب البطالة، وقال إننا جميعا فى سفينة واحدة علينا أن ندفعها للإبحار مع احترام الديمقراطية، ورفض العنف فى التعبير عن الرأى، موضحاً أنه يعمل على تحسين البنية التحتية التى تهالكت خلال العقود الماضية ووضع حلول لأزمات النظافة والمرور والبطالة والتأمين الصحى والعدالة الاجتماعية والقصاص العادل لشهداء الثورة، مشدداً على أنه وعد بالقصاص العادل، وأن لجنة تقصى الحقائق انتهت من تقريرها ووضعته تحت إمرة وتصرف النائب العام، تحقيقاً للعدالة وللقصاص للشهداء والمصابين، مشدداً على أنه يعمل على إصلاح مؤسسات الدولة هيكلياً.
ودعا جميع الفئات للمشاركة فى تنمية الوطن، مشيراً إلى أن التنمية ليست برنامجاً للرئيس فحسب لكنها جهد يشارك فيه جميع أبناء الوطن، وأنه يؤلمه عدم توفير المسكن الملائم لملايين المصريين ولاسيما من يسكنون العشوائيات، وأضاف أنه يتابع حل تلك المشكلة بشكل مستمر، وشدد على أنه حريص على إيقاف التلاعب فى الأسعار والحفاظ على منظومة الدعم وإيصاله لمستحقيه، ودعا رجال الأعمال المغتربين للعودة للاستثمار فى مصر متعهداً بتذليل جميع العقبات فى هذا الشأن، ووجه التحية للعاملين المصريين فى الخارج الذين حولوا ٩.١ مليار دولار خلال الـ٦ أشهر الأخيرة.
وشدد على الالتزام الكامل فى كل توجهات الدولة بالحريات العامة والعمل على صيانة كرامة الإنسان وتوفير الحياة الكريمة وحق حرية التعبير دون تمييز أو عنصرية، وقال إن الدولة تتحرك لحماية حقوق الجميع وتتصدرها حقوق الضعفاء، مع حفظ الحقوق دون تمييز بين مسلمين ومسيحيين، مع رفض كل أشكال التعذيب النفسى والجسدى، مؤكداً أنه شدد على ضرورة اعتبار البلاغات الواردة حول أى شكل من أشكال الانتهاكات للحريات على أنها ذات أولوية قصوى، وأنه يسعى لعودة مصر إلى مكانتها التى تستحقها كدولة رائدة فى المنطقة، وأنه يسعى لتطوير جهاز الشرطة بتغيير العقيدة الأمنية بتدعيم الولاء والانتماء للوطن وأمنه بدلاً من أن تكون للنظام الحاكم، مضيفاً أن الجيش الذى يحمى أمن البلاد يستحق كل التقدير لكى تتمكن مصر من القيام بدورها الإقليمى، وقال إن الاستعداد يمنع العدوان وإن مصر تريد أن تكون مستعدة لا لتعتدى.
وحيا مرسى «رجال الإعلام الشرفاء» داعياً للالتزام بالنقد البناء، وجدد التأكيد على أنه لا يبحث عن حقوق لنفسه، ولكنه يسعى للقيام بما عليه من واجبات، وأنه لن يضار صاحب رأى خلال حكمه مع الحرص على إعمال القانون واحترام القضاء فى هذا الشأن، مجدداً الدعوة للحوار الوطنى لوضع التصور الكامل لجميع قضايا الوطن السياسية والاقتصادية والاجتماعية والدينية.
وتناول مرسى قضية دور العبادة، التى قال إن أبناء مصر أمام القانون سواء وأن من يريد أن يبنى مسجداً أو كنيسة فإنه سيلجأ للقانون وأن الرئيس ملتزم شخصياً بأن يحصل له على حقه، ودعا جميع الأحزاب لوضع المرأة فى مواقع متقدمة فى القوائم الانتخابية وطالب مؤسسات المجتمع المدنى بنشر الوعى السياسى بين مختلف فئات المجتمع ليأتى البرلمان المقبل معبراً عن المصريين بكل طوائفهم.
وقدم الرئيس جوائز لحفظة القرآن الكريم بلغت قيمة الجائزة الأولى منها ٥٠ ألف جنيه لحفظة القرآن من ذوى الاحتياجات الخاصة، كما كرم الفائزين فى مجال البحوث الإسلامية، ومن بينهم مسيحية تدعى سيلفانا نصيف عوض، والتى تعتبر أول مسيحية يتم تكريمها فى مسابقات الأوقاف، والتى قالت إن تكريم الرئيس شهادة لها وإن الإسلام دين تسامح ولا يوجد تمييز لأحد ضد أحد فى مصر، وقامت بتسليم الرئيس ور ...
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com