كتب-عماد توماس
التقي حمدين صباحي مؤسس التيار الشعبي مساء الخميس، سفير إيطاليا بالقاهرة السيد مواريسيو مساري، والمبعوث الخاص السابق إلي الشرق الأوسط ، بمقر التيار الشعبي بالمهندسين حيث تضمن اللقاء استعراض الأوضاع السياسية الحالية بالبلاد، وسبل الخروج من الأزمة الراهنة التي تعيشها مصر.
أكد صباحي أن مصر، وبعد عامين من انطلاق ثورتها المجيدة، لم تجن أي شيء من ثمارها، مشيرا إلى أنه لا تزال هناك فجوة عميقة بين ما كان يتوقعه الشعب بعد الثورة والواقع. وأضاف "ناضلنا طويلا ضد مبارك ونظامه الاستبدادي، ولا يزال نضالنا مستمر ضد مرسي وجماعته الإقصائية، التي تريد الهيمنة على مفاصل الدولة المصرية".
وأرجع مؤسس التيار الشعبي الأسباب الرئيسية للأزمة السياسية التي تعيشها مصر حاليا إلى إتباع مرسي وجماعته نفس سياسات النظام البائد لا سيما في مجال انتهاك حقوق الإنسان والسياسات القمعية لأجهزة الأمن، وقال "النظام لم يسقط بعد ولكنه ارتدى رداء إسلامي".
وأكد أن النظام القديم لم يسقط بعد لسببين رئيسين، أولهما نظام الحكم الاستبدادي والسياسات القمعية التي ينتهجها مرسي والمتمثلة في تضخم الذراع الأمني وعودة ما يعرف بـ"الدولة البوليسية"، ورغبة الجماعة في الهيمنة على مفاصل الدولة المصرية بشكل أعاق التحول نحو نظام ديمقراطي حقيقي، وثانيهما أن النظام الحالي عجز عن تحقيق العدالة الاجتماعية التي طالب بها المصريون في ثورتهم، وعدم ضمان توزيع الثروة الوطنية بشكل عادل بسبب انتهاج نفس السياسات الاقتصادية التي كان ينتهجها الحزب الوطني المنحل والتي أدت إلى فقر المصريين وضعف بنية الاقتصاد الوطني، والخلل في التركيب الاجتماعي للمجتمع وزيادة الفجوة بين طبقاته.
وحول قرار عدم مشاركة التيار الشعبي بمرشحين منه في الانتخابات التشريعية القادمة، قال صباحي إن التيار الشعبي يحصر هدفه في استكمال الثورة مع جماهير شعبنا وميادين التحرير وينضم بكل قوته وكوادره لكافة أشكال المقاومة المدنية السلمية المتعارف عليها في كل النظم الديمقراطية ، في مواجهة استهانة النظام الحاكم بكل أشكال المشاركة الشعبية في صنع القرار، وإزاء استمرار النظام في إراقة دماء شهدائنا وتعذيب ثوارنا وإهانة كرامة مواطنينا وسحلهم في الشوارع.
وقال صباحي إن قرار التيار بعدم الدفع بمرشحين لخوض انتخابات مجلس النواب القادم جاء نتيجة عدم استجابة السلطة القائمة للضمانات التي طلبها التيار من خلال "جبهة الإنقاذ" من أجل ضمان إجراء انتخابات نزيهة تكفل حرية الاختيار للمواطن المصري وتضمن مبادئ تكافؤ الفرص بين جميع المتنافسين دون تفريق، مشددا على ضرورة توافر حزمتين من الإجراءات المباشرة وغير المباشرة التي تضمن سلامة الانتخابات القادمة ونزاهتها أبرزها تشكيل حكومة محايدة للإشراف على الانتخابات البرلمانية، وتشكيل لجنة فنية لتعديل المواد الخلافية بالدستور، ورد الاعتبار للقضاء وتمكينه من الإشراف الكامل على العملية الانتخابية
وشدد صباحي أن "الإخوان" تريد التعجيل بإجراء الانتخابات البرلمانية اقتناعا منها أنها ستحصل على ثلث مقاعد البرلمان المقبل، مشيرا إلى أن جبهة الإنقاذ لو قررت خوض الانتخابات النيابية في ظل أجواء تنافسية حقيقية وتوافر الضمانات التي تطلبها ، فأنها ستحصل على ما يزيد علي 50% من مقاعد البرلمان، وستكون الكتلة الأكبر داخله.
وبسؤاله عن أهم ما يراه كأهم أولويات للحكومة في الفترة الحالية قال صباحي إن الحكومة يجب أن تضع على رأس أولوياتها في الفترة القادمة ملف المصالحة الوطنية وتوحيد المصريين الذين قسمتهم سياسات "الإخوان" بشكل رأسي إلى شعبين "شعب الإخوان المسلمين" في جانب وباقي المصريين في جانب آخر، واستطرد قائلا "اعتقد أن جماعة الإخوان المسلمين غير جادة في تحقيق المصالحة بين أبناء الوطن ربما لأنهم يريدون استخدام بعض الأطراف في تحقيق أغراضهم ومطامعهم السياسية".
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com