بقلم: مينا ملاك عازر
لو حضرتك جاي من أول شهر فبراير وفي وشك شهر مارس، فأنت الآن في آخر الشهر، وليس أمامك اختيار إلا أن تدخل شهر مارس، ولذا فعليك أن تدخل شهر مارس وتجلس معي لنتحاور، إن كنا نخش أو ما نخشش، وبالتالي لو حضرت أدامك فرصة ساعتها تقتنع بكلامي، إننا نخش الشهر إللي إنت بالفعل حاتكون دخلته، خشه ولو ما إقتنعتش بكلامي فبرضه خشه لإن ببساطة دخلته وفي كل الأحوال نستمر نتحاور لإن الحوار حلو، وحضرتك في هذا الحوار ستصل لقناعة هامة وهي إنك لازم تتحاور عشان نتصور مع بعض، والناس تشوف أد إيه أنا ديمقراطي وبأتحاور مع جنابك، والناس تصقف لي وياريت ما تطلبش مني أي ضمانات إن ده ما يتكررش لكن ما أضمنه لك أن تبقى مجبراً وابقى أنا جلدي تخين وأعترف بغلطي وأعتذر وعليك أنك تسامحني.
وتغني وتقول سامحتك سامحتك، سامحتك كتير، سامحتك لإني باحب بضمير، وأنا أرد عليك وأطلع لك لساني، أنا بقى ما عنديش ضمير، وجلدي تخين ومهما حاتعمل في وتخليني أخر دم مش حاعمل لك حاجة وعليك واحد وتخرج حضرتك من هذا المقال مردداً أن "غلطتي سوء اختياري" أقوم أرد عليك أنا وأقول "غلطة الشاطر بألف" وأنا رغم إني جبت سيرة الشاطر فلا زلت متمسك بأنني لا أتحدث عن السياسة، ولكنني أتحدث عن علاقتي بجنابك، تلك العلاقة الحوارية القائمة على أن نتكلم وأنفذ ما أريد لإني ببساطة مش بإيدي حاجة الموضوع في إيد اللي ماسكين السنة، هما إللي بينقلوا من فبراير ومارس، كون بقى إن حضرتك مصدق دعوتي ليك بالحوار وبتيجي تحاورني يبقى حضرتك غاوي يتضحك عليك، ولو كنت ناصح وما جئتش تحاورني فبرضه حضرتك حاتلتزم بما سيفعله بنا الناس إللي ماسكين السنة، حاينقلونا من فبراير لمارس، وهكذا لا حول ولا قوة لي ولا لك .
وهكذا يكون الحوار البناء بين اثنين كلاهما لا يملك من أمر نفسه ولا من أمر الموضوع محل الحوار شيء، ولذا فحوارنا هو الحاجة الوحيدة التي نستطيع فعلها، فلا يغرنك تمسكي بانتقالي من شهر فبراير لشهر مارس، وتحسبه علي ديكتاتورية، فصدقني لو كان بيدي لفعلت ما أردت لكن بأمر الشاطر وليس بأمري، فلا تعتب علي، ولو سألتني راضي ليه؟ حاقول لحضرتك بفلوسه جابني أكلمك، وصدرني ليك، وكل ما أشتكي له يعايرني بإللي دفعه عشان أقعد القاعدة دي، قل لي بقى أرد عليه وأقول له إيه؟ يبقى لو تكرمت عليك بقى إنك تيجي وتحاورني ونرضا بالأمر الواقع، وتقبل اعتذاري عن غلطة الشاطر آملاً أن ينطبق يوماً المثل القائل ما يقع إلا الشاطر، وننجو أنا وإنت، ويمكن يومها نعرف نوصل لحل من خلال حوارنا ونعمله مستغلين وقعة الشاطر.
ومن غلطة الشاطر إلى وقعته تبقى الآمال معلقة لأن يعتذر الشاطر عن سفك الدماء وسحل الرجال وتعذيب الشباب وقتل الثوار، وليس أمامك إلا أن تقبل الاعتذار، فلا محاكمة للشاطر إلا بعد أن يقع، فأنت أكثر واحد تعلم أن العجل لما بيقع بتكتر سكاكينه، وأنا لكوني أرى أن المقال يتجه منحنى الأمثال الشعبية من ساعة ما جبت غلطة الشاطر بألف مروراً بى ما يقع إلا الشاطر وانتهاء بوقوع العجل وكتر سكاكينه، أقول أنني لكوني ارى هذا الاتجاه الشعبي البسيط الذي يفهمه العامة، أرى أيضاً أنه من الأفضل أن أغلق المقال عند هذا الحد آملاً أن أراك في شهر جديد وحوار جديد، أذبحك فيه بأمر زكي قدرة، وأجبرك على أن تحاورني.
المختصر المفيد لا تحاسب العصا لأنها ضربتك بل حاسب من أمسكها وضربك بها، حتى لو كان ضربك على هوى العصا.
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون
© 2004 - 2011
www.copts-united.com