• عرض برنامج مانشيت في قناة ontv فيديو لمصريين في بني سويف مركز الوسطى وهم يقومون بردم نهر النيل والبناء عليه، وسائر مؤسسات الدولة بما فيها الداخلية والنيابة العامة ترفض التحرك. . الأحفاد يعيدون تاريخ الأجداد الذين ردموا فروع النيل في الدلتا والتي كانت سبعة فروع قبل غزو العرب لمصر، والفارق أن الأحفاد يقومون الآن بردم مجرى النيل الأساسي ذاته. . يبدو أن السقوط لابد أن يكون شاملاً ومروعاً قبل أن نتعشم في استفاقة هذا الشعب.
الدولة المصرية تتآكل، ولقد بدأ هذا في عهد مبارك ويتسارع الآن بدرجة كبيرة، غياب الأمن الرسمي بواسطة الشرطة من الشارع واعتماد الناس على حماية أنفسهم، تبوير الأرض الزراعية والبناء عليها، والعشوائيات السكنية والورش غير المرخصة والباعة الجائلون الذين يفترشون الشوارع والميادين والتوك توك الذي يستشري بعيداً عن الدولة، ومعهم الدروس الخصوصية كحل شعبي لضعف التعليم الرسمي، والإكراميات أو الرشاوى لموظفي الدولة لتأدية واجباتهم كنوع من إعادة توزيع الدخل بمبادرة من الشعب ذاته، ولجوء موظفي الدولة لزيادة دخلهم لأعمال إضافية في مجالات غير رسمية، كل هذه العناصر تتمدد الآن منذرة بتضاؤل دور الدولة، لكنها في نفس الوقت تعمل على معالجة جزئية للخلل الناتج عن غياب الدولة، وربما يعد ما يحدث تأجيلاً لما يتخوف أو يهدد به البعض من "ثورة للجياع"، لكن التساؤل هو إلى أي مدى يمكن أن يغطي ذلك الاقتصاد غير الرسمي والإدارة غير الرسمية للحياة احتياج أمة من 90 مليوناً من البشر، وكم من الزمن يتبقى حتى ينهار الجميع على رؤوس الجميع؟!
• إذا صح ما يقال أن ثلاثة من الإرهابيين المفرج عنهم من بين من قاموا بقتل جنودنا في رفح، فهل يكفي هذا لمحاكمة محمد مرسي بتهمة الخيانة العظمى؟. . ما خرجت به من حديث السيد رئيس جمهورية مصر أنه يرى نفسه وجماعته هم الثورة المصرية التي لابد وأن تمضي قدماً في طريقها، وأن من عداهم هم الثورة المضادة والبلطجية ومن لا يريدون لمصر أن تقوم لها قائمة. . غير واضح إن كان الفشل في قراءة الواقع وراء هذه الرؤية، أم أنه العناد والاستكبار والاستهانة بقوة المعارضين وبالشعب المصري وقدراته. . هذا التكلس والعجز يشير إلى قرب التصدع والسقوط. . يبدو أن النهاية أقرب مما نتصور، أو هكذا يخيل إلي. . يا سيدي رئيس جمهورية عشيرتك: إذا كنت تعتبر معارضيك ثورة مضادة وأعداء لمصر، فلماذا تدعوهم للحوار؟. . لماذا تقبل أن تلوث مقامك الشريف بمجالسة أعداء الوطن؟!!. .
لقد أفادنا سيادة رئيس الجمهورية في جلسة الحوار الوطني الأخير أن سيادته يستمع للجميع، وهو في النهاية من يتخذ القرار، لأنه كما قال "يرى ما لا يراه الآخرون"، وهذا منهج ديكاتوري ولا أروع، وإن كان لا يتناسب مع شخصية وعناصر قوة ووضع السيد د. محمد مرسي العياط، لا من الناحية الدستورية، ولا عرفياً داخل جماعته التي لا يحتل فيها موقعاً يجعله يتحدث ويتصرف بالطريقة التي تحدث عنها. . نريد أن نرى لك وجهاً واحداً وقولاً واحداً، فما تفعله سيزيد الناس رفضاً لك. . تابعت جلسة الحوار الوطني الأخيرة بتدقيق. . مهزلة كلامية لا يقبلها على نفسه من لا يدير رأسه الجلوس على مائدة في القصر الجمهوري مع من يجلس في منصب رئيس الجمهورية.
• نعم يا أعزائي، التيار المدني ليس له قوة تصويتية كافية للوقوف في وجه أخونة البلاد وانزلاقها إلى هاوية، ولأن الأغلبية ممثلة في التيار المتأسلم أثبتت عملياً أنها لا تراعي شرعية قانونية أو دستورية، ولأنها لا تؤمن بالديموقراطية ولا تحترم قواعدها التي تقتضي حماية حقوق الأقلية وحقوق الإنسان الفرد الشخصية، فإن انسحاب التيار المدني من هذه اللعبة السخيفة المميتة هو الحل المرحلي، وإلا سنكون شركاء في تدمير الدولة المصرية تحت ستار مسرحية الديموقراطية المشوهة هذه. . المقاطعة تعني أن ترفض المشاركة في مسيرة غير دستورية، وترفض مشاركة أحزاب غير شرعية مشكلة من الإرهابيين الذين كان مبارك يضعهم حيث يجب أن يكونوا. . مقاطعة الانتخابات تعني حرمان وجه قبيح من مساحيق الماكياج. . رغم أن المقاطعة موقف سلبي، إلا أن الإيجابية التي تحول
الإنسان إلى شاهد على زواج باطل إيجابية ملعونة!!. .
مقاطعة الثوار للانتخابات فرصة ذهبية لعاشقي الكراسي للحصول على مقعد من فضلة أسيادهم الإخوان. . سوف أقاطع الانتخابات النيابية، مع بالغ احترامي للواهمين والأرزقية والطراطير بالسليقة. . سيسقط المتأسلمون بسهولة سقوط أوراق الخريف يوم يتحرر الشعب المصري فكرياً وسيكولوجياً. . أظن أن خطوة "العصيان المدني" يجب أن تسبقها خطوة ناجحة للعصيان على "الزي الإخواني"، وإلا نكون مازلنا بعيدين عن ساعة الصفر. . الشعب المنبطح على وجهه لقرون طويلة بدأ البعض منه ينهضون، وعندما تتزايد أعداد هؤلاء بدرجة كافية، سنشهد أولى ملامح مصر الجديدة. .
مشايخ الشتمية والجنس والكراهية ليسوا أكثر من دمامل تظهر على جسد مضروب بالقيح، فإن شفي الجسد اختفت الدمامل تلقائياً. . قبل تطهير حبيبات التربة من اليرقات لا جدوى من جمع الديدان. . هم يقولونها ويتغنون بها "أنهم يحبون الموت بقدر ما نحرص نحن على الحياة"، فلنلم إذن أنفسنا أن أتينا بدعاة الموت لكي يخربوا لنا الحياة!!
نقلا عن الحوار المتمدن
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون
© 2004 - 2011
www.copts-united.com