بقلم : إسماعيل حسني
بإصرار الرئيس محمد مرسي على تهميش القوى السياسية وانفراد الإخوان بحكم البلاد وضع الرئيس الشعب المصري بين خيارين أحلاهما مر، فإما الاستسلام لدكتاتورية الإخوان وهو ما لا يتصور عقلا بعد ثورة أطاحت بدكتاتور، وإما خلعه وما يترتب على ذلك بالضرورة من تعرضه للمحاكمة والسجن، وتفاقم حالة الانسداد السياسي في البلاد.
ووفقا للعقلية الفاشية التي نشأت عليها جماعة الإخوان المسلمين تصور الرئيس وجماعته أنهم قادرون على مواجهة الغضب الشعبي المشتعل في جميع محافظات الجمهورية ولأسابيع متتالية بإجراءات قمعية تقوم بها وزارة الداخلية والمليشيات التابعة للإخوان وحلفائهم، وتم اتخاذ عدة إجراءات في هذا الصدد.
فقام الرئيس بعزل اللواء أحمد جمال دين وزير الداخلية السابق الذي نأى بوزارة الداخلية عن ساحة الصراع السياسي ووضعها على مسافة واحدة من جميع الفرقاء، مما لم يرق للرئيس وجماعته فعزلوه وجاءوا باللواء محمد إبراهيم الذي انحاز للإخوان وأوسع المتظاهرين قتلا وسحلا، كما قام باعتقال العشرات من المتظاهرين وتعريضهم للتعذيب البدني والاغتصاب في معسكرات الأمن المركزي.
كذلك أعلن خيرت الشاطر الحاكم الفعلي للبلاد عن مفاجأة سيقدمها لأنصاره في جمعة الخلاص تمثلت كما أشارت معظم التقارير في إطلاق يد مليشيات الإخوان والجماعات الإسلامية صاحبة التاريخ الطويل في العنف والإجرام لإرهاب المتظاهرين عن طريق التحرش الجماعي المنظم بالفتيات لمنع نصف الشعب المصري من النزول للشوارع من ناحية، والاعتداء بالضرب والسحل على شباب المتظاهرين لتخويف الناس من الاشتراك في المظاهرات مستقبلا من ناحية أخرى.
ونظرا لتعنت الرئيس مرسي وعدم ابداءه أي قدر من المرونة في التعامل مع طلبات الشارع السياسي فلن يكون أمام الجماعة لتحقيق الاستقرار السياسي والأمني في البلاد سوى تصعيد استخدام العنف للقضاء على المعارضة، وفي هذا الإطار لا نستبعد أن تلجأ الجماعة لعدد من الاغتيالات السياسية على غرار قيام الإسلاميون في تونس باغتيال الزعيم المعارض شكري بالعيد، وهو ما تطالب به منذ فترة أصوات كثيرة في التيار الإسلامي التي تعتبر المعارضين محاربين لله ورسوله ومفسدين في الأرض مما جزاءه القتل تطبيقا لشرع الله: "إنَّمَا جَزَاء الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَاداً أَن يُقَتَّلُواْ أَوْ يُصَلَّبُواْ أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْاْ مِنَ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيم".
إن الإخوان شأنهم شأن العصابات الفاشية التي عرفها التاريخ في كل مكان لا يتعلمون الدرس، ولا يدركون قيمة الحرية ومدى استعداد الشعوب للتضحية بالغالي والنفيس بل بالحياة ذاتها في سبيلها، ومن ثم لم يعد أمام المصريون سوى مواصلة العمل الوطني الجاد من أجل استرداد ثورتهم من براثن جماعة الإخوان وإسقاط الرئيس الذي فقد شرعيته باعتداءه على الدستور وبالدماء التي سالت في عهده، وسوف تصمد جماهير شعبنا الأبية في الميدان حتى يسقط رئيس الإخوان.
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون
© 2004 - 2011
www.copts-united.com