نقلت الوثيقة رقم «11652»، الصادرة بتاريخ 19 مايو 1976 عن المخابرات المركزية الأمريكية، تفاصيل لقاء سرى، جرى بين مسئولى السفارة الأمريكية بالقاهرة، ومحمد توفيق عويضة، رئيس المجلس الأعلى للشئون الإسلامية.
وأوضحت أن اللقاء كشف كواليس الصراعات الخفية التى اشتعلت بين مؤسسات الدولة الدينية الرسمية من جهة، وتيار الإسلام المتشدِّد من جهة أخرى. وأبرزت الوثيقة مخاوف «عويضة» من تقارُب اليسار المصرى مع اليمين الدينى، ممثلاً فى تنظيم الإخوان والجماعات الإسلامية المتشددة، من أجل إقامة تحالف تكتيكى بينهما، يساعد اليسار على إبعاد التهمة التى التصقت به كثيراً، باعتبار المنتمين إليه فى الغالب من الملحدين، فيما يتمكّن اليمين الدينى من التفرُّغ للسياسة، على الرغم من إصرار «السادات» على التصدى لذلك. وقالت الوثيقة: «برزت مؤخراً عدة تصريحات لوجوه سياسية بارزة، مثل الوزير سيد مرعى، تحذر من وجود تحالفات بين اليسار واليمين الدينى من خلال الأزهر. وإن اليساريين يأملون فى تغيير الصورة التى التصقت بهم كشيوعيين ملحدين، ليجتذبوا مزيداً من الجماهير المحافظة إلى صف المعارضة. وأضافت الوثيقة: «لكن ما لا يعرفه أحد هو مدى استجابة اليمين الدينى لمبادرة اليسار، وفى لقاء بين توفيق عويضة، وممثلين عن السفارة فى 19 مايو، قال المسئول الذى يعرف الكثير بحكم موقعه، إن الأزهر يلعب مباراة كرة مع اليسار. وإن عبدالحليم محمود، شيخ الأزهر فى نظر (عويضة)، (متطرف) صوفى، يصر على أن يضغط لتمرير قوانين وتشريعات إسلامية من مجلس الشعب الحالى قبل أن تنتهى دورته فى الصيف». وتابعت: «تقف الحكومة المصرية ضد مثل هذه التشريعات بهدوء، بينما يريد اليمين الدينى المتطرف كل الدعم الممكن، وقال لنا توفيق عويضة سراً: إن شيخ الأزهر يريد إرضاء كل الأطراف، فيعلن رفضه للشيوعيين أمام الحكومة المصرية، بينما يتقبّل دعمهم السياسى له على الجانب الآخر. وبسؤاله عما إذا كان سيجرى السماح للإخوان بنشر مجلتهم الممنوعة التى تحمل اسم (الدعوة)، وما إذا كانت الحكومة المصرية ستسمح لهم باختيار مرشد عام أعلى لهم. قال (عويضة) إنه واثق من أن الرئيس السادات لن يسمح بصعود الإخوان مرة أخرى كتنظيم سياسى، لكنه واثق من أن الإخوان، وكل من معهم من التيارات الدينية المتطرفة، يمكن أن يمثلوا تهديداً محتملاً (بالغ الخطورة) فى ضوء «شهر العسل» القادم بين اليسار واليمين المتطرف، ووضع ذلك على قمة الأولويات».
وأضاف «عويضة»، وفقاً لنص الوثيقة: «الرئيس السادات على ما يبدو لا يفهم، أو على الأقل ليس لديه التركيز الكافى لإدراك المتاعب التى يمكن أن يثيرها تجاوب الأزهر مع تقارب اليسار منه. إلا أنه أكد ثقته فى أن شعبية الرئيس الواسعة، إضافة إلى عدم الرضا الشعبى العام عن الماركسيين، سيضمن ألا يكون للمتطرفين تأثير كبير على تفكير الجماهير.
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com