قال البابا بنديكتوس السادس عشر في آخر صلاة عامة له خلال حبريته الاحد قبل اربعة ايام من دخول استقالته التاريخية حيز التنفيذ، امام حشد غفير في ساحة القديس بطرس ان "الله طلب مني ان اكرس نفسي للصلاة والتأمل".
وفي خطوة استثنائية تسبق حدثا تاريخيا غير مسبوق تقريبا في الفي عام من عمر الكنيسة الكاثوليكية، اختار بنديكتوس السادس عشر في صلاة التبشير الملائكي الاخيرة في حبريته ان يتحدث عن نفسه وعن "هذه المرحلة من حياتي".
وقال امام جمع من حوالي 100 الف شخص احتشدوا في ساحة القديس بطرس "ايها الاخوة والاخوات الاعزاء، اشعر بأن كلمة الله موجهة لي بنوع خاص خلال هذه المرحلة من حياتي. الله يدعوني الى 'صعود الجبل'، لتكريس نفسي للصلاة والتأمل".
واضاف البابا "لكن هذا الأمر لا يعني التخلي عن الكنيسة، بل على العكس، إذا طلب مني الله ذلك فهذا يعني أن أواصل خدمتها بتفان ومحبة، كما فعلت لغاية الآن ولكن بطريقة تتلاءم أكثر من سني وقدراتي".
وقاطعته الحشود تكرارا بالتصفيق فيما رفع البعض لافتات تقول "قداسة البابا، نحبك" و"شكرا قداستكم".
وشكر البابا السماء بابتسامة واسعة على ظهور الشمس في روما بعد ايام ماطرة.
وكالعادة، وجه تحياته الى المؤمنين بلغات عدة واختتم برسالة مرتجلة في خطوة استثنائية ايضا قائلا "بالصلاة نبقى مقربين دوما".
وفي احدى آخر تغريداته جدد البابا على حسابه على موقع تويتر الاحد تأكيد اهمية الصلاة، وقال "في هذا الوقت الخاص، اطلب منكم ان تصلوا من اجلي ومن اجل الكنيسة، واثقين، كما في كل حين، بالعناية الالهية".
وحساب البابا على موقع تويتر "بونتيفكس" الذي انشىء في كانون الاول/ديسمبر سيتوقف الخميس في الساعة 19:00، في التوقيت نفسه الذي ستدخل فيه استقالة البابا حيز التنفيذ. وسيبقى الحساب مجمدا طوال فترة "الكرسي الشاغر" اي حتى انتخاب بابا جديد، وبعدها سيقرر الاخير ما اذا كان سيعيد تفعيل الحساب ام لا.
وقال الطالب الاسباني انريكي روبيو (22 عاما) الذي اتى الى روما مع جمع من رفاقه "هذه المرة الاخيرة التي سنتمكن فيها من رؤية بنديكتوس السادس عشر".
واضاف "برحيله كان صادقا وانا اقدره كثيرا. اليوم، نحن بحاجة الى شخص مثل يوحنا بولس الثاني، قريب من الشباب".
اما جيانباولو (33 عاما) الذي اتى مع ولديه الصغيرين من اكويلا في وسط ايطاليا فقال "اليوم كانت النعمة مهمة بشكل استثنائي. البابا يمثل رمز الروح المسيحية"، معتبرا في الوقت نفسه ان بنديكتوس السادس عشر "اقل شجاعة" من الذين سبقوه الى هذا المنصب، لان "البابا عليه ان يموت امام كنيسته".
واتخذت السلطات اجراءات امنية استثنائية في هذه المناسبة اذ نشرت اكثر من 100 شرطي معززين بقناصة من قوات النخبة.
وتعتبر هذه الاجراءات المشابهة تحضيرا لتلك التي ستتخذ الاربعاء في آخر مقابلة عامة لبنديكتوس السادس عشر مع المؤمنين في الساحة الفاتيكانية.
واعلن البابا انه سيستقيل في 28 شباط/فبراير بسبب "تقدمه في السن" ولان "قواه" لم تعد تسمح له بممارسة مهامه على رأس كنيسة يبلغ عدد اتباعها حوالي مليار شخص.
والبابا الاخر الوحيد الذي استقال من تلقاء نفسه هو سيلستين الخامس الذي كان راهبا ناسكا تخلى عن مهامه بعد خمسة اشهر من انتخابه في 1294، على اثر تدهور صحته واستيائه من المؤامرات في روما.
وفي اليوم الاخير من حبريته الخميس، سيلتقي البابا الكرادلة، ثم ينتقل على متن مروحية في الساعة 16:00 تغ الى المقر البابوي الصيفي في كاستل غوندولفو، جنوب روما، حيث سيودع للمرة الاخيرة المؤمنين والسلطات المحلية.
وبعد ثلاث ساعات من ذلك، "في نهاية يوم عمله العادي"، يصبح بابا سابقا وتبدأ فترة "الكرسي الشاغر".
وبعد انتخاب خلف لبنديكتوس السادس عشر في المجمع الذي سيدعى الى المشاركة فيه 117 كاردينالا ناخبا (تقل اعمارهم عن 80 عاما)، ستبدأ مرحلة تعايش غير مسبوقة بين البابوين.
وخلافا للعام 2005 عندما كان الكاردينال راتسينغر الذراع اليمنى للبابا يوحنا بولس الثاني، الاوفر حظا، لم يكشف اي كاردينال رغبته في الترشح، حتى لو ان الاسماء المطروحة هي اسماء الكاردينال الكندي مارك اوليه والبرازيلي اوديلو شيرر والفيليبيني لويس تاغل والايطالي انجيلو سكولا
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com